علمت جريدة أن قرار إقالة
الدكتور محمود أبوزيد، وزير الرى والموارد المائية السابق، سبقته أزمة
استمرت عدة أيام، بسبب غضب الرئيس مبارك من الوزير عقب تلقى الرئيس
تقريراً رفيع المستوى يؤكد أن «أبوزيد» أخفق فى الرد على هجوم الوفد
الأثيوبى ووزير الرى بحكومة جنوب السودان على مصر خلال اجتماعات مجلس
وزراء النيل الشرقى التى عقدت فى السودان يوم ٢ مارس الجارى، على هامش
احتفالات بدء تشغيل «سد مروى» الجديد.كان محمود أبوزيد قد زار
السودان فى مطلع شهر مارس للمشاركة فى احتفالات بدء تشغيل السد بحضور
قيادات سودانية بارزة، وأثناء اجتماع مجلس وزراء النيل الشرقى، شن بعض
المسؤولين هجوماً عنيفاً ضد سياسات مصر المائية والمبادرة التى طرحتها
القاهرة لحوض النيل.وأشارت مصادر رفيعة للجريدة إلى أن
أبوزيد لم يرد خلال الاجتماعات على الهجوم، معتبراً أن الكلام الذى طرح
يخرج عن دائرة العمل الفنى والمهنى، مضيفة أن التقرير الذى تلقاه الرئيس
مبارك أشار إلى الواقعة مما أثار غضب مبارك، فأحال الأمر إلى د. أحمد
نظيف، رئيس الوزراء، وقالت المصادر إن «د.نظيف» استدعى أبوزيد
وأبلغه غضب الرئيس، وأن الوزير أوضح لـ«نظيف» أن ما وصل للرئيس ربما يكون
«مبالغاً» فيه وأنه «يعرض استقالته الفورية» ولكن نظيف طلب منه الانتظار
إلى حين عرض الأمر على الرئاسة.وقالت مصادر مقربة من وزير الرى
السابق إن اجتماعات مجلس وزراء النيل الشرقى كانت «ناجحة للغاية» وأن
«أبوزيد» سجل أداء عالياً خلالها، ولم تؤكد المصادر ما إذا كان ما دار فى
هذه الاجتماعات هو سبب إقالة الوزير من عدمه.وعلمت الجريدة أن
تعليمات عليا صدرت للدكتور محمود أبوزيد بعدم التحدث أو التصريح لوسائل
الإعلام بأسباب الاستبعاد، ومن المتوقع أن تتخذ الرئاسة خطوة تكريمية
للوزير السابق لإغلاق ملف إقالته، وإنهاء حالة الجدل الحالية حول الأسباب
الحقيقية.