هل تؤمن بالصداقة بين الرجل والمرأة؟..وهل يمكن أن تبقى العلاقة بين
الاثنين عند هذا الحد..حد الصداقة دون أن تتطور الى علاقة عاطفية أو
جنسية؟.
ولماذا يبحث الرجل المتزوج عن امرأة أخرى لتكون صديقة له؟،
ألا تكفيه زوجته؟..ألا يمكن أن تصبح الزوجة هي الصديقة؟..أم أن هناك أمور
يمكن أن يحكيها الرجل لصديقته ولا يحكيها لزوجته؟..وهل يمكن أن تتطور
الصداقة لتصبح حبا ثم زواجا؟..وهل يمكن أن تسمح الزوجة بدخول امرأة جديدة
في حياة زوجها تحت أي مسمى ولو كان هذا المسمى صداقة بريئة؟.. وما هي شروط
هذه الصداقة؟ .. وأسئلة أخرى نجيب عليها من خلال هذا التحقيق السريع.
في
البداية تقول د.زينب شاهين استاذ علم الاجتماع بالجامعة الامريكية إنه من
الأدوار الأساسية للزوجة أن تكون أما وصديقة وحبيبة وزوجة..وهي أدوار
تلعبها في إطار أنها مسئولة عن حياة زوجية لكن الواقع يختلف كثيراً بسبب
ضغوط العمل والأولاد والتوتر الذي تسببه وسائل الإعلام..على الرغم من أنها
وسائل ترفيهية إلا أنها تبث الأخبار السيئة عن القتل .. والحرب..
والعري..فإذا كان لدى المرأة مشكلة في العلاقة الحميمة يفشل الزواج، خاصة
إذا كان الزوج لا يراعي مشاعر زوجته ،فالنظر للموديل الجميلة يجعلها تشعر
بعجزها لمجرد رؤيته للتلفزيون ..
وتضيف: أيضاً تعاني المرأة من طاقة
وحركة الأطفال الزائدة ..وهي في النهاية تحتاج زوجا بجوارها لكن الزوج
أيضاً محمل بنفس الأعباء. فعند عودته للمنزل فهو بحاجة إلى السكن.. وهي
أيضاً لها نفس الطلب بالإضافة إلى أن المرأة بطبيعتها تريد تفريغ ما
بداخلها من شحنات أما الرجل فيفضل أن يصل إلى حالة انفعالية هادئة أولاً
ثم يسمع أو يتحدث في أي شئ,هنا يحدث التصادم لكن إذا كانت المرأة تعي جيدا
واجبات الحياة وسيكولوجية الرجل.. تجعله يتحدث أولاً في جو هادئ ثم بعد
ذلك تتحدث فيصبح لديه طاقة ليسمعها..
وتقول: من هنا تزيد أواصر
الصداقة بينهما يوم بعد يوم. فالرجل لا يحتاج سوى اللحظة المناسبة فقط حتى
تتحدث إليه الزوجة بما في داخلها.. وهو يحتاج من المرأة إلى أن تستمع إليه
جيداً.. وهنا يجب أن يتوفر لديها حسن إصغاء.. أي تسمع الكلام بوضوح
وتقيمه..أي تسمع وتفهم وتقيم بداخلها , ثم في النهاية تشارك نتيجة ما
توصلت إليه.. هذا السلوك يجعل الزوج يشعر بأنه يتحدث مع امرأة واعية كما
يشعر أنها تتفهم ما يقول حتى يخرجا برأي واحد.
أما د.فاطمة صاحبة
دار نشر فترى أن المشكلة الحقيقية هي أن المرأة بطبعها تحب أن تسمع
الإنسان الغريب عنها.. أما القريبين منها فتحب أن يستمعوا هم لها.. لكنها
كصديقة وبطبيعتها كأم تستطيع أن تعطي هذا الإحساس للرجل.. وكل ما يحتاجه
الرجل من المرأة هو الدفء والصدق، فبمجرد أن تسأله ماذا بك؟ فإنه يحكي لها
كل شئ يفضفض عما بداخله وتصبح المصارحة والصدق والثقة في هذه العلاقة
كالسم في العسل ..فهذا الصدق ما هو إلا قناع لعملية تمثيلية..
وتقول:
يصور كل واحد فيها نفسه في أحسن صورة ولا يقبل أن يتعرف الآخر على
عيوبه..فهو لا يذكر عيبا واحدا في نفسه ولو حدث فإنه يمدح نفسه في صورة
الذم.. كأن يقول أو تقول: أكبر عيب عندي أني صريحة...وأني أعرف أنه من
عيوبي الفظيعة قول الحق بدون مجاملة !!. فأين الصدق والصراحة ؟ بل على
العكس أوضح ما في هذه العلاقة تحت مسمى الصداقة بعد ذلك مرحلة المشاعر حيث
يبدأ الرجل في مقارنة بين الزوجة والصديقة.. التي دخلت حياته وشاركت زوجته
بدون أن يدري.
فإذا وجد أنه يفتقد المشاعر في المنزل وهو بحاجة
إليها وأن الزوجة نسيت أن تكون حبيبة وزوجة وأما وصديقة وابنة.. بمعنى
أنها زوجة ضعيفة بالنسبة له.. إذا نسيت هذه النقطة أصبح هناك ندية والرجل
– في الغالب – يكره الندية مع المرأة.
وتضيف د.فاطمة قائلة:هنا تدخل
المرأة الأخرى..فإذا كان هناك خلل في أي من هذه المشاعر فإن الرجل يبحث
عنها في امرأة أخرى غير زوجته بل قد تكون تلك المرأة لها من التفاهة نصيب
كبير.. وغير متزنة.. وأفكارها ساذجة .. ومواضيعها المطروحة تنم عن فراغ في
العقل .. بل ربما أيضاً قد تكون غير جميلة ولا يقبلها الرجل زوجة له في
الظروف العادية.. ومع ذلك يشعر تجاهها بارتياح وقبول وحتى إن كانت تلك
العلاقة لا تدعو إلى الفاحشة فهذا ليس دليلاً على صحتها وشرعيتها.
وتقول
الأديبة والصحفية سميحة إدريس إن الصداقة لها شروط ومفهوم سوي..فالصديق
مرآتك وهدفه الأصلي مصلحتك بما يرضي الله..والمرأة السوية لا تلعب على خط
المشاعر إذا عرفت أنها علاقة محددة المعالم. بل تلتزم الأمانة معك..وأن
يكون بيننا معيار أخلاقي هو معيار الحكم على أمور الحياة.. ولا نجد أجمل
من جملة المرء على دين خليله كما جاء في الحديث الشريف.
وتضيف: أما
أن نتحدث عن علاقة الرجل والمرأة.. فمعنى هذه العلاقة أن كلاً منهما عنده
خلل.. فهذه ليست لها علاقة بالصداقة الحقيقية بل كلاً منهما يريد إشباع
الغريزة.. وهو يريد الإحساس بالرجولة .. تسلية النفس.. الاحتياج إلى
التقدير .. أن ينسى همومه .. فهو لا يبحث عن حل أو يريد أن يحقق غرضا..
وإنما يريد أن يفرغ همه والمرأة تريد أن تشعر بالذات .. والأهمية..وزيادة
الثقة بالنفس. فتقابلت المصالح بينهما، هي تعطي له التقدير للحصول على