حاولت أن ألوذ بالصمت . . ولكن صمتى معك كان حديثا
حاولت أن اهرب الى الاختفاء . . ولكن اختفائى منك . .كان ظهورا
تعثرت خطواتى وانا احاول ان ابعد عنك . . فشلت
وانهار صمودى ضد قوة جذبك . . كأنما قوى الجاذبية
كلها انحصرت فى نقطة واحدة هى : انت
تخيلت . . انك تحدثنى . . وبداية الحديث سيكون تعارف
سؤال . . وجواب . . شردت طويلا وانا فى عالم اخر
واذا بك تبادرينى بسؤال هو الاول
ــ من أنت ؟ وأين موقعك فى هذا الوجود؟
فاحترت . . ! كيف اشرح لك عن ذاتى . . ان كنت انا . . لم اتعرف بعد على هذه الذات
وموقعى . . فى هذا الوجود كيف احدده لك . . وهو بالنسبة لى مفقود
هل يعقل ان احدد مفقود ؟
تلعثمت . . وتحجرت الكلمات فى فمى . . وما اصعب ان نسأل ولا نجيب
ونحن نعرف الاجابة . . ما اصعب ان نمتحن ونفشل . . والنجاح لنا مضمون
وقررت أن أكسر حاجز الخوف . . واحطم قيود السيطرة . . ونطقت وقلت لك
يا سائلى . . انا لست سوى غيمة شاردة بأمطارها
تبحث عن السهول والحقول
انا لست سوى شجرة أرز . . شامخة . . صابرة . . على غدر السنين
اما موقعى يا سيدتى
فانا اقف عاجزا فوق رمال متحركة . . الى ان تبتلعنى
وتخفينى . . او تنقذنى منها معجزة . . ورحمة من رب العالمين
فاذا بك تمدى يدك . . بحنان ورفق . . وتمسحى دموعى
توقفت معك . . اتعلم منك اولى الخطوات فى درب الاحلام
وهكذا هطلت امطار غيومى . . وصدحت فرحا انغام عودى
اخضرت . . امتدت شجرتى . . فعانقت اغصانها قمر سمائى
يا شروق مغيبى . . يا صحوة غيبوبتى . . بك ومعك أبدأ ترحالى
أنت دليلى . . وانت رفيقى . . ما عاد فى العمر متسع للهروب
ماعاد فى القلب مكان . . لمزيد من الجروح
الآن وانا اقف على اعتاب قلبك . . استأذنك بالدخول
اقول لك
ارجوك . . بعد ان ادخل الى قلبك . . الى عالمى الجديد
ارجو ان توصد ابواب قلبك . . وتضع لائحة " ممنوع الدخول . . ممنوع الازعاج "
وقبل ان تسمح لى بالدخول
وقبل ان تلفظ باى كلمة . . تفسر لى سر اهتمامها بى وبآلمى
وإذ بصوت مفزع . . افاقنى من نومى . .وحلمى المصيرى
حتى النوم والاحلام هى الاخرى فقدت الامان فيها لو لدقائق معدودة
هل من حظى اننى لم اسمع ردها علي ؟
وان صحوى انقظنى ؟
ام من سوء حظى
هل انت ما ابحث عنها كى تهطل امطار غيومى ؟
وتعزف طربا وفرحا . . انغام عودى ؟
وتنمو وتمتد شجرتى . . وتعانق السماء والنجوم ؟
هل انت الدليل والرفيق والامان والاستقرار ؟
؟؟؟؟؟؟؟
من أنت ؟ ... وما سر وجودك معى ؟