إيران تصنع القنبلة الذرية خلال عامين وعدم دخول مصر المجال النووي كارثة
أكد د. يسري أبو شادي - رئيس قسم الضمانات وكبير مفتشي الوكالة الدولية
للطاقة الذرية - في حوار سريع مع جريدة ، أن إيران لديها برنامج تخصيب
قوي، وهو برنامج سلمي .. ولكن المشكلة أنه يمكن أن يتحول إلي برنامج عسكري
وهذه المسألة ليست صعبة، خاصة أن إيران تمتلك وقودا عالي التخصيب يقترب من
20%، وهذه النسبة قد تؤدي إلي تصنيع القنبلة الذرية وذلك خلال سنتين علي
الأكثر . هذا إلي جانب أن إيران لديها مفاعل نووي علي وشك التشغيل يمكن أن
يعمل في نهاية العام الحالي . وفي الحوار مزيد من التفاصيل
> البعض يتحدث عن إمكانية تراجع إيران عن مشروعها النووي مقابل صفقة مع الولايات المتحدة ؟ فما تعليقك ؟
ـ لا أعتقد أن إيران ستتراجع عن مشروعها النووي، فإيران لديها موقف متعنت
تجاة هذا المشروع، فهي تقبل النقاش في كل شيء عدا الملف النووي، وذلك
بالرغم من أن هناك صفقة تم طرحها مؤخرا، وهي تمويل إيران الوقود من خلال
مشروع بنك الوقود النووي الدولي والمقترح أن تستضيف روسيا هذا المشروع ..
ولكن للأسف إيران لم توافق علي هذا الاقتراح بالرغم من أنه مشروع جيد جدا
والوكالة لم تطلب من إيران إلغاء تخصيب اليورانيوم، ولكنها تطلب تعليقه
فقط، فإيران تمتلك تكنولوجيا عالية يمكن من خلالها إعادة تخصيب اليورانيوم
في حالة امتناع بنك الوقود النووي عن إعطاء الحصة لإيران .
> هناك من يتهمون الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تميز بين دولة
وأخري، ويبررون ذلك بأن الوكالة سمحت لإسرائيل بامتلاك سلاح نووي و تتعنت
مع إيران ؟
ـ لم نميز بين الدول، وفيما يتعلق بامتلاك إسرائيل قنبلة ذرية، فالمنظومة
العالمية كلها تسمح بهذا وتدعمه، فكيف تعترض الوكالة علي امتلاك إسرائيل
لسلاح نووي، فالوكالة عاجزة عن مناقشة إسرائيل في هذا الموضوع، ولا نستطيع
منعها من امتلاك سلاح نووي
> في حالة استمرار إيران في مشروعها النووي هل يكون خيار الحرب مطروحا ؟
ـ أتمني لا ألا يؤدي إصرار إيران للحرب، لأن الخيار العسكري سيضر بالمنطقة ككل
> هل يمكن أن يتم فرض عقوبات جديدة ضد إيران ؟
ـ إيران مفروض عليها عقوبات منذ فترة طويلة ولم تتأثر ، لكن إذا فرضت
عليها عقوبات حقيقية كامتناع الدول الغربية عن شراء البترول الإيراني، فإن
ذلك سيكون ضربة شديدة لإيران يمكن أن تدفعها للتفكير في تعليق تخصيب
اليورانيوم .
> هل تعتقد أن مصر تستطيع أن إحراز تقدم في برنامجها النووي ؟
ـ إذا لم تدخل مصر المجال النووي ستكون كارثة للأجيال القادمة، فعلي مصر
أن تدخل العصر النووي، فالعالم كله يتغير بطريقة مذهلة، فكل الدول التي
كانت تقر بعدم الدخول في هذا المجال بدأت تبحث عن النووي مثل السويد
وإيطاليا وألمانيا و سوريا وليبيا والجزائر والمغرب والإمارات التي من
المتوقع لها أن تسبق مصر في هذا المجال، لذلك علي مصر أن تدخل هذا السباق،
خاصة أن الاستفادة منه كبيرة جدا علي المدي البعيد، ولاننسي أن 85% من
الكهرباء في مصر من البترول الذي سينتهي علي المدي القريب لذلك فالأجيال
القادمة ستحتاج إلي طاقة نووية دائمة
>إذن ماذا عن موقف الولايات المتحدة في حالة دخولنا النادي النووي ؟
ـ أمريكا ستسمح في حالة احتفاظ مصر بتوزان جيد، ولكن لايجب أن نتعامل مع
أمريكا كأنها المتحكم الرئيسي في هذه المسألة فهي لاتمتلك كل الأوراق،
وهناك دول أجنبية كثيرة مستعدة للتعاون مع مصر في هذا المجال
> هل يمكن لمصر تخصيب اليورانيوم دون التعرض لضغوط دولية ؟
ـ صعب جدا
> هل تمتلك مصرالكوادر العلمية المؤهلة لهذا المشروع ؟
ـ غالبية الكوادر المصرية تقيم في الخارج ، لكن مصر لديها الإمكانيات التي تؤهلها لدخول النادي النووي