شنت
الطالبة رنا أبو بكر الحاصلة على المركز الأول بالثانوية العامة على مستوى
الجمهورية بشعبة "علمي علوم"، هجوماً شديداً على الحكومة المصرية حيث
اتهمتها بالمسؤولية الكاملة عن تدمير العملية التعليمية والتحول بمصر من
دولة ذات مكانة مرموقة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إلى دولة تأتي
في ذيل بلدان العالم بسبب الفساد المتنامي في كافة المجالات خاصة في
التعليم.
جاء
ذلك خلال الحفل السنوي الذي تقيمه وزارة التعليم بالمشاركة مع اتحاد طلاب
المدارس، حيث فاجأت الطالبة الحضور بهذا الهجوم مما أربك العديد من
المسؤولين وخبراء التعليم، خاصة عندما أعلنت الطالبة الأولى على مستوى
الجمهورية رفضها التام البقاء في مصر وعزمها الهجرة مع اسرتها للولايات
المتحدة الأمريكية.
وأشارت
رنا التي تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً إلى أن الملايين الذين يذهبون
للمدارس لا يستفيدون من مناهج التعليم المختلفة ولا ترعاهم الدولة بل
تساهم في تدمير مستقبلهم من خلال عدم توفير الفرص الطيبة للدراسة.
وكشفت
الطالبة الأولى النقاب عن أن والدها هو الذي دفعها للهجرة للولايات
المتحدة من أجل طلب العلم وبناء المستقبل وقال لها:"لا يوجد شئ هنا في
مصر،ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوقعي النبوغ، بل قد ينتهي بك الأمر
للجلوس في المنزل لتنضمي لملايين العاطلين".
وأعلنت
الطالبة الأولى عن أنها قررت تنفيذ نصيحة والدها، وأضافت بأنها حتى الآن
لم تقرر ما إذا كانت ستعود مستقبلا للعمل فى مصر بمجال الطب بعد إنهاء
دراستها أم أنها ستظل في أمريكا طوال حياتها، مشيرة إلى أن المستوى
المتقدم للأبحاث الطبية هناك يغري أي طالب بالرحيل عن مصر.
وأرجعت
رنا أبو بكر رغبتها فى إكمال دراستها بأمريكا إلى ما وصفته بـ "فقر"
النظام التعليمي الحالي بالجامعات المصرية، والذي لا يشجع على إجراء أبحاث
علمية دقيقة ولا على الإبداع في الدراسة العملية، لتصبح رنا بذلك أول
طالبة من أوائل الثانوية على مستوى الجمهورية يقرر عدم إكمال دراسته
الجامعية بمصر، بحسب تأكيد الدكتور صديق عبد السلام رئيس رابطة "أوائل
الثانوية العامة".
وأضافت
وسط دهشة الحاضرين خلال احتفالية اتحاد طلاب مصر بأوائل الثانوية العامة،
إن والدها الذي يعمل جراحا، طالبها بعدم استكمال دراستها فى مصر والسفر
للدراسة في أمريكا عن طريق منحة علمية مقدمة لها من الجامعة الأمريكية
بالقاهرة، ستمكنها من السفر مباشرة من بداية أول العام الدراسي.
غير
أنها أعربت عن تخوفها من أن يعوقها أسلوب المعيشة فى الولايات المتحدة
الأمريكية وعادات الأمريكيين عن الاندماج في المجتمع هناك، بما قد يؤثر
على دراستها.
ومن
جانبه أكد والد الطالبة بأنه يشعر بالأسى على مستقبل الملايين من الطلاب
الذين يحملون بداخلهم بذرة التفوق والموهبة، لكن تنتظرهم في نهاية الأمر
نهاية مروعة بسبب الفساد الإداري والتعليمي ورفع الدولة يدها بالمرة عن
رعاية الأسر الفقيرة والمتوسطة على حد سواء.
وأضاف بأنه مُصر على أن تسافر إبنته لأمريكا لتستمر في التفوق وأشار إلى أنه ربما يهاجر هو الآخر مع باقي الأسرة بحثاً عن فرص أفضل.