انتقلت «ثورة العطش» من الدلتا إلي الصعيد، إذ هدد مواطنون من مدينة «طما» في سوهاج أمس، بالاعتصام والتظاهر وقطع طريق «القاهرة - أسوان»، احتجاجاً علي تلوث مياه الشرب، واختلاطها بالمجاري، الأمر الذي أدي إلي وفاة ١٥ مواطناً بالفشل الكلوي، وإصابة ٦٦ آخرين بالمرض نفسه، مقابل ٣٦ إصابة العام الماضي، وهو ما جاء في كشوف رسمية من مستشفي طما، .
قال حاتم أبودومة، عضو مجلس محلي طما، إن المياه غير صالحة للشرب، ورائحتها كريهة، وطعمها غير مقبول، وإنها المسؤول الأول عن تزايد حالات الإصابة بالفشل الكلوي. وأرجع اختلاط المياه بالصرف الصحي إلي لجوء المواطنين لدق مواسير للصرف الصحي «أيسونات»، علي أعماق بعيدة داخل الأرض،
مما يؤدي إلي اختلاطها بالمياه الجوفية، التي يستخدمونها في الشرب، متهماً المسؤولين بالتواطؤ مع أصحاب النفوذ، لتسهيل استيلائهم علي أرض المزرعة المخصصة لاستقبال المياه المعالجة الخاصة بمشروع محطة الصرف الصحي، البالغة مساحتها نحو ٥٥٠ فداناً، وتقع في منطقة الجبل الغربي بقرية «منزلة خاطر» التابعة لمركز طهطا، مما أدي إلي عدم تشغيل المحطة، رغم الانتهاء من إنشائها منذ عامين بتكلفة ١٧٠ مليون جنيه.
وأضاف سامي أحمد فرغلي - موظف: اكتشفنا أن ما تم الإعلان عنه منذ عامين، عن تخصيص مساحة ١٠ أفدنة علي النيل في قرية السكساكة، لإقامة محطة مياه شرب بتكلفة ١٠٠ مليون جنيه، كان مجرد كلام ووعود للاستهلاك المحلي، لضمان نجاح مرشحي الحزب الوطني، فلم ينفذ من هذه الوعود سوي لافتة كتب عليها اسم المشروع وضعت علي هذه الأرض. وقال محمد هاشم - موظف إنه تم تأسيس جمعية «أصدقاء مرضي الفشل الكلوي» في طما، بعد تزايد أعداد المصابين.