مواجهة إمرأة
وعاد . . بعد غيبة طويلة . . سمعت صوته يقول لها
ــ أحبك . . أحبك . . اشتقت إليك
ولم تجب . . ظلت صامتة . . تسمع كلماته . . ترددها فى نفسها
لاتدرى . . بماذا تجيبه . . اتقول له : أحبك اكثر . . اشتقت لك اكثر !؟
اتبوح له بما فى صدرها . . من مشاعر صادقة . . كما كانت دائما
تفعل . . ام تظل صامتة تنصت له !؟
أحس بصمتها فقال لها : مابالك صامتة . . لاتجيبينى . . أنا لم اعتد منك هذه السلبية
ام انك لم تشتاقى لى . . او ربما توقفت عن حبى !؟
أجابته بهدوء بعد ان صفعتها تهمته . . قائله : نعم . . لقد توقفت عن حبك . . حسب مفهومك انت للحب
لقد توقفت عن حبك . . ولكنى مازلت احبك . . بأسلوبى ومفهومى انا للحب
أحبك على طريقتى وليس على طريقتك
واستنكر فلسفتها فى الاجابة
قائلا
ــ هل للحب بيننا أساليب ومفاهيم مختلفة . . انى احبك
أكاد أطير شوقا لك
ــ اعذرني . . انا لا افهم معنى كلمة أحبك . . حينما تقولها لى
ولا ادرك ماذا تقصد بالشوق . . لذا لن اجيبك . . الى ان افهم
معانى كلماتك
أستشاط غيظا منها
فقال
ــ ومتى إن شاء الله ستفهمين لغتى ؟
قالت
ــ سأفهم لغتك المبهمة هذه . . حينما أفهم تصرفاتك وافعالك . . واطابقها مع كلماتك
فى السابق . . كنت افهم واصدق . . ماتنطق به من كلمات حب واعتبرها
تعبيرا لمشاعرك نحوى . . ومن ثم تأتينى افعالك نقيضا لكل ما تقول
والآن . . علمتنى الجراح والآلام أن أتروى . . لا اصدق الاقوال بل انتظر الافعال
ففيها الادلة والبراهين . . الآن اتمنى ان لا اسمع منك كلمة أحبك او اشتقت اليك
اتمنى ان اسمعها منك . . من خلال أفعالك وتصرفاتك
اعذر صراحتى . . حينما نتألم نصبح اكثر جرأة . . اكثر صدقا . . اكثر قسوة على انفسنا
انا احببتك ومازلت احبك . . كل كلماتى وافعالى . . تشهد على صدق مشاعرى
حتى الآن وانا اقسو عليك بمواجهتى هذه . . هذه المواجهة دليل اخر . . لحبى . . فنحن لا نصدق إلا مع من نحب
ولا نواجه إلا من نحب بالحقيقة . . كلمات الحب والشوق التى اسمعها منك
لغة ملقنة لك . . حفظتها دون ان تدرك معانيها . . او تشعر بأحسيسها
أنت للاسف ببغاء كلماتك صدى للفراغ فى صدرك
إنى استودعك الله . . لن نلتقى . . الى ان تصبح كلماتك مطابقة لافعالك
إنى استودعك الله . . الى ان تصبح على مستوى الوعى . . فى الحب
فى تطبيق القول والفعل
وأغمضت عينيها . . تبتلع شوك قسوة التجربة . . وتجتر فى خاطرها ذكريات الخداع
لعمرى . . كم من صامت شيد صروحا بأفعاله
وكم من خطيب هدم حضارات . . بكلماته الرنانة الجوفاء
[/center]
[/center]