من هذه اللحظة قررت أن أبر
والداي..
ولكن لا أعرف كيف ذلك..
فأنا لم أعتد عليه من
قبل!!
أما لهذه ….فتوكل على الله في
ذلك فهو الذي يعينك على كل معروف..
وإليك بعض صور البر التي أراها قد
تفيدنا في النجاح في الدنيا والآخرة وفي طريقنا
للجنة..
خاطب والديك
بأدب.
أطع والديك دائما في غير معصية مهما
كان الطلب.
تلطف بوالديك ولا
تعبس في وجههما، ولا تحدق النظر إليهما
غاضبًا.
حافظ على سمعة والديك
وشرفهما ومالهما ولا تأخذ شيئًا دون
إذنهما.
أعمل ما يسرهما
ولو من غير أمرهما، كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد في طلب
العلم.
أجب نداءهما مسرعاً بوجه مبتسم قائلاً :
نعم يا أمي ونعم يا أبي.
لا تجادلهما ولا
تخطئهما وحاول بأدب أن تبين لهما الصواب.
لا تعاندهما، لا ترفع صوتك عليهما وأنصت لحديثهما، ولا تزعج
أحد أخوتك إكراما لوالديك.
إنهض إلى والديك إذا دخلا عليك وقبل
رأسيهما وأيديهما.
ساعد أمك في البيت،
ولا تتأخر عن مساعدة أبيك في عمله.
لا تسافر إذا لم يأذنا لك ولو كان الأمر
مهما.
لا تدخل عليهما دون إذن لاسيما وقت
نومهما وراحتهما.
لا تتناول طعاما
قبلهما، وأكرمهما في الطعام والشراب.
لا تكذب عليهما ولا تلمهما إذا عملا عملاً لا
يعجبك.
لا تفضل زوجتك أو ولدك عليهما، واطلب
رضاهما قبل كل شيء، فرضا الله في رضا الوالدين وسخطه في
سخطهما.
لا تجلس في مكان أعلى
منهما، ولا تمد رجليك في حضرتهما.
لا تتكبر في الانتساب إلى أبيك ولو كنت موظفاً كبيراً، وأحذر أن
تنكر معروفهما أو تؤذيهما ولو بكلمة.
لا
تبخل بالنفقة على والديك حتى يشكواك، فهذا عار عليك، وسترى ذلك من أولادك فكما تدين
تدان.
أكثر من زيارة والديك وتقديم الهدايا
لهما، واشكرهما على تربيتك وتعبهما عليك.
احذر عقوق الوالدين وغضبهما فتشقى في الدنيا والآخرة وسيعاملك
أولادك بمثل ما تعامل به والديك.
إذا
طلبت شيئًا من والديك فتلطف بهما واشكرهما إن أعطياك ، وأعذرهما إن منعاك ، ولا
تكثر طلباتك لئلا تزعجهما .
إن لوالديك عليك حقاً
ولزوجتك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، وحاول التوفيق بينهما إن اختلفا وقدم الهدايا
للجانبين سراً.
إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما
وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق بجانبها وأنك مضطر
لإرضائهما.
إذا اختلفت مع أبويك
في الزواج والطلاق فاحتكموا إلى الشرع فهو خير عون
لكم.
دعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر، فاحذر
دعائهما بالشر.
تأدب مع الناس
فمن سب الناس سبوه قال صلى الله عليه وسلم: (من الكبائر شتم
الرجل والديه، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه)
متفق عليه.
زر والديك في
حياتهما وبعد موتهما، وتصدق عنهما وأكثر من الدعاء لهما قائلاً: رب اغفر لي
ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا.
لا تمشي
أمام احد والديك بل بجواره أو خلفه وهذا أدب وحب
لهما.
إذا رأيت أحد والديك يحمل شيء فسارع
بالحمل عنه إن كان في مقدورك ذلك وقدم لهم العون دائماً
.
أحد السلف لما ماتت أمه بكى قالوا ما
يبكيك قال باب من أبواب الجنة أغلق عني .
أظهر
التودد لوالديك ... وحاول إدخال السرور إليهما بكل ما يحبانه منك
إذا نادى أحد الوالدين عليك فسارع
بالتلبيه برضى نفس وإن كنت مشغولاً بشئ فاستأذن منه بالانتهاء من شغلك وإن لم يأذن
لك فلا تتذمر ..
إذا مرض أحدهما
فلازمه ما استطعت .. وقم على خدمته ومتابعة علاجه واحرص على راحته والدعاء له
بالشفاء .
أنانيتك تجعلك تخطئ
أحياناً ... ولكن إيمانك ورجاحة عقلك تساعدانك على
الأعتذار لهما ..
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى
عنه أحضر ماء لوالدته فجاء وقد نامت فبقي واقف بجانبها
حتى استيقظت ثم أعطاها الماء . خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء , وخاف أن ينام
فتستيقظ ولا تجد الماء فبقي قائماً حتى
استيقظت.
ولم ننسى المثال الكبير في
البر
كما في قصة سيدنا اسماعيل والكل
يعرفها.
عندما قال ذلك الإبن البار: { قال يا أبت
افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين }
عجباً لهذا البر...
والبر لا يقتصر أجره على
ثواب الآخرة فقط...
بل له فائدة وتوفيق من الله في الدنيا
ايضاً..
كما في قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا
الخروج منه، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله
صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: ((اللهم
إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى
بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى
أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت
بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما،
وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي
(أي يبكون)، فلم يزل ذلك
دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء)).
وحتى العقوق يعجل عقابه في الدنيا قبل
الآخرة..
يتبع الجزء الاخير اضغط هنا