اشترى " محمد بن أبي المؤمل " شبوطة " نوع من السمك " ووهو ببغداد وأخذها فائقة عظيمة . وغالى بها وأرتفع في ثمنها ، وكان قد بعد عهده يأكل السمك ، وهو بصري لا يصبر عنه ، فكان قد أكبر أمر هذه السمكة لكثرة ثمنها ، ولسمنها وعظمها ولشدة شهوته لها .
فحين ظن عند نفسه أنه قد خلا بها ، وتفرد بأطايبها ، وحسر عن ذراعيه ، وصمد صمدها ، هجمت عليه(الجاحظ) ومعي السدري ( من أصحاب الجاحظ وكان أكول جداً ) .
فلما رآه رأى الموت الأحمر ، والطاعون الجارف ، ورأى الحتم المقضى ، ورأى قاصمة الظهر ، وأيقن بالشر ، علم أنه قد ابتلي بالتنين ! فلم يلبثه السدري حتى قورى السرة بالمبال فاقبل علي فقال لي : يا أبا عثمان ، السدري يعجبه السرر ! فما فصلت الكلمة من فيه ( أي خرجت ) حتى قبض على القفا ، فانتزع الجانبين جميعا ! فأقبل علي فقال : والسدري يعجبه القفاء ! .
فما فرغ من كلامه إلا والسدري قد اجترف المتن كله ! فقال : يا أبا عثمان ، والسدري يعجبه المتون !
ولم يظن أن السدري يعرف فضيلة ذنب الشبوط وعذوبة لحمه وأنه سيسلم له .
ظن معرفة ذلك من الغامض . فلم يدري إلا والسدري قد اكتسح ما على الوجهين جميعاً !
ولولا أن السدري أبطره وأثقله وأكمده وملأ صدره ، وملأه غيظا . لقد كان أدرك معه طرفا ، لأنه كان من الأكله . لكن الغيظ كان من أعوان السدرى عليه .
فلما أكل السدري جميع أطيابها ، وبقى هو في النظارة ، ولم يبقى في يده مما كان يأمله في تلك السمكة إلا الغيظ الشديد والغرم الثقيل ، ظن أن في سائر السمكة ما يشبعه ، ويشفي من قرمه . فبذلك كان عزاؤه . وذلك هو الذي كان يمسك بأرماقه ، وحشاشات نفسه !
فلما رأى السدري يفرى الفرى , ويلتهم التهاما ، قال : يا أبا عثمان ، السدري يعجبه كل شيء ! .
فتولد الغيظ في جوفه ، وأقلقته الرعدة ، فخبثت نفسه . فما زال يقيء ويسلح ! ثم ركبته الحمى ! .
وصحت توبته ، وتم عزمه في ألا يؤاكل رغيبا أبداً ، ولا زهيدا ، ولا يشتري سمكة أبدا ، رخيصة أو غالية ، وإن أهدوها إليه ألا يقبلها ، وإن وجده مطرحة لا يمسها
فحين ظن عند نفسه أنه قد خلا بها ، وتفرد بأطايبها ، وحسر عن ذراعيه ، وصمد صمدها ، هجمت عليه(الجاحظ) ومعي السدري ( من أصحاب الجاحظ وكان أكول جداً ) .
فلما رآه رأى الموت الأحمر ، والطاعون الجارف ، ورأى الحتم المقضى ، ورأى قاصمة الظهر ، وأيقن بالشر ، علم أنه قد ابتلي بالتنين ! فلم يلبثه السدري حتى قورى السرة بالمبال فاقبل علي فقال لي : يا أبا عثمان ، السدري يعجبه السرر ! فما فصلت الكلمة من فيه ( أي خرجت ) حتى قبض على القفا ، فانتزع الجانبين جميعا ! فأقبل علي فقال : والسدري يعجبه القفاء ! .
فما فرغ من كلامه إلا والسدري قد اجترف المتن كله ! فقال : يا أبا عثمان ، والسدري يعجبه المتون !
ولم يظن أن السدري يعرف فضيلة ذنب الشبوط وعذوبة لحمه وأنه سيسلم له .
ظن معرفة ذلك من الغامض . فلم يدري إلا والسدري قد اكتسح ما على الوجهين جميعاً !
ولولا أن السدري أبطره وأثقله وأكمده وملأ صدره ، وملأه غيظا . لقد كان أدرك معه طرفا ، لأنه كان من الأكله . لكن الغيظ كان من أعوان السدرى عليه .
فلما أكل السدري جميع أطيابها ، وبقى هو في النظارة ، ولم يبقى في يده مما كان يأمله في تلك السمكة إلا الغيظ الشديد والغرم الثقيل ، ظن أن في سائر السمكة ما يشبعه ، ويشفي من قرمه . فبذلك كان عزاؤه . وذلك هو الذي كان يمسك بأرماقه ، وحشاشات نفسه !
فلما رأى السدري يفرى الفرى , ويلتهم التهاما ، قال : يا أبا عثمان ، السدري يعجبه كل شيء ! .
فتولد الغيظ في جوفه ، وأقلقته الرعدة ، فخبثت نفسه . فما زال يقيء ويسلح ! ثم ركبته الحمى ! .
وصحت توبته ، وتم عزمه في ألا يؤاكل رغيبا أبداً ، ولا زهيدا ، ولا يشتري سمكة أبدا ، رخيصة أو غالية ، وإن أهدوها إليه ألا يقبلها ، وإن وجده مطرحة لا يمسها