لن تشهد مصر أي احتفالات الخميس بالذكرى الثلاثين لإبرامها في العام 1979 معاهدة السلام مع اسرائيل ، التي مثلت انقلابا في استراتيجيتها وفي الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط.
وقال
المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي باقتضاب "ليس من المقرر
إقامة أي احتفال في القاهرة". ولم يفسر المتحدث سبب عدم وجود أي احتفال،
كما لو كان من البديهي أن السلام مع إسرائيل أمر واقع ولكن ذكراه ليست
أمرا يحتفى به.
وعلى الجانب الآخر، أعربت المتحدثة باسم السفارة
الإسرائيلية في مصر شاني كوبر زوبيدا عن أسفها لأن السفارة "لم تتلق أي
دعوة لأي احتفال في مصر، في حين أن العديد من الاحتفالات تقام في إسرائيل".
ويرى
المحلل في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عماد جاد أنه "يمكننا
التحدث عن "شيزوفرينيا" (انفصام شخصية) تصل إلى حد إنكار الحقيقة".
ويضيف
"هناك سلام بارد. الشرائح العليا من المجتمع تقيم حوارا وتقوم بأعمال (مع
إسرائيل) أما على الصعيد الشعبي فلا شيء على الإطلاق".
ومن وجهة
النظر المصرية، فإن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة وصعود اليمين في
إسرائيل عاملان يمنعان احتفالا كبيرا بذكرى توقيع معاهدة السلام، التي
انسحبت بموجبها إسرائيل من سيناء، بعد أن احتلتها في حرب العام 1967.
وإذا
كان نظام الرئيس حسني مبارك يحتفظ بعلاقاته مع إسرائيل، فإنه في ذات الوقت
حريص على عدم التباهي بها، خصوصا وأن اتهامات وجهت إليه بالتواطؤ مع
الدولة العبرية من قبل المتشددين في العالمين العربي والإسلامي.
وفي
بداية حرب غزة، قال الرئيس المصري، قاصدا بحديثه سوريا وإيران وقطر، إن
مصر ليست بحاجة إلى دروس من أحد، مذكرا أنها خاضت أربع حروب ضد إسرائيل في
الأعوام 1948 و1956 و1967 و1973.
وكان الرئيس المصري الراحل أنور
السادات وقع معاهدة السلام في واشنطن مع مناحم بيغين مؤسس حزب الليكود،
الذي يتزعمه الآن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف.
ويقول
مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عبد المنعم سعيد "كانت المفاجأة
أنه على مدى ثلاث سنوات بعد توقيع المعاهدة، بدا السلام حارا بين مصر
وإسرائيل ولكن حرب لبنان (في العام 1982) غيرت الأمور".
ويضيف
"توصيف السلام بأنه بارد أو ساخن غير صحيح، فالحقيقة أن حرارة العلاقات
(بين مصر وإسرائيل) مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأوضاع في المنطقة، وقبل كل
شيء بالنزاع العربي-الإسرائيلي".
وبتوقيع معاهدة السلام اعترف بلد
عربي كبير لأول مرة بإسرائيل، وتبعه الأردن الذي وقع معاهدة سلام مع
إسرائيل في العام 1994، كما اعترفت بها ضمنا سوريا التي أجرت معها مفاوضات
مباشرة من أجل تسوية سلمية بعد مؤتمر مدريد عام 1991.
ورغم أن
العالم العربي قاطع مصر قرابة عشر سنوات بعد توقيعها معاهدة السلام، إلا
أن هذه الأخيرة ظلت قائمة، على الرغم من الدماء التي سالت في مواجهات
عربية-إسرائيلية عدة، وعدم توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى تسوية
للنزاع بينهما.
ويظل رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الوسيط الذي لا غنى عنه في
المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، في ما يتعلق بالهدنة في
غزة وبمفاوضات تبادل الأسرى.
أما الروابط الاقتصادية فليست كما مهملا؛ إذ يربط البلدان اتفاقا
لتصدير كميات كبيرة من الغاز المصري إلى إسرائيل، كما تم قبل أربع سنوات
توقيع اتفاقية " الكويز " ؛
التي تستورد بموجبها مصر من إسرائيل مكونات تدخل في صناعة النسيج الذي يتم
إعادة تصديره بعد ذلك إلى الولايات المتحدة من دون جمارك.
وبلغ حجم المبادلات التجارية بين مصر وإسرائيل 271 مليون دولار في العام 2008.
وإذا
كان التلامذة المصريون يطلعون ضمن ما يدرسونه عن تاريخ مصر الحديث على
معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، إلا أن إسرائيل ليس لها ذكر في كتب
الأطلس التي تباع في المكتبات المصرية، والتي ما تزال تحمل على الخرائط
اسم فلسطين.
وباسم رفض "التطبيع" مع إسرائيل، لا تباع كتب إسرائيلية في المكتبات، ولا تعرض أفلام سينمائية إسرائيلية في مصروقال
المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي باقتضاب "ليس من المقرر
إقامة أي احتفال في القاهرة". ولم يفسر المتحدث سبب عدم وجود أي احتفال،
كما لو كان من البديهي أن السلام مع إسرائيل أمر واقع ولكن ذكراه ليست
أمرا يحتفى به.
وعلى الجانب الآخر، أعربت المتحدثة باسم السفارة
الإسرائيلية في مصر شاني كوبر زوبيدا عن أسفها لأن السفارة "لم تتلق أي
دعوة لأي احتفال في مصر، في حين أن العديد من الاحتفالات تقام في إسرائيل".
ويرى
المحلل في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عماد جاد أنه "يمكننا
التحدث عن "شيزوفرينيا" (انفصام شخصية) تصل إلى حد إنكار الحقيقة".
ويضيف
"هناك سلام بارد. الشرائح العليا من المجتمع تقيم حوارا وتقوم بأعمال (مع
إسرائيل) أما على الصعيد الشعبي فلا شيء على الإطلاق".
ومن وجهة
النظر المصرية، فإن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة وصعود اليمين في
إسرائيل عاملان يمنعان احتفالا كبيرا بذكرى توقيع معاهدة السلام، التي
انسحبت بموجبها إسرائيل من سيناء، بعد أن احتلتها في حرب العام 1967.
وإذا
كان نظام الرئيس حسني مبارك يحتفظ بعلاقاته مع إسرائيل، فإنه في ذات الوقت
حريص على عدم التباهي بها، خصوصا وأن اتهامات وجهت إليه بالتواطؤ مع
الدولة العبرية من قبل المتشددين في العالمين العربي والإسلامي.
وفي
بداية حرب غزة، قال الرئيس المصري، قاصدا بحديثه سوريا وإيران وقطر، إن
مصر ليست بحاجة إلى دروس من أحد، مذكرا أنها خاضت أربع حروب ضد إسرائيل في
الأعوام 1948 و1956 و1967 و1973.
وكان الرئيس المصري الراحل أنور
السادات وقع معاهدة السلام في واشنطن مع مناحم بيغين مؤسس حزب الليكود،
الذي يتزعمه الآن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف.
ويقول
مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عبد المنعم سعيد "كانت المفاجأة
أنه على مدى ثلاث سنوات بعد توقيع المعاهدة، بدا السلام حارا بين مصر
وإسرائيل ولكن حرب لبنان (في العام 1982) غيرت الأمور".
ويضيف
"توصيف السلام بأنه بارد أو ساخن غير صحيح، فالحقيقة أن حرارة العلاقات
(بين مصر وإسرائيل) مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأوضاع في المنطقة، وقبل كل
شيء بالنزاع العربي-الإسرائيلي".
وبتوقيع معاهدة السلام اعترف بلد
عربي كبير لأول مرة بإسرائيل، وتبعه الأردن الذي وقع معاهدة سلام مع
إسرائيل في العام 1994، كما اعترفت بها ضمنا سوريا التي أجرت معها مفاوضات
مباشرة من أجل تسوية سلمية بعد مؤتمر مدريد عام 1991.
ورغم أن
العالم العربي قاطع مصر قرابة عشر سنوات بعد توقيعها معاهدة السلام، إلا
أن هذه الأخيرة ظلت قائمة، على الرغم من الدماء التي سالت في مواجهات
عربية-إسرائيلية عدة، وعدم توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى تسوية
للنزاع بينهما.
ويظل رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الوسيط الذي لا غنى عنه في
المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، في ما يتعلق بالهدنة في
غزة وبمفاوضات تبادل الأسرى.
أما الروابط الاقتصادية فليست كما مهملا؛ إذ يربط البلدان اتفاقا
لتصدير كميات كبيرة من الغاز المصري إلى إسرائيل، كما تم قبل أربع سنوات
توقيع اتفاقية " الكويز " ؛
التي تستورد بموجبها مصر من إسرائيل مكونات تدخل في صناعة النسيج الذي يتم
إعادة تصديره بعد ذلك إلى الولايات المتحدة من دون جمارك.
وبلغ حجم المبادلات التجارية بين مصر وإسرائيل 271 مليون دولار في العام 2008.
وإذا
كان التلامذة المصريون يطلعون ضمن ما يدرسونه عن تاريخ مصر الحديث على
معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، إلا أن إسرائيل ليس لها ذكر في كتب
الأطلس التي تباع في المكتبات المصرية، والتي ما تزال تحمل على الخرائط
اسم فلسطين.
.