غراميات التلميذة والأستاذ..يا تري ايه السبب..!!
حالة حب أم فورة إعجاب .. شطحات رومانسية أم براءة مشاعر تبحث عن بر
الأمان .. حرمان عاطفي أم مراهقة بنات أغرتهن قصص الحب بالتنقيب عن فارس
الأحلام حتى ولو كان في صورة أستاذ المدرسة؟..
مرة .. عشر .. ألف ..
ربما أكثر تتكرر فصول الحكاية على امتداد السنوات مثل زائر غامض يأتي بلا
موعد ولا سابق استئذان يقتحم أفكار بنت قابعة في مدن الخيال والأحلام
والأوهام ترسمها وتسكن فيها .. قصة على اختلاف التفاصيل ستتكرر غداً وبعد
غد مئات بل آلاف المرات .. أما سطور الحكاية فلها دوماً نفس البداية
اعتياد فتعلق ثم إعجاب وحب وهيام.. نزوة رومانسية تظل حبيسة خلجات الصدور
ترفض غالباً البوح أو الإفصاح أو الإعتراف إلا كلمات على ورق في دفتر
مذكرات سري .. مشاعر خجولة مرتبكة تستبيح الكتمان خشية سوء العواقب
والتداعيات..
غراميات التلميذة والأستاذ تمتطي شعار تعددت الأسباب
والوهم واحد .. تتأرجح بين عوامل عدة تساهم في تعلق الفتاة بأستاذها قد
تصل بها إلى مرحلة العشق والهيام والإفتتان..
بعضهن تجرأن وأفصحن عن تجاربهن الشخصية مع غراميات الأستاذ وكان السؤال: لماذا أستاذك بالذات؟
سارة
.. مرت سنوات الطفولة أسرع مما تصورت .. ذهبت بكل ما فيها من لعب ولهو
ولامبالاة وهاهي الأيام تفاجئها لقد كبرت والتحقت بالصف الأول الثانوي ..
صارحتني أنها تعيش اليوم حالة من التعلق الشديد بأحد أساتذتها لكن هذا لم
يأت من فراغ بل لأنه أبدى اهتماماً خاصاً بي إذ أحس أنه يعاملني معاملة
متميزة عن زميلاتي داخل الفصل وحتى درجاتي عنده دائماً تكون متميزة وهذا
ما جعلني أفكر فيه وأعمل جاهدة على جذب انتباهه خلال الدرس باهتمامي
بمظهري والإجتهاد في المادة التي يدرسها حتى أستطيع لفت انتباهه أكثر
وأكثر..
يارا قالت لي: عشت طوال أعوامي الخمسة عشر
أعاني من قسوة أبي الشديدة فهو يكره البنات ويعتبر البنت عاراً على أهلها
ويفرق بفداحة في معاملته بين الولد البنت فيفرض علي قائمة من الممنوعات لا
تعد ولا تحصى ظناً منه أنه يحميني من أكون عرضة للإنحراف أو تسلية شاب
المستهتر .. لقد جعلني أبي من حيث لا يدري فريسة سهلة في زخم الحياة بدأت
أبحث عن الأمل والأمان ودفء الأب وحنانه لدى الآخرين وقد وجدته بالفعل
ممثلاً في مدرس مادة الرياضيات وهو شاب وسيم أنيق بهرني بشخصيته وثقافته
وخفة ظله فتعلق به قلبي وانجذبت إليه كل أحاسيسي ومشاعري ..
وأضافت:
لقد حاولت مراراً الإقتراب منه لذا طلبت من أسرتي أن يعطيني هو بالذات
دروساً خصوصية بدعوى أني ضعيفة في مادة الرياضيات.. كنت أنتظر موعده بفارغ
الصبر وكان بدوره يلاطفني في حدود ولكنني لم أقنع بمستوى العلاقة بيننا
حتى هداني تفكيري إلى كتابة خطاب له أبثه فيه أشواقي وضعته بين كتبه ودفتر
تحضيره بعد انتهاء الدرس، وفي اليوم التالي فوجئت بتغير 180 درجة من
ناحيته تجاهي لم أكن أدري السبب وعندما حاولت أن أفهم منه سر هذا التغيير
هددني بالحديث إلى أسرتي ووصفني بأوصاف قاسية وأخبرني أنه لن يحضر مرة
أخرى لإعطائي دروساً خصوصية ـ فأنا على حد قوله ـ لست بحاجة إليها .. لقد
صدمني تصرفه وأصابني المرض ولم يعد أمامي من سبيل للبحث عن الحب والحنان
الذي افتقده في خيالي سوى أن ابني قصوراً من الأوهام أعيش فيها مع من أحب
وأفعل ما أشاء دون رقيب أو حسيب..
نهى.. ذاقت هي
الأخرى مرارة الحرمان والسبب الظروف العائلية فقد نشأت وسط عائلة مفككة
بعد طلاق أبويها اللذين افتقدتهما نفسياً وأسرياً بعد أن أصبحت تقطن مع
جدتها فتعلقت بأستاذها تعلقاً شديداً رغم أنه يكبرها في السن بكثير، ليس
هذا فحسب بل لعبت دور المخبر السري وحرصت على تتبع أخباره وعلمت أنه متزوج
ولديه طفلان لكنه ليس على وفاق مع زوجته وأنهما على خلاف دائم وتصاعدت
الأمور بينهما وكادت تصل إلى حد الطلاق، أخذت تطارده وتحاول بشتى الطرق أن
تستميله ناحيتها بكل حيل الأنثى التي انطوت عليها الأفلام والمسلسلات التي
دأبت على مشاهدتها وتفتقت عنها خيالاتها الساذجة ..
وعندما اعترها
اليأس من استجابته لها صارحته أنها تعرف أدق تفاصيل حياته تعهدت له بأنه
تكون الحبيبة التي تعينه على مواجهة منغصات الحياة، وكانت النتيجة أن نالت
طرداً لمدة أسبوع من المدرسة..
فدوى.. دفعت الثمن
باهظاً عندما علم والدها بأمر علاقتها العاطفية مع إحدى مدرسيها، لم تكن
هي المبادرة بل المدرس نفسه بعد أن لاحظت اهتمامه الزائد بها وتلميحاته
التي تجاوزت الحدود بشأن تكوين علاقة غرامية معها، انساقت وراء أغراضه
الدنيئة بعد أن أمطرها بوابل من كلامه المعسول وأصبحت تخرج بصحبته بعد
انتهاء اليوم الدراسي .. هرعت إحدى صديقاتها إلى والد فدوى تبثه رسالة
تحذيرية عن سلوكيات ابنته، على الفور اتخذ الأب قراره بمنع ابنته من
الذهاب إلى المدرسة وتقديم بلاغ ضد المدرس في قسم الشرطة..
عفواً
ليس حباً .. هكذا اجتمعت آراء خبراء النفس بعدما تفاوتت الدوافع والأسباب
في انجراف الفتاة وراء عاطفة كاذبة تجاه أستاذها خصوصاً اذا كان وسيماً
على طريقة "أصل الأستاذ ده آمور أوي وأحلى مدرس في المدرسة " وسلساً في
التعامل مع تلميذاته فتظن الفتاة حينها أنه يكن لها عاطفة خاصة تنساق
بعدها في تيار الأوهام لكن في الواقع هذه العاطفة لا تتعدى كونها اعجاباً
وانبهاراً بشخصية الأستاذ إلا انها في مرحلة تالية تكتشف أن هذه المشاعر
التي عاشتها ليست إلا وهماً..
سبب آخر ربما يكون أكثر وجاهة هو أن
الفتاة في سن المراهقة تبحث عن نموذج مثالي لفارس الأحلام، وبالطبع يكون
هذا النموذج من نصيب المدرس الذي يعتبر بطبيعة الحال أول شخص تصادفه
الفتاة خارج إطار العائلة..
علاوة على ذلك لابد أن نقص التجربة الإجتماعية وصغر سن الفتاة هما
اللذان يجعلان تلميذة في المرحلة الإعدادية أو الثانوية تتعلق بأستاذها
وقد يصل الأمر من وجهة نظرها إلى حد الحب لكن هذه العاطفة التي تظن الفتاة
أنها حب لا تتعدى أن تكون نزوة للمدرس في حال تعلقه بها والأمر نفسه
بالنسبة للفتاة لأن فارق السن والتجربة وعوامل أخرى ستؤثر في هذه العلاقة
غير المتوازنة ومن الصعب أن تستمر إذ سيكتشف الطرفان بطول المدة عدم
قدرتهما على التواصل والاستمرار..
أيضاً
هناك بعض الأساتذة والمدرسين يتصرفون بلطف مع بعض التلميذات فتظن هذه
الفتاة أو تلك أن المدرس يكن لها مشاعر متميزة فتنساق بذلك في وهم اسمه حب
المدرس وتنسج من الأحلام الواهية قصوراً ولكنها سرعان ما تكتشف أنها تطارد
سراباً خاصة أن الفتاة في هذه السن الحرجة تنقصها التجربة وتتأثر بكل
العوامل الخارجية التي تحيط بها لاسيما إذا كانت الفتاة تعيش مشكلات
عائلية فتجد في هذا الحب ملاذها لتهرب من مشكلاتها..
أما غالبية تلك
الحالات فقد انصبت في بوتقة حرمان الفتاة من الحب الأبوي بينما انبهارها
الشديد بأستاذها هو في حقيقة الأمر لا يعدو إلا أن يكون مجرد ارتباط
وجداني من طرف البنت وحدها نابع من اضطراب نفسي داخلها وليس حباً حقيقياً
بما للكلمة من معنى..
ويتساءل د.عادل زهران استشاري الطب النفسي
قائلاً: ماذا تنتظرون من زهرة برية تتفتح في ربيع عمرها تعاني تباريح
فقدان الحنان الأبوي عندما تشخص صورة المدرس أمام ناظريها يجسد لها صورة
الرجل حيث الحماية والحنان والأمان ومن ثم يجعلها تتعلق به تعلقاً كبيراً
تتصور معه أنه حب مثل الذي يربط بين أي رجل وامرأة؟
سؤال آخر: ماذا
لو لم يكن هذا المدرس الذي يكتشف تعلق إحدى تلميذاته به وانجرافها في
تفكير عذري همه الأول إقامة علاقة خاصة معه رجلاً شهماً يعرف واجباته
الوظيفية ويراعي حدود الله طبعاً سوف يستغل الموقف أسوأ استغلال وتدفع
عندها الفتاة الثمن فادحاً من مستقبلها بأكمله؟
إذن الحل في يد
المدرس لما لديه من خبرة في مثل هذه الأمور، فإذا أدرك هذا التحول في
مشاعر التلميذة تجاهه فعليه أن يحتوي الأمر ويتحكم في الدفة ليصل بالمركب
إلى شاطيء الأمان ولا يتمادى في إظهار المودة والإهتمام..
أما حضور الأب برعايته وحنانه فهو صمام الأمان وعلى عاتقه تقع المهمة
العظمى في زرع الحب والحنان وبناء جسر من الثقة والإحترام بينه وبين
ابنته..
صغيرتي
.. كل شيء بأوان فلا تستعجلي الأمور غداً تكبرين وتنضجين ويأتي فارس
أحلامك ليخطفك على حصانه الأبيض إلى عش الزوجية الذي تحلمين به مبكراً
جداً ولم يأت أوانه بعد.
حالة حب أم فورة إعجاب .. شطحات رومانسية أم براءة مشاعر تبحث عن بر
الأمان .. حرمان عاطفي أم مراهقة بنات أغرتهن قصص الحب بالتنقيب عن فارس
الأحلام حتى ولو كان في صورة أستاذ المدرسة؟..
مرة .. عشر .. ألف ..
ربما أكثر تتكرر فصول الحكاية على امتداد السنوات مثل زائر غامض يأتي بلا
موعد ولا سابق استئذان يقتحم أفكار بنت قابعة في مدن الخيال والأحلام
والأوهام ترسمها وتسكن فيها .. قصة على اختلاف التفاصيل ستتكرر غداً وبعد
غد مئات بل آلاف المرات .. أما سطور الحكاية فلها دوماً نفس البداية
اعتياد فتعلق ثم إعجاب وحب وهيام.. نزوة رومانسية تظل حبيسة خلجات الصدور
ترفض غالباً البوح أو الإفصاح أو الإعتراف إلا كلمات على ورق في دفتر
مذكرات سري .. مشاعر خجولة مرتبكة تستبيح الكتمان خشية سوء العواقب
والتداعيات..
غراميات التلميذة والأستاذ تمتطي شعار تعددت الأسباب
والوهم واحد .. تتأرجح بين عوامل عدة تساهم في تعلق الفتاة بأستاذها قد
تصل بها إلى مرحلة العشق والهيام والإفتتان..
بعضهن تجرأن وأفصحن عن تجاربهن الشخصية مع غراميات الأستاذ وكان السؤال: لماذا أستاذك بالذات؟
سارة
.. مرت سنوات الطفولة أسرع مما تصورت .. ذهبت بكل ما فيها من لعب ولهو
ولامبالاة وهاهي الأيام تفاجئها لقد كبرت والتحقت بالصف الأول الثانوي ..
صارحتني أنها تعيش اليوم حالة من التعلق الشديد بأحد أساتذتها لكن هذا لم
يأت من فراغ بل لأنه أبدى اهتماماً خاصاً بي إذ أحس أنه يعاملني معاملة
متميزة عن زميلاتي داخل الفصل وحتى درجاتي عنده دائماً تكون متميزة وهذا
ما جعلني أفكر فيه وأعمل جاهدة على جذب انتباهه خلال الدرس باهتمامي
بمظهري والإجتهاد في المادة التي يدرسها حتى أستطيع لفت انتباهه أكثر
وأكثر..
يارا قالت لي: عشت طوال أعوامي الخمسة عشر
أعاني من قسوة أبي الشديدة فهو يكره البنات ويعتبر البنت عاراً على أهلها
ويفرق بفداحة في معاملته بين الولد البنت فيفرض علي قائمة من الممنوعات لا
تعد ولا تحصى ظناً منه أنه يحميني من أكون عرضة للإنحراف أو تسلية شاب
المستهتر .. لقد جعلني أبي من حيث لا يدري فريسة سهلة في زخم الحياة بدأت
أبحث عن الأمل والأمان ودفء الأب وحنانه لدى الآخرين وقد وجدته بالفعل
ممثلاً في مدرس مادة الرياضيات وهو شاب وسيم أنيق بهرني بشخصيته وثقافته
وخفة ظله فتعلق به قلبي وانجذبت إليه كل أحاسيسي ومشاعري ..
وأضافت:
لقد حاولت مراراً الإقتراب منه لذا طلبت من أسرتي أن يعطيني هو بالذات
دروساً خصوصية بدعوى أني ضعيفة في مادة الرياضيات.. كنت أنتظر موعده بفارغ
الصبر وكان بدوره يلاطفني في حدود ولكنني لم أقنع بمستوى العلاقة بيننا
حتى هداني تفكيري إلى كتابة خطاب له أبثه فيه أشواقي وضعته بين كتبه ودفتر
تحضيره بعد انتهاء الدرس، وفي اليوم التالي فوجئت بتغير 180 درجة من
ناحيته تجاهي لم أكن أدري السبب وعندما حاولت أن أفهم منه سر هذا التغيير
هددني بالحديث إلى أسرتي ووصفني بأوصاف قاسية وأخبرني أنه لن يحضر مرة
أخرى لإعطائي دروساً خصوصية ـ فأنا على حد قوله ـ لست بحاجة إليها .. لقد
صدمني تصرفه وأصابني المرض ولم يعد أمامي من سبيل للبحث عن الحب والحنان
الذي افتقده في خيالي سوى أن ابني قصوراً من الأوهام أعيش فيها مع من أحب
وأفعل ما أشاء دون رقيب أو حسيب..
نهى.. ذاقت هي
الأخرى مرارة الحرمان والسبب الظروف العائلية فقد نشأت وسط عائلة مفككة
بعد طلاق أبويها اللذين افتقدتهما نفسياً وأسرياً بعد أن أصبحت تقطن مع
جدتها فتعلقت بأستاذها تعلقاً شديداً رغم أنه يكبرها في السن بكثير، ليس
هذا فحسب بل لعبت دور المخبر السري وحرصت على تتبع أخباره وعلمت أنه متزوج
ولديه طفلان لكنه ليس على وفاق مع زوجته وأنهما على خلاف دائم وتصاعدت
الأمور بينهما وكادت تصل إلى حد الطلاق، أخذت تطارده وتحاول بشتى الطرق أن
تستميله ناحيتها بكل حيل الأنثى التي انطوت عليها الأفلام والمسلسلات التي
دأبت على مشاهدتها وتفتقت عنها خيالاتها الساذجة ..
وعندما اعترها
اليأس من استجابته لها صارحته أنها تعرف أدق تفاصيل حياته تعهدت له بأنه
تكون الحبيبة التي تعينه على مواجهة منغصات الحياة، وكانت النتيجة أن نالت
طرداً لمدة أسبوع من المدرسة..
فدوى.. دفعت الثمن
باهظاً عندما علم والدها بأمر علاقتها العاطفية مع إحدى مدرسيها، لم تكن
هي المبادرة بل المدرس نفسه بعد أن لاحظت اهتمامه الزائد بها وتلميحاته
التي تجاوزت الحدود بشأن تكوين علاقة غرامية معها، انساقت وراء أغراضه
الدنيئة بعد أن أمطرها بوابل من كلامه المعسول وأصبحت تخرج بصحبته بعد
انتهاء اليوم الدراسي .. هرعت إحدى صديقاتها إلى والد فدوى تبثه رسالة
تحذيرية عن سلوكيات ابنته، على الفور اتخذ الأب قراره بمنع ابنته من
الذهاب إلى المدرسة وتقديم بلاغ ضد المدرس في قسم الشرطة..
عفواً
ليس حباً .. هكذا اجتمعت آراء خبراء النفس بعدما تفاوتت الدوافع والأسباب
في انجراف الفتاة وراء عاطفة كاذبة تجاه أستاذها خصوصاً اذا كان وسيماً
على طريقة "أصل الأستاذ ده آمور أوي وأحلى مدرس في المدرسة " وسلساً في
التعامل مع تلميذاته فتظن الفتاة حينها أنه يكن لها عاطفة خاصة تنساق
بعدها في تيار الأوهام لكن في الواقع هذه العاطفة لا تتعدى كونها اعجاباً
وانبهاراً بشخصية الأستاذ إلا انها في مرحلة تالية تكتشف أن هذه المشاعر
التي عاشتها ليست إلا وهماً..
سبب آخر ربما يكون أكثر وجاهة هو أن
الفتاة في سن المراهقة تبحث عن نموذج مثالي لفارس الأحلام، وبالطبع يكون
هذا النموذج من نصيب المدرس الذي يعتبر بطبيعة الحال أول شخص تصادفه
الفتاة خارج إطار العائلة..
علاوة على ذلك لابد أن نقص التجربة الإجتماعية وصغر سن الفتاة هما
اللذان يجعلان تلميذة في المرحلة الإعدادية أو الثانوية تتعلق بأستاذها
وقد يصل الأمر من وجهة نظرها إلى حد الحب لكن هذه العاطفة التي تظن الفتاة
أنها حب لا تتعدى أن تكون نزوة للمدرس في حال تعلقه بها والأمر نفسه
بالنسبة للفتاة لأن فارق السن والتجربة وعوامل أخرى ستؤثر في هذه العلاقة
غير المتوازنة ومن الصعب أن تستمر إذ سيكتشف الطرفان بطول المدة عدم
قدرتهما على التواصل والاستمرار..
أيضاً
هناك بعض الأساتذة والمدرسين يتصرفون بلطف مع بعض التلميذات فتظن هذه
الفتاة أو تلك أن المدرس يكن لها مشاعر متميزة فتنساق بذلك في وهم اسمه حب
المدرس وتنسج من الأحلام الواهية قصوراً ولكنها سرعان ما تكتشف أنها تطارد
سراباً خاصة أن الفتاة في هذه السن الحرجة تنقصها التجربة وتتأثر بكل
العوامل الخارجية التي تحيط بها لاسيما إذا كانت الفتاة تعيش مشكلات
عائلية فتجد في هذا الحب ملاذها لتهرب من مشكلاتها..
أما غالبية تلك
الحالات فقد انصبت في بوتقة حرمان الفتاة من الحب الأبوي بينما انبهارها
الشديد بأستاذها هو في حقيقة الأمر لا يعدو إلا أن يكون مجرد ارتباط
وجداني من طرف البنت وحدها نابع من اضطراب نفسي داخلها وليس حباً حقيقياً
بما للكلمة من معنى..
ويتساءل د.عادل زهران استشاري الطب النفسي
قائلاً: ماذا تنتظرون من زهرة برية تتفتح في ربيع عمرها تعاني تباريح
فقدان الحنان الأبوي عندما تشخص صورة المدرس أمام ناظريها يجسد لها صورة
الرجل حيث الحماية والحنان والأمان ومن ثم يجعلها تتعلق به تعلقاً كبيراً
تتصور معه أنه حب مثل الذي يربط بين أي رجل وامرأة؟
سؤال آخر: ماذا
لو لم يكن هذا المدرس الذي يكتشف تعلق إحدى تلميذاته به وانجرافها في
تفكير عذري همه الأول إقامة علاقة خاصة معه رجلاً شهماً يعرف واجباته
الوظيفية ويراعي حدود الله طبعاً سوف يستغل الموقف أسوأ استغلال وتدفع
عندها الفتاة الثمن فادحاً من مستقبلها بأكمله؟
إذن الحل في يد
المدرس لما لديه من خبرة في مثل هذه الأمور، فإذا أدرك هذا التحول في
مشاعر التلميذة تجاهه فعليه أن يحتوي الأمر ويتحكم في الدفة ليصل بالمركب
إلى شاطيء الأمان ولا يتمادى في إظهار المودة والإهتمام..
أما حضور الأب برعايته وحنانه فهو صمام الأمان وعلى عاتقه تقع المهمة
العظمى في زرع الحب والحنان وبناء جسر من الثقة والإحترام بينه وبين
ابنته..
صغيرتي
.. كل شيء بأوان فلا تستعجلي الأمور غداً تكبرين وتنضجين ويأتي فارس
أحلامك ليخطفك على حصانه الأبيض إلى عش الزوجية الذي تحلمين به مبكراً
جداً ولم يأت أوانه بعد.