الدعم عينى ولا نقدى !!!!!!!

كتب ـ أنور الهواري: شهد مقر مجلس الوزراء، أمس حواراً استغرق 4 ساعات، بين الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ورؤساء تحرير الصحف الحزبية والخاصة. جاء الحوار تلبية لدعوة الرئيس مبارك بفتح حوار مجتمعي واسع حول قضية الدعم. أكد رئيس الوزراء أن رؤيته لتحويل الدعم العيني إلي دعم نقدي هي حل مطروح للحوار وليس قرارا جاهزا للتطبيق الفوري. وأكد أن الدعم العيني بوضعه الحالي لا يحقق العدالة الاجتماعية التي نتكلم عنها.

بدأ رئيس الوزراء حديثه بأنه مؤمن بنظرية السوق واقتصاد السوق الحر، مؤكداً نجاح تطبيق اقتصاد السوق الحر في تجربة تعويم الجنيه أمام الدولار، حيث استقر سعر الجنيه، وتوفر الدولار في السوق. وكذلك نجاح اقتصاد السوق في مجال الاتصالات الذي طبقه رئيس الوزراء عندما كان وزيراً للاتصالات.

وأشار رئيس الوزراء أن إلي تحرير صناعة الخبز يأتي كخطوة ثالثة علي طريق الاقتصاد الحر.. قال نظيف: لدينا 17 ألف مخبز، والمخابز تعمل ساعتين يوميا فقط، وننتج 220 مليون رغيف يوميا. ورغم ذلك فالخدمة سيئة، وظاهرة الطوابير لا تتوقف والتهريب مستمر.

وقال :إن الدعم العيني معناه أن يحصل المواطن علي رغيف الخبز بسعر خمسة قروش في حين أن تكلفته خمسة وعشرون قرشا ومعني هذا أن الدولة تتحمل عشرين قرشا.

ولكن الدعم العيني، الذي نريد تطبيقه وندعو للحوار حوله، فهو يعني أن تدفع الدولة عشرين قرشا للمواطن، ويتولي هو شراء الرغيف بنفسه. وهذا معناه ان تحدد من هو المواطن الذي يستحق الدعم؟ ومن هو المواطن الذي لا يستحقه. ونحن هنا نراهن علي مروءة الشعب المصري، وأن الذين لا يستحقون لن يتقدموا بطلبات للحصول علي الدعم النقدي.

رفض أنور الهواري رئيس تحرير الوفد هذه الفكرة، وقال يا رئيس الوزراء: المروءة لا توجد في اقتصاد السوق الذي تقولون أنكم تؤمنون به، ولا يوجد بند في الموازنة العامة اسمه بند المروءة. كما رفضها عادل حمودة رئيس تحرير الفجر وقال: أنتم بهذا تلعبون علي الحياء الاجتماعي للناس. فقد أكون أستاذاً جامعياً، واستحق الدعم، ولكن كرامتي لا تسمح لي بأن أتقدم بطلب للحصول علي دعم نقدي لرغيف الخبز لأولادي.

أما عبدالله السناوي رئيس تحرير العربي الناصري فقد رد بعنف وقال: بدل أن تتحدث الحكومة وهي حكومة أغنياء ورجال أعمال عن مروءة المواطن الفقير الذي يشغله رغيف الخبز علينا أن نتساءل عن مروءة الحكومة أين هي مروءة الحكومة التي لا تشعر بالناس والفقر مساحته تتزايد يوماً بعد يوم.

وهاجم مصطفي بكري رئيس تحرير الأسبوع سياسة الحكومة وقال :إنها تخدم رجال أعمال يعملون خارج القانون ولا يحاسبهم أحد. وهنا رد رئيس الوزراء: لا أحد فوق القانون وحذر مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم أن يفقد الدعم النقدي جدواه بسبب التضخم. واتفق وائل الإبراشي رئيس تحرير صوت الأمة، والمذيعان محمود سعد ومني الشاذلي، علي ان الناس فقدت الثقة في الحكومة مما يستدعي الحذر الشديد في تحويل أسلوب الدعم وأكدوا أن البلد تشهد حالة من الفوضي والانفلات وغياب الوطنية والانتماء، بما يوحي أن البلد ليس فيها حكومة..

وهنا داعب رئيس الوزراء الحاضرين متسائلاً: هل نقول في الصحافة غداً رؤساء التحرير يطالبون الحكومة بالتعامل البوليسي مع المواطنين. وردت فريدة النقاش رئيس تحرير الأهالي: هي فعلاً حكومة بوليسية.

وأشار عادل حمودة ووائل الإبراشي ومصطفي بكري إلي أن مصر تدعم أسعار الغاز للمواطن الاسرائيلي والأردني والأسباني والفرنسي وتريد أن ترفع أسعار الغاز علي المواطن المصري. ورد رئيس الوزراء بأن هذه كانت عقوداً قديمة ونحن الآن نتفاوض لرفع الأسعار وتغيير هذه العقود في إطار لا يخل باحترام الدولة لتعهداتها، فمصر دولة ذات مصداقية سيادية.

وأشار عمرو الليثي رئيس تحرير الخميس إلي أن الوقت غير مناسب لفتح ملف الدعم لأن المواطن مثقل بالأعباء.

* سألت رئيس الوزراء: بعدما سمعت كل ما تفضل به الزملاء هل أنتم مطمئنون؟

أجاب رئيس الوزراء: أنا موافق توجد أزمة في الثقة بين المواطن والحكومة، المواطن لا يصدق الحكومة، وتوجد حالة احتقان، ولكن لا يجب أن نستسلم، علينا أن نغير مزاج الشعب، وعلي الصحافة أن تتولي إقناع الناس. وسألته ثانية: هل أنتم خائفون؟

أجاب: نحن لسنا خائفين من الشعب المصري، نحن نخاف من مقاومة أصحاب المصالح والمنتفعين من بقاء الدعم العيني علي ماهو عليه.

وأكد سعد هجرس مدير تحرير العالم اليوم أنه لا يجوز فتح ملف الدعم دون فتح ملف الأجور والتضخم ومناقشة التوجهات الاقتصادية للحكومة.

واتفق السناوي وهجرس علي ضرورة فتح ملف الفساد فقد تم إهدار أكثر من عشرة مليارات دولار في مشروع فوسفات أبو طرطور كما تم إهدار أكثر منها في مشروعات فاشلة مثل توشكي وغيرها.

وأشار رؤساء التحرير إلي الانقسام داخل النظام الحاكم فهناك أصوات تقول: لا مساس بالدعم، وأصوات أخري تريد تحويله من عيني إلي نقدي. بينما يطالب رئيس الدولة بفتح حوار مجتمعي حوله.