في الوقت الذي يصارع العالم أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها خلال عقود
واحتمال تفشي وباء الانفلونزا يشير عدد متزايد من الابحاث الى أن تعقيد
الاقتصاد العالمي الحديث ربما يجعلنا اكثر عرضة لحدوث كارثة من اي وقت مضى.
بدأت
الازمة المالية كاضطراب في قطاع صغير من سوق القروض العقارية الامريكي. في
غضون اشهر تحول الى ازمة اقتصادية عالمية تؤثر على كل من على وجه البسيطة
تقريبا.
وذكر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2009 عن المخاطر
العالمية أن "السرعة التي تطورت بها هذه الاحداث لم يسبق لها مثيل... لقد
أظهرت كيف جعلت العولمة العالم وأنظمته مترابطة ترابطا وثيقا."
ومن
الممكن أن تنتشر الامراض ايضا بسرعة اكبر من اي وقت مضى. ويعني السفر جوا
أن اي تفش لمرض معد يمكن أن ينتشر على مستوى العالم في غضون ايام. وفيما
مضى كان هذا يستغرق اشهرا او سنوات.
وكلما ازداد النظام تعقيدا كلما
كان انتشار اي عدوى أسرع وعلى نطاق أوسع. لكن هذا الاعتماد المتبادل لا
يكون دائما سلبيا بأي حال من الاحوال. ويعني تعقيد الاقتصاد العالمي أن
بالامكان توزيع المخاطر بسهولة اكبر ويكون تخفيف حدتها عادة اكثر سهولة.
وكثيرا ما تكون الانظمة المعقدة قابلة للتكيف اذا فشل جزء منها تستطيع أجزاء أخرى من الشبكة تحمل العبء.
وتشير نظرية الشبكة الى أن الانظمة المعقدة المتنوعة تستطيع عادة تحقيق مزيد من الاستقرار. لكن لمرحلة معينة.
وقال
راغورام راجان الذي كان كبير الخبراء الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي
ومستشارا لرئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في بحث أعده عام 2005 "في
حين يساعد هذا على تنوع النظام عبر صدمات صغيرة فانه يعرض النظام ايضا الى
صدمات كبيرة منتظمة."
وأضاف "من المحتمل أن تخلق هذه التطورات احتمالا اكبر (وان كان يظل صغيرا) لحدوث أزمة مدمرة."
ومن
بين القضايا الرئيسية ما يسمى "تأثير الفراشة" ففي الانظمة الشديدة
التعقيد حتى الحدث الصغير يمكن أن يتعاظم وينتقل مؤديا الى نتائج لا يمكن
التكهن بها بدرجة كبيرة. وأشار ادوارد لورينز رائد نظرية الفوضى الى أن
رفرفة فراشة بجناحيها في ركن من العالم يمكن أن تسبب اعصارا على بعد كبير
منها.
ويساور محللون امنيون القلق من أن حتى هجوما ارهابيا واحدا
يمكن أن يكون له اثر معظم اذا استهدف نقطة رئيسية في سلاسل الامدادات
العالمية مثل ميناء كبير.
وفي كتابه "البجعة السوداء" الذي يبحث أثر
الحوادث الكبرى غير المتوقعة أشار نسيم نيكولاس طالب الى أن المظهر الذي
ينم عن استقرار في الانظمة المعقدة يمكن أن يكون خادعا.
وأضاف
"الضرر العشوائي لمعظم اجزاء الشبكة لن يكون ناتجا عن ذلك حيث انه من
المرجح أن يؤثر على نقطة مرتبطة ارتباطا ضعيفا. لكنه ايضا يجعل الشبكات
اكثر ضعفا... فكروا في ما سيحدث فحسب اذا وقعت مشكلة في نقطة التقاء
كبرى... صحيح أن لدينا اخفاقات أقل لكن حين تحدث ارتجف من الفكرة."
ويعني التعقيد الذي يجعل الخطر المحتمل للصدمات المالية اكبر أن الاوبئة يمكن أن تسبب خرابا اكبر.
ويشير
محللون الى أنه حين ضرب طاعون الموت الاسود اوروبا في القرن الرابع عشر
مما أسفر عن مقتل نحو ثلث السكان لم ينهر المجتمع لان الانظمة الاقتصادية
والاجتماعية كانت بسيطة نسبيا وبالتالي كانت معزولة عن الصدمات.
على
النقيض سبب طاعون ضرب الامبراطورية الرومانية في القرن الثاني بنفس معدل
الوفيات حالة من الفوضى اذ كان المجتمع الروماني اكثر تعقيدا وتقدما
اقتصاديا بكثير.
وفي تقريره لعام 2007 عن المخاطر العالمية تصور
المنتدى الاقتصادي العالمي عواقب تفش متزامن لوباء وأزمة عالمية في
السيولة وهو السيناريو الذي انطوى على محض تكهنات لكنه يبدو الان نافذ
البصيرة.
وأضاف أن النتيجة ستكون "رد فعل عكسيا ضد العولمة التي
بدورها تضاعف من الضرر على الطلب العالمي." وتابع أن ازدياد النزعات
العسكرية والاستبدادية في انحاء العالم سوف يعيد تشكيل الجغرافيا السياسية
العالمية.
وربما تظهر الاحداث في الاشهر القليلة القادمة مدى دقة هذا السيناريو
.واحتمال تفشي وباء الانفلونزا يشير عدد متزايد من الابحاث الى أن تعقيد
الاقتصاد العالمي الحديث ربما يجعلنا اكثر عرضة لحدوث كارثة من اي وقت مضى.
بدأت
الازمة المالية كاضطراب في قطاع صغير من سوق القروض العقارية الامريكي. في
غضون اشهر تحول الى ازمة اقتصادية عالمية تؤثر على كل من على وجه البسيطة
تقريبا.
وذكر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2009 عن المخاطر
العالمية أن "السرعة التي تطورت بها هذه الاحداث لم يسبق لها مثيل... لقد
أظهرت كيف جعلت العولمة العالم وأنظمته مترابطة ترابطا وثيقا."
ومن
الممكن أن تنتشر الامراض ايضا بسرعة اكبر من اي وقت مضى. ويعني السفر جوا
أن اي تفش لمرض معد يمكن أن ينتشر على مستوى العالم في غضون ايام. وفيما
مضى كان هذا يستغرق اشهرا او سنوات.
وكلما ازداد النظام تعقيدا كلما
كان انتشار اي عدوى أسرع وعلى نطاق أوسع. لكن هذا الاعتماد المتبادل لا
يكون دائما سلبيا بأي حال من الاحوال. ويعني تعقيد الاقتصاد العالمي أن
بالامكان توزيع المخاطر بسهولة اكبر ويكون تخفيف حدتها عادة اكثر سهولة.
وكثيرا ما تكون الانظمة المعقدة قابلة للتكيف اذا فشل جزء منها تستطيع أجزاء أخرى من الشبكة تحمل العبء.
وتشير نظرية الشبكة الى أن الانظمة المعقدة المتنوعة تستطيع عادة تحقيق مزيد من الاستقرار. لكن لمرحلة معينة.
وقال
راغورام راجان الذي كان كبير الخبراء الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي
ومستشارا لرئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في بحث أعده عام 2005 "في
حين يساعد هذا على تنوع النظام عبر صدمات صغيرة فانه يعرض النظام ايضا الى
صدمات كبيرة منتظمة."
وأضاف "من المحتمل أن تخلق هذه التطورات احتمالا اكبر (وان كان يظل صغيرا) لحدوث أزمة مدمرة."
ومن
بين القضايا الرئيسية ما يسمى "تأثير الفراشة" ففي الانظمة الشديدة
التعقيد حتى الحدث الصغير يمكن أن يتعاظم وينتقل مؤديا الى نتائج لا يمكن
التكهن بها بدرجة كبيرة. وأشار ادوارد لورينز رائد نظرية الفوضى الى أن
رفرفة فراشة بجناحيها في ركن من العالم يمكن أن تسبب اعصارا على بعد كبير
منها.
ويساور محللون امنيون القلق من أن حتى هجوما ارهابيا واحدا
يمكن أن يكون له اثر معظم اذا استهدف نقطة رئيسية في سلاسل الامدادات
العالمية مثل ميناء كبير.
وفي كتابه "البجعة السوداء" الذي يبحث أثر
الحوادث الكبرى غير المتوقعة أشار نسيم نيكولاس طالب الى أن المظهر الذي
ينم عن استقرار في الانظمة المعقدة يمكن أن يكون خادعا.
وأضاف
"الضرر العشوائي لمعظم اجزاء الشبكة لن يكون ناتجا عن ذلك حيث انه من
المرجح أن يؤثر على نقطة مرتبطة ارتباطا ضعيفا. لكنه ايضا يجعل الشبكات
اكثر ضعفا... فكروا في ما سيحدث فحسب اذا وقعت مشكلة في نقطة التقاء
كبرى... صحيح أن لدينا اخفاقات أقل لكن حين تحدث ارتجف من الفكرة."
ويعني التعقيد الذي يجعل الخطر المحتمل للصدمات المالية اكبر أن الاوبئة يمكن أن تسبب خرابا اكبر.
ويشير
محللون الى أنه حين ضرب طاعون الموت الاسود اوروبا في القرن الرابع عشر
مما أسفر عن مقتل نحو ثلث السكان لم ينهر المجتمع لان الانظمة الاقتصادية
والاجتماعية كانت بسيطة نسبيا وبالتالي كانت معزولة عن الصدمات.
على
النقيض سبب طاعون ضرب الامبراطورية الرومانية في القرن الثاني بنفس معدل
الوفيات حالة من الفوضى اذ كان المجتمع الروماني اكثر تعقيدا وتقدما
اقتصاديا بكثير.
وفي تقريره لعام 2007 عن المخاطر العالمية تصور
المنتدى الاقتصادي العالمي عواقب تفش متزامن لوباء وأزمة عالمية في
السيولة وهو السيناريو الذي انطوى على محض تكهنات لكنه يبدو الان نافذ
البصيرة.
وأضاف أن النتيجة ستكون "رد فعل عكسيا ضد العولمة التي
بدورها تضاعف من الضرر على الطلب العالمي." وتابع أن ازدياد النزعات
العسكرية والاستبدادية في انحاء العالم سوف يعيد تشكيل الجغرافيا السياسية
العالمية.
وربما تظهر الاحداث في الاشهر القليلة القادمة مدى دقة هذا السيناريو