جرع رشفه من كوب الشاى الساخن وهو يتلذذ ... ان غياب المدير يجعله سعيد بشرب الشاى ...
محمد نصحه مرارا ان يغير الشاى فهناك الينسون والكركديه والحلبه وقال له ان الشاى بيمص الدم .. ولكن هذا الرجل العنيد ابى ذلك ... انه الشاى ليس الا ... ان الشاى كالماء والهواء
لا اعلم بالفعل اصرار هؤلاء الناس على شرب الشاى ... هل اصبح الشاى بالفعل كالماء والهواء ؟؟
دقق
النظر فى كل المصالح الحكوميه ... ستجد الشاى فى كل مكان ... وهناك البعض
فطن الى انه قد ادمن الشاى بالفعل فاتجه الى النسكافيه ....
ولكن
الاخير يحسده كل الموظفين على غناه الشديد ذلك الرجل الذى يمتلك الاموال
التى يستطيع ان يوفر النسكافيه فى المصلحه الحكوميه ... ولكن البعض يهوى
الشاى الى درجه الجنون ... فلن يبدله ابدا ابدا ... ان الشاى مثل الزوجه
تماما او مثل الابناء .. لا فكاك منه
انه لا يتخيل الا يشرب كوب الشاى الساخن ابدا ... وهو لا يعرف كيف بدات قصه الشاى ... ولقصه الشاى فى الواقع حدوته بسيطه
ان
امبراطور الصين قديما اوقع بالصدفه نبات الشاى فى ماء ساخن .... ولما
اخذته الجراه ورشف رشفه واحده احس انه من الممكن ان يكون مشروبا ... ولما
حلاه بالسكر ... صار الشاى
وفى
الواقع ان كل موظفى العالم لابد ان يعلموا كل شىء عن هذا الامبراطور
ليضعوا تمثال العزه والكرامه والاكتشاف المبهر لهذا العالم الفذ
العجيب ان المصالح الحكوميه اصبح موظفوها يحبون التواجد فيها لشرب الشاى
والحقيقه
ان انواع الشاى المختلفه صارت مثل السجائر ... فالشاى نبتون يختلف عن شاى
العروسه فى المذاق ... وكذلك البراد الازرق يختلف عن شاى التموين
تماما يتحدث الموظفون دائما فى انواع الشاى ... مثلما يتحدث المدمنون عن السجائر والحشيش ... فكيلو باترا تختلف عن مالابورو ...
ولكل مذاق خاص ....
حدث
ذات مره ان اتى مرور فى احد المصالح الحكوميه ... وبالتاكيد اخفى جميع
الموظفين تورمسات الشاى والكوبيات والملاعق فى مكان امن وسرى ... وانهمك
كل موظف فى كتابه بعض الكلمات على ورقه بيضاء سيتم رميها فى اقرب سله
مهملات ...
ان النشاط هب مره واحده فى المصلحه الحكوميه ....
وهذا ما اغضب عم شحاته ... ان المرور ظل متواجدا لاكثر من ساعتين .. ان الشاى لم يشربه بعد ... كيف تمر كل هذه الساعات بدون الشاى
تبا لهذا المرور
وفكر
الرجل فى حيله .... لقد تظاهر بانه سيدخل دوره المياه ... واخد معدات
انشاء الشاى فى ورقه .. ودخل ليعد الشاى ... فهو ليس بحاجه الى فيشه فمعه
تورموسه ... واعد لنفسه كوب الشاى واخذ يشربه فى تلذذ شديد .. وكانه يدخن
سيجاره بعيدا عن والده .... تماما هو كذلك !!!!!
نعود للامبراطور
الصينى .... لقد عاش هذا الرجل قبل الميلاد ومات ولم يكن يتوقع ان مصالح
مصر كلها اصبحت تدار بالشاى ... نعم ليست بالكمبيوتروانما بالشاى ... اننا
من هذا المكان نحى هذا العالم العظيم ... ونقول له يا مظبطنا يا مكيفنا
!!!!!!!