www.mazika4ever.tk

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا وسهلا بك يا في منتدى مزيكا للابد ///// آخر عضو مسجل فى المنتدى https://mazika4ever.ace.st/u9575 فمرحباً به.


+5
اسلام الحبشى
zeko
estifani
سندباد
dr.ramy
9 مشترك

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الأحد أغسطس 23, 2009 4:41 am

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 901059583

    كل عام وانتم بخير
    فى هذا الموضوع الكبير سنتكلم عن المغذى من كل سورة من سور القرءان الكريم مبيناً ما يشمله من قصص عظيمة
    داعين المولى عز وجل ان يوفقنا فى تكملة هذا الموضوع
    عذرا على التاخير فى انشاء الموضوع
    ولكن انصحك اخى المسلم ان تكمل الموضوع قراءة حتى نهايته لانك ستستفيد كثيرا
    كنت اتمنى ان اختصر الكلام ولكن الحديث لا ياخذ من وقتك كثيرا
    فهيا بنا نتعرف على قرءاننا الكريم ونعيش مع احسن القصص وافضل الكلام
    يقضل قراءة كل يوم جزء من القرءان الكريم ثم الدخول على هذا الموضوع لمعرفة تفسيره
    دمتم بخير وصحة جيدة

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 374599

    **************************************

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 50010

    1
    سورة الفاتحة
    هدف السورة: شاملة لأهداف القرآن
    سميت
    الفاتحة وأم الكتاب والشافية والوافية والكافية والأساس والحمد والسبع
    المثاني والقرآن العظيم كما ورد في صحيح البخاري أن النبي r قال لأبي سعيد
    بن المعلّى: (لأعلّمنّك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب
    العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) وقد وصفها الله
    تعالى بالصلاة
    فما هو سر هذه السورة؟
    سورة الفاتحة مكية وآياتها سبع بالاجماع وسميت الفاتحة لافتتاح الكتاب
    العزيز بها فهي اول القرآن ترتيبا لا تنزيلا وهي على قصرها حوت معاني
    القرآن العظيم واشتملت مقاصده الأساسية بالاجمال فهي تتناول أصول الدين
    وفروعه، العقيدة، العبادة، التشريع، الاعتقاد باليوم الآخر والايمان بصفات
    الله الحسنى وافراده بالعبادة والاستعانة والدعاء والتوجه اليه جلّ وعلا
    بطلب الهداية الى الدين الحق والصراط المستقيم والتضرع اليه بالتثبيت على
    الايمان ونهج سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضآلين وفيها
    الاخبار عن قصص الامم السابقين والاطلاع على معارج السعداء ومنازل
    الأشقياء وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه وغير ذلك من مقاصد وأهداف
    فهي كالأم بالنسبة لباقي السور الكريمة ولهذا تسمى بأم الكتاب. إذن اشتملت
    سورة الفاتحة على كل معاني القرآن فهدف السورة الاشتمال على كل معاني واهداف القرآن.

    والقرآن نص على : العقيدة والعبادة ومنهج الحياة. والقرآن يدعو للاعتقاد بالله ثم عبادته ثم حدد المنهج في الحياة وهذه نفسها محاور سورة الفاتحة.
    * العقيدة: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين
    * العبادة: إياك نعبد وإياك نستعين
    * مناهج الحياة: إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضآلين.
    وكل ما يأتي في كل سور وآيات القرآن هو شرح لهذه المحاور الثلاث.
    تذكر سورة الفاتحة بأساسيات الدين ومنها:
    * شكر نعم الله (الحمد لله)،
    * والاخلاص لله (إياك نعبد واياك نستعين)،
    * الصحبة الصالحة (صراط الذين أنعمت عليهم)،
    * وتذكر أسماء الله الحسنى وصفاته (الرحمن، الرحيم)،
    * الاستقامة (إهدنا الصراط المستقيم)،
    * الآخرة (مالك يوم الدين) ويوم الدين هو يوم الحساب.
    * أهمية الدعاء،
    * وحدة الأمة (نعبد، نستعين) ورد الدعاء بصيغة الجمع مما يدل على الوحدة ولم يرد بصيغة الافراد.
    وسورة الفاتحة تعلمنا كيف نتعامل مع الله فأولها ثناء على الله تعالى
    (الحمد لله رب العالمين) وآخرها دعاء لله بالهداية (إهدنا الصراط
    المستقيم) ولو قسمنا حروف سورة الفاتحة لوجدنا أن نصف عدد حروفها ثناء (63
    حرف من الحمد لله الى اياك نستعين) ونصف عدد حروفها دعاء (63 حرف من اهدنا
    الصراط الى ولا الضآلين) وكأنها اثبات للحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني
    وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فاذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين
    قال الله عز وجل: حمدني عبدي، واذا قال: الرحمن الرحيم قال الله عز وجل:
    أثنى علي عبدي، واذا قال : مالك يوم الدين، قال عز وجل: مجدني عبدي، وقال
    مرة فوض الي عبدي، فاذا قال: اياك نعبد واياك نستعين، قال: هذا بيني وبين
    عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت
    عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)
    فسبحان الله العزيز الحكيم الذي قدّر كل شيء. وقد سئل عمر بن عبد العزيز
    رضي الله عنه لماذا يقف بعد كل آية من آيات سورة الفاتحة فأجاب لأستمتع
    برد ربي.
    إذن سورة الفاتحة تسلسل مبادئ القرآن (عقيدة، عبادة، منهج حياة) وهي تثني
    على الله تعالى وتدعوه لذا فهي اشتملت على كل اساسيات الدين.
    أنزل الله تعالى 104 كتب وجمع هذه الكتب كلها في 3 كتب (الزبور، التوراة
    والانجيل) ثم جمع هذه الكتب الثلاثة في القرآن وجمع القرآن في الفاتحة
    وجمعت الفاتحة في الآية (إياك نعبد واياك نستعين).
    وقد افتتح القرآن بها فهي مفتاح القرآن وتحوي كل كنوز القرآن وفيها مدخل
    لكل سورة من باقي سور القرآن وبينها وبين باقي السور تسلسل بحيث انه يمكن
    وضعها قبل أي سورة من القرآن ويبقى التسلسل بين السور والمعاني قائما.
    لطائف سورة الفاتحة:
    * آخر سورة الفاتحة قوله تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) وجاءت
    سورة البقرة بعدها تتحدث عن المغضوب عليهم (بني إسرائيل) وكيف عصوا ربهم
    ورسولهم وجاءت سورة آل عمران لتتحدث عن الضآلين (النصارى)
    * وآخر كلمات سورة الفاتحة الدعاء جاءت مرتبطة ببداية سورة البقرة (هدى
    للمتقين) فكأن (اهدنا الصراط المستقيم) في الفاتحة هو الهدى الذي ورد في
    سورة البقرة.
    * بداية السورة (الحمد لله رب العالمين) وهذه أول كلمات المصحف، يقابلها
    آخر كلمات سورة الناس (من الجنة والناس) ابتدأ تعالى بالعالمين وختم
    بالجنة والناس بمعنى أن هذا الكتاب فيه الهداية للعالمين وكل مخلوقات الله
    تعالى من الجنة والناس وليس للبشر وحدهم او للمسلمين فقط دون سواهم.
    * أحكام التجويد في سورة الفاتحة جاءت ميسرة وليس فيها أياً من الأحكام
    الصعبة وهذا والعلم عند الله لتيسير تلاوتها وحفظها من كل الناس عرباً
    كانوا او عجما.
    والله تعالى هو الرحمن الرحيم وهو مالك يوم الدين وعلينا أن نحذر عذابه يوم القيامة ويوم الحساب.
    والناس هم بحاجة الى معونة الله تعالى لعبادته فلولا معونته سبحانه ما عبدناه (إياك نعبد وإياك نستعين)
    وندعو الله تعالى للهداية إلى الصراط المستقيم (اهدنا الصراط المستقيم)
    وهذا الصراط المستقيم ما هو إلا صراط النبي r وصراط السلف الصالح من
    الصحابة والمقربين (صراط الذين أنعمت عليهم) وندعوه أن يبعدنا عن صراط
    المغضوب عليهم والضآلين من اليهود والنصارى وكل الكفار الين يحاربون الله
    ورسوله وr والاسلام والمسلمين في كل زمن وعصر (غير المغضوب عليهم ولا
    الضالين)
    الآن وقد عرفنا أهداف سورة الفاتحة التي نكررها 17 مرة في صلاة الفريضة
    يومياً ما عدا النوافل لا شك اننا سنستشعر هذه المعاني ونتدبر معانيها
    ونحمد الله تعالى ونثني عليه وندعوه بالهداية لصراطه المستقيم

    ************************
    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة البقرة


    عدل سابقا من قبل dr.ramy في الجمعة أكتوبر 02, 2009 4:50 am عدل 8 مرات

    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    المشاركات : 4149
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الأحد أغسطس 30, 2009 12:48 pm

    7
    سورة الاعراف

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Q1_araf

    هدف السورة: احسم موقفك ولا تكن سلبياً
    سورة الأعراف من أطول السور المكية وهي أول
    سورة عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء من بداية خلق آدم u إلى نهاية الخلق
    مروراً بنوح، هود، صالح، لوط، شعيب، موسى عليهم وعلى رسولنا أفضل الصلاة
    والسلام. والسورة تجسد الصراع الدائم بين الحق والباطل وكيف أن الباطل
    يؤدي إلى الفساد في الأرض، وفي قصص كل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في السورة
    تظهر لنا الصراع بين الخير والشر وبيان كيد إبليس لآدم وذريته لذا وجه
    الله تعالى أربعة نداءات متتالية لأبناء آدم بـ (يابني آدم) ليحذرهم من
    عدوهم الذي وسوس لأبيهم آدم حتى أوقعه في المخالفة لأمر الله تعالى. كما
    تعرضت السورة الكريمة إلى أصناف البشر فهم على مرّ العصور ثلاثة أصناف:

    المؤمنون الطائعون، العصاة ، والسلبيون الذين هم مقتنعون لكنهم لا ينفذون
    إما بدافع الخجل أو الامبالاة وعدم الإكتراث. والسلبية هي من أهم المشاكل
    التي تواجه الفرد والمجتمع والأمة. وجاءت الآية لتحذرنا أنه علينا ان نحسم
    مواقفنا في هذه الحياة ونكون من المؤمنين الناجين يوم القيامة ولا نكون
    كأصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وينتظرون أن يحكم الله فيهم.


    وسميت السورة (الأعراف) لورود ذكر اسم الأعراف فيها وهو سور مضروب بين
    الجنة والنار يحول بين أهلهما وروى جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب
    الأعراف فقال: هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول
    الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي
    الله تعالى فيهم.


    · وقد بدأت السورة بمعجزة القرآن الكريم على الرسول r وأن هذا القرآن نعمة
    من الله تعالى على الإنسانية جمعاء فعليهم أن يتمسكوا بتوجيهاته وارشاداته
    ليفوزوا بسعادة الدارين ويكونوا من الناجين يوم القيامة ومن أهل الجنة.

    (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ
    لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ* اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ
    إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء
    قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) آية 2 -3


    · النموذج الأول من صراع الحق والباطل: قصة آدم u مع ابليس ويبين لنا
    تعالى في هذه القصة كما في باقي السورة كيف أن الحق ينتصر في النهاية على
    الباطل. وقد جاءت كلمة (فدلاهما بغرور)
    (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا
    ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ
    عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ
    أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ
    الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) آية 22
    في وصف إغواء الشيطان لآدم
    لتبين لنا معنا كيف أن الذين لايحسمون أمورهم ومواقفهم كأنهم معلقين في
    البئر لا هم هالكون ولا هم ناجون مما يؤكد على أن علينا أن نحدد موقفنا من
    الصراع بين الحق والباطل. فسبحانه تعالى ما أبلغ هذا القرآن وما أحكم وصفه
    وألفاظه.


    · عرض يوم القيامة وقصة أصحاب الأعراف: (الآيات 44 -51) تذكر الآيات قصة
    أصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وبقوا على الأعراف ينتظرون
    حكم الله تعالى فيهم. والأعراف قنطرة عالية على شكل عرف بين الجنة والنار
    والمكث عليها مؤقت لأن في الآخرة الناس إما في النار أو في الجنة. وأصحاب
    الأعراف كانوا يعرفون الحق والباطل لكنهم لم يحسموا أمرهم فحبسوا بين
    الجنة والنار حتى يقضي الله تعالى فيهم
    (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى
    الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ
    أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ
    يَطْمَعُونَ) آية 46.
    فعلينا أن لا نضع أنفسنا في هذا الموقف ونعمل جاهدين
    على أن نكون من أهل الجنة حتى لا نقف هذا الموقف على الأعراف.

    · عرض نماذج من صراع الحق والباطل عبر قصص الأنبياء على مر العصور: عرضت
    الآيات قصة كل نبي مع قومه والصراع بين الخير والشر وكيف أن الله تعالى
    ينجي نبيه ومن اتبعه على عدوهم.
    قصة نوح مع قومه (فَكَذَّبُوهُ
    فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ
    كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ) آية 64
    ، قصة
    هود
    (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا
    دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ)

    آية 72، قصة صالح (آية 73 – 79)، قصة لوط (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ
    إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) آية 83
    ، قصة شعيب
    (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ
    يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ
    لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ) آية 88.


    · مقارنة بين الحسم والتردد في قصة موسى وفرعون والسحرة: الآيات توضح كيف
    حسم السحرة موقفهم من نبي الله موسى بعدما رأوا الحق وأخذوا موقفاً واضحاً
    من فرعون وأتباعه وآمنوا بالله تعالى وبما جاء به موسى
    (لأُقَطِّعَنَّ
    أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ
    أَجْمَعِينَ* قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * وَمَا
    تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا
    رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) الآيات
    124 – 125- 126
    ، وتردد بني اسرائيل باتباع موسى (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ
    اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن
    يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ* قَالُواْ أُوذِينَا
    مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى
    رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ
    فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (الآيات 128 – 129)
    وهذه عبرة لنا بأن
    التردد لا يؤدي الى الحق والجنة.


    · قصة أهل السبت: وكيف تحايلوا على الله تعالى لأنهم لم يحسموا مواقفهم
    بالتسليم الكلي لله وتطبيق ما يعتقدونه عملياً حتى يكونوا من الفائزين،
    لكنهم كانوا يعتقدون شيئاً ويمارسون شيئاً آخر.
    (واَسْأَلْهُمْ عَنِ
    الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي
    السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً
    وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا
    كَانُوا يَفْسُقُونَ) آية 163


    · فئات بني اسرائيل: عرضت السورة فئات بني تسرائيل الثلاثة، فهم إما:
    عصاة، أو مؤمنون ينهون عن المعاصي، وإما متفرجون سلبيون وهذه الفئات
    موجودة في كل المجتمعات. السلبيون قالوا
    (وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ
    مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ
    عَذَابًا شَدِيدًا) آية 164
    والمؤمنون ردوا (قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى
    رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) آية 164
    . وقد ذكر الله تعالى لنا كيف
    نجّى الفئة المؤمنة وعاقب الفئة العاصية كما في قصة أصحاب الأعراف

    (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ
    عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا
    كَانُواْ يَفْسُقُونَ) آية 165
    ، ولم يذكر هنا مصير الفئة السلبية، بعض
    العلماء يقولون أنهم مع الفئة الضالة الظالمة لأنهم لم ينهوا عن السوء
    والبعض الآخر يرى أنهم سكتوا عن الحق والله تعالى سيحسم وضعهم يوم القيامة
    لذا لم يرد ذكرهم في السورة والله أعلم.

    إذن بعد هذا العرض للسورة نستنتج أنه علينا الابتعاد عن السلبية وعلينا أن
    نحسم مواقفنا من الآن لأننا تريد أن ندخل الجنة بإذن الله ولا نريد أن
    نكون مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وعلينا أن لا يثنينا عن نصرة
    الحق لا خجل ولا عدم مبالاة او قلة اكتراث ولا ضعف. ولعل الغفلة هي من أهم
    أسباب التردد والسلبية فعلينا ان نسعى أن لا نكون من الغافلين لأن الغافل
    قد يكون أسوأ من العاصي، فالعاصي قد يتوب كما فعل سحرة فرعون أما الغافل
    فقد يتمادى في غفلته إلى حين لا ينفع معه الندم ولا العودة.
    (وَلَقَدْ
    ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ
    لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
    وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ
    هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) آية 179.


    وتأتي ختام السورة لتركز على البعد عن الغفلة وحسم الامر (وَاذْكُر
    رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ
    الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) آية
    205


    والسجدة في الآية الأخيرة كأنما جاءت لتزيد في النفس الاستعداد للحسم
    فربما بهذه السجدة يصحى الغافل من غفلته ويحسم السلبي موقفه إذا عرف بين
    يدي من يسجد فيعود الى الحق
    (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ
    يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ )

    آية 206. وقد ختمت السورة بإثبات التوحيد كما بدأت به وفي هذا دعوة إلى
    الإيمان بوحدانية الله تعالى في البدء والختام. وهذه السوة مرتبطة بسورة
    الأنعام لأن الابتعاد عن السلبية وحسم الموقف هو من توحيد الله تعالى في
    المعتقد والتطبيق أيضاً.


    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة الانفال



    عدل سابقا من قبل dr.ramy في الجمعة سبتمبر 04, 2009 5:02 am عدل 1 مرات
    estifani
    estifani
    مشرفة القصص والروايات
    مشرفة القصص والروايات


    انثى
    المشاركات : 4168
    العمر : 30
    موقع سكنك : بين الأزهــــــــار حيث تلوح عبقها
    العمل او الترفيه : الإشتيقاق للأحباب
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 5510
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Studen10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Writin10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 15821575159115851577
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 2 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009
    نقاط التميز : 10010
    السٌّمعَة : 5

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف estifani الإثنين أغسطس 31, 2009 12:57 pm

    جزاك الله خيرا
    واستمر
    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الأربعاء سبتمبر 02, 2009 8:42 pm


    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Besmella
    8
    سورة الأنفال

    هدف السورة: قوانين النصر ربانيّة ومادية

    سورة الأنفال سورة مدنية نزلت عقب غزوة بدر التي كانت فاتحة الغزوات في
    تاريخ الإسلام المجيد وبداية النصر لجند الرحمن حتى سمّاها بعض الصحابة
    بسورة بدر وسمّاها الله تعالى في القرآن الكريم بـ(الفرقان). لأنها تناولت
    أحداث هذه الموقعة باسهاب ورسمت الخطة التفصيلية للقتال وبيّنت ما ينبغي
    أن يكون عليه المسلم من البطولة والوقوف في وجه الباطل بكل جرأة وشجاعة
    وصمود. وقد كان عدد المسلمين 313 مقابل 1000 من المشركين لكن المسلمين على
    قلة عددهم انتصروا بعون الله تعالى وباستعدادهم للحرب على المشركين مع
    كثرتهم وكانت اول المعارك بين الحق والباطل في التاريخ الإسلامي.


    وقد سبق في السور الطوال التي سبقت الأنفال أن عرض الله تعالى لنا المنهج
    وكيف نثبت عليه بالتوحيد الخالص لله وبالعدل وحسم المواقف ثم جاءت سورة
    الأنفال ليبّين لنا أنه حتى ينتصر المنهج يجب أن يكون له قوانين للنصر
    فالنصر لا يأتي صدفة ولا فجأة وإنما يحتاج إلى قوانين، فسورة الأنفال
    تتحدث عن قانوني النصر في غزوة بدر والتي يمكن أن تكون عامة لكل الغزوات
    والمعارك بين الحق والباطل.

    قوانين ربّانية (النصر من عند الله) قوانين مادية (الإستعداد للقتال
    بالعدة والتهيئة النفسية والعسكرية)


    والسورة تنقسم الى قسمين بارزين كل منهما يتناول أحد هذه القوانين.
    والسورة تحتوي على توازن بين القانونين، النصر من عند الله فبعد التوحيد
    الخالص لله في سورة الأنعام وأن كل شيء لله تعالى كان النصر من عند الله
    امراً طبيعياً، ولكن لا بد من التخطيط والإستعداد
    (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ
    لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى
    يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ، آية 53

    بمعنى نبذل كل الجهد ونتوكل على الله حتى ينصرنا.

    وسميّت السورة بالأنفال لورود كلمة الأنفال فيها وهي لغة تعني الغنائم
    وكان المسلمون بعد انتصارهم قد اختلفوا كيف توزع الغنائم عليهم والله
    تعالى اراد ان ينبههم إلى أن الغنائم هي من الدنيا والاختلاف عليها خلاف
    على الدنيا والله تعالى يريد أن يرسّخ في قلوب المسلمين قوانين النصر
    بعيداً عن الدنيا ورموزها، والأنفال قضية فرعية أمام القضية الهامة التي
    هي تقوى الله ولذا فإن السورة ابتدأت بالسؤال عن الأنفال في الآية 1

    (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ
    فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ
    وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
    ولم تأتي الإجابة على السؤال إلا في
    الآية 41
    (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ
    خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
    وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى
    عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ
    عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
    ولهذا حكمة من الله تعالى. إذن فالمعنى أن
    سورة الأنفال تتحدث عن قوانين النصر وأكثر ما يؤثر على قوانين النصر
    الدنيا والأنفال هي من الدنيا فكأن الأنفال هي التي تضيّع النصر، وفي
    السورة تحذير للمسلمين من الفرقة من أجل الدنيا وتوجيه لهم بالوحدة
    والأخوّة والتخطيط والرجوع إلى الله لتحقيق النصر.

    القسم الأول: وما النصر إلا من عند الله: (الآيات في الربعين الأولين)
    تذكير أن الله تعالى هو الذي نصرهم فعلينا ان نثق بالله تعالى ونتوكل عليه
    لأنه صانع النصر. ودليل ذلك:


    · الترتيب للمعركة من الله تعالى (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ
    بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ*
    يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ
    إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ* وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى
    الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ
    الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ
    بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ* لِيُحِقَّ الْحَقَّ
    وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) الآيات 5 – 6 – 7 – 8


    · الإعداد النفسي للمعركة (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ
    وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ
    وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ
    وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ) آية 11، و (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا
    غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي
    الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ
    آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ
    يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آية
    41، و (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ
    قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا
    كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ) آية 44


    · نزول الملائكة (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ
    أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ) آية 9، و
    (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ
    الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ
    فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)
    آية 12


    · موعد ومكان المعركة بترتيب من الله تعالى (إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ
    الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ
    وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن
    لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن
    بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ
    عَلِيمٌ) آية 42
    . لمّا أنزل الله تعالى المطر جعل الأرض عند المسلمين صلبة
    تعينهم على خفة الحركة وجعل الأرض عند المشركين طينية أعاقت حركتهم في
    المعركة وهذا بتدبير الله عز وجل.


    · نتيجة المعركة (وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ
    بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ
    عَزِيزٌ حَكِيمٌ) آية 10، و(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ
    قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى
    وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ
    عَلِيمٌ) آية 17


    كل هذه الآيات تدل على أن الله تعالى هو الذي صنع النصر في غزوة بدر

    القسم الثاني من السورة: تناوله الربعين الأخيرين من السورة ويتحدث في القوانين المادية للنصر

    · أهمية التخطيط (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ
    وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ
    وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا
    تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ
    لاَ تُظْلَمُونَ) آية 60


    · موازين القوى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى
    الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ
    مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ
    الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ* الآنَ خَفَّفَ
    اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم
    مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ
    يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) آية
    65 – 66
    ، الأسباب المادية مهمة أيضاً حتى أن هزيمة الكفار تعود إلى
    الأسباب المادية لأنهم لم يكونوا يفهمون الحرب جيداً ولم يعرفوا عدوهم.


    · الأخوّة: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ
    فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ
    الصَّابِرِينَ) آية 46، (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا
    فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ
    اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ* يَا أَيُّهَا
    النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) آية
    63 و64
    . فقضية الأخوّة هي من أهم الأسباب المادية التي تصنع النصر
    فالمؤمنون مهما اختلفت أجناسهم أمة واحدة. ونلاحظ ارتباط هذه السورة بسورة
    آل عمران من منطلق الأخوّة
    (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا
    وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ
    أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ
    إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم
    مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
    تَهْتَدُونَ) آية 103 و (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ
    وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ
    لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آية 105
    في آل عمران تعين على الثبات كما هو هدف
    السورة وآية 46 في سورة الأنفال وهي من قوانين النصر المادية

    وفي سورة الأنفال لفتة كريمة في صفات المؤمنين. نلاحظ أن الآيات في بداية
    السورة وصفت المؤمنين
    (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ
    اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ
    زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ
    يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* أُوْلَـئِكَ
    هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ
    وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) آية، 2-4
    وفي ختام السورة جاء وصف
    المؤمنين أيضاً
    (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي
    سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ
    الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) آية 74
    ، لكن
    هناك بين فرق بين الصفات في الآيتين وهذا الفرق هو اثبات لقانوني النصر في
    السورة، فصفات المؤمنين في الآية 4 هي صفات إيمانية يتحلى بها المؤمنون
    الذين يثقون بالله وبقدرته وبأن النصر من عنده وجاءت في القسم الأول
    (القوانين الربّانية) . أما الآية 74 فأعطت صفات المؤمنين المناسبة للأمور
    المادية والقوانين المادية وجاءت في القسم الثاني للسورة (القوانين
    المادية) وهكذا مثلت صفات المؤمنين في السورة التوازن بين قوانين النصر
    الربانية والمادية.


    وجاءت في سورة الأنفال نداءات إلهية للمؤمنين ست مرات بوصف الإيمان (يا
    أيها الذين آمنوا) كحافز لهم على الصبر والثبات في مجاهدتهم لأعداء الله
    وتذكير لهم بأن هذه التكاليف التي أمروا بها من مقتضيات الإيمان الذي
    تحلوا به وأن النصر الذي حازوا عليه كان بسبب الإيمان:


    النداء الأول: التحذير من الفرار من المعركة والوعيد للمنهزمين أمام
    الأعداء بالعذاب الشديد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ
    الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ) آية 15


    النداء الثاتي الأمر بالسمع والطاعة لأمر الله وأمر الرسول (يَا أَيُّهَا
    الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا
    عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ) آية 20


    النداء الثالث: بيان أن ما يدعو إليه الرسول هو العزة والسعادة في الدنيا
    والآخرة. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ
    وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ
    اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ
    تُحْشَرُونَ) آية 24


    النداء الرابع: بيان أن إفشاء سر الأمة للأعداء هو خيانة لله ورسوله (يَا
    أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ
    وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) آية 27


    النداء الخامس: التنبيه إلى ثمرة التقوى (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
    إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ
    سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آية
    29

    النداء السادس: بيان طريق العزة وأسس النصر بالثبات والصبر واستحضار عظمة
    الله تعالى والإعتصام بالمدد الروحي الذي يعين على الثبات. (يَا أَيُّهَا
    الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ
    اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ) آية 45

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة التوبة



    عدل سابقا من قبل dr.ramy في الجمعة سبتمبر 04, 2009 5:03 am عدل 1 مرات
    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الجمعة سبتمبر 04, 2009 3:49 am

    9
    سورة التوبة

    هدف السورة: التوبة

    هذه السورة الكريمة هي من أواخر ما نزل على رسول الله عقب غزوة تبوك أي
    بعد 22 عاماً من بدء الرسالة والوحي. وكأن هذه السورة تمثل البيان الختامي
    للدعوة والرسالة وقد نزلت في وقت كان المسلمون يستعدون للخروج برسالة
    الإسلام إلى خارج الجزيرة العربية والإنفتاح بهذه الرسالة على العالم كله،
    لذا فإن توقيت نزول سورة التوبة في غاية الدقة والحكمة.


    وهي السورة الوحيدة في القرآن التي لم تبدأ بالبسملة، فالبسملة هي بمثابة
    بوابة تنقل القارئ من عالم إلى آخر تحت اسم الله تبارك وتعالى. والسرّ في
    عدم افتتاح السورة بالبسملة هي أن السورة نزلت في فضح الكفّار وأعمالهم
    وقد قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سئل عن عدم كتابة
    البسملة في سورة التوبة: إن (بسم الله الرحمن الرحيم) أمان، وبراءة (أي
    سورة التوبة) نزلت بالسيف ليس فيها أمان. والسورة نزلت في المنافقين ولا
    أمان للمنافقين وكأنما حرمهم الله تعالى من رحمته بالبسملة . وقد روي عن
    حذيفة بن اليمان أنه قال: إنكم تسمونها سورة التوبة وإنما هي سورة العذاب،
    والله ما تركت أحداً من المنافقين إلا نالت منه.


    تسمى سورة التوبة بأسماء عديدة وصلت إلى 14 اسماً منها: براءة، التوبة،
    المخزية، الفاضحة، الكاشفة، المنكلة، سورة العذاب، المدمدمة، المقشقشة،
    المبعثرة، المشردة، المثيرة والحافرة. وقد فضحت هذه السورة الكفار
    والمنافقين والمتخاذلين وكشفت أفعالهم. وورود سورة التوبة بعد الأنفال له
    حكمة هي أن الأنفال تحدثت عن أول غزوة للمسلمين (غزوة بدر) والتوبة تتحدث
    عن غزوة تبوك وهي آخر غزوة في عهد الرسول حتى نستشعر الفرق في المجتمع
    الإسلامي بين الغزوتين وكأنها تعطي صورة تحليلية للمجتمع فكأنهما سورة
    واحدة بدايتهما نصر أمّة ونهايتهما تمكين أمّة.


    وسميت السورة (التوبة) لأنها كانت آخر ما نزل من القرآن على الرسول وبما
    أنها النداء الأخير للبشرية أراد الله تعالى بعد أن فضح الكفار والمنافقين
    والمتخاذلين وحذّر المؤمنين كان لا بد من أن يعلمهم أن باب التوبة مفتوح
    فعليهم أن يعجلوا بها قبل أن نغرغر. فسبحان الذي وسعت رحمته كل شيء وسبقت
    رحمته غضبه، سبحانه رحيم بعباده غفور لهم. ولقد ورد ذكر كلمة (التوبة) في
    هذه السورة (17 مرة) أكثر من أية سورة أخرى في القرآن كله، فقد وردت في
    البقرة (13 مرة)، النساء (12 مرة)، المائدة (5 مرات) فسبحان الذي يفتح
    أبواب التوبة للجميع من كفار وعصاة ومنافقين برغم كل ما اقترفوه في حياتهم.


    وتتوالى الآيات في سورة التوبة بسياق رائع غاية في الحكمة فتبدأ الآيات
    بالتهديد وتحريض المؤمنين وفضح للمنافقن ثم تفتح باب التوبة ثم التهديد ثم
    التوبة وهكذا سياق كل آيات السورة وحتى المؤمنين تطالبهم السورة بالتوبة
    فهي تتحدث عن أخطاء وصفات ثم تفتح باب التوبة ثم أخطاء أخرى ثم توبة ثم
    تدعو المؤمنين للقتال ونصرة الدين والتحفيز لإلجاء المنافقين على التوبة،
    ونلاحظ أن في سورة النساء القتال الذي أمر به الله تعالى كان لنصرة
    المستضعفين والقتال في هذه السورة لإلجاء المنافقين للعودة إلى الله
    والتوبة. والسورة بشكل عام فضحت المنافقين وكشفت أعمالهم وأساليب نفاقهم
    وألوان فتنتهم وتخذيلهم للمؤمنين لتواجههم بها حتى يتوبوا وكذلك حرّضت
    المؤمنين على قتال المنافقين ليدفعوهم للتوبة أيضاً. ودعوة المؤمنين
    للتوبة خاصة المتخاذلين منهم فالتخاذل عن نصرة الدين يحتاج للتوبة تماماً
    كما يحتاج المؤمن للتوبة من ذنوبه.


    المحور الأول: تبدأ الآيات الأولى بشدة (بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ
    وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ) آية 1
    (فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ
    غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ) آية 2.

    وهذه الآيات نزلت في المشركين الذين نقضوا العهد مع المسلمين مرات عديدة
    فقطع الله تعالى مابينهم وبين المسلمين من صلات ومنحهم فرصة كافية أربعة
    أشهر يسيحوا في الأرض ليتمكنوا من النظر والتدبر في أمرهم.

    ثم تأتي آيات التوبة (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ
    يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ
    وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ
    فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ
    كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) آية 3، (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ
    الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ
    وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن
    تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ
    سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 5، (فَإِن تَابُواْ
    وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي
    الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) آية 11، (وَيُذْهِبْ
    غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ
    حَكِيمٌ) آية 15
    وتخللت هذه الآيات آيات تهديد (اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ
    اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا
    كَانُواْ يَعْمَلُونَ) آية 9 ، (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ
    أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ
    أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن
    كُنتُم مُّؤُمِنِينَ) آية 13


    والملاحظ أن الشدة في سورة التوبة إنما هي رحمة من الله تعالى لأنها تحث
    على التوبة وتفتح بابها حتى لأشد الناس كفراً ونفاقاً ومعصية، وهذا من فضل
    الله تعالى ورحمته بعباده مصداقاً لقوله تعالى في الحديث القدسي (لو
    خلقتهم لرحمتهم). وقد وردت كلمة (رحيم)9 مرات في السورة وكلمة (غفور) 5
    مرات.

    ثم تنتقل السورة إلى المحور الثاتي وتوجيه الخطاب للمؤمنين: (قُلْ إِن
    كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
    وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ
    كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ
    وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ
    اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) آية 24

    في هذه الآية يبيّن لنا تعالى ثمانية أشياء حلال في أصلها (آباؤكم،
    أبناؤكم، إخوانكم، أزواجكم، عشيرتكم، أموال، تجارة، مساكن) ولكن إذا
    أحببناها أكثر من رسول الله والجهاد في سبيل الله إعتبرنا فاسقين. ثم
    تحدثت الآيات عن غزوة حنين (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ
    كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ
    تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
    ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ) آية 25.
    ثم يتوب الله تعالى من بعد ذلك
    وقد تردد ذكر غفور رحيم كثيراً في هذه السورة مع آيات التوبة.

    تحريض المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ
    لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ
    أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ
    الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ) آية 38،
    وتحريض
    المؤمنين واجب من أول ما بدأ الجهاد إلى يومنا هذا وإلى آخر الدنيا.
    (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ) آية 40.

    تحذير المتخاذلين عن نصرة الدين: (فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ
    مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ
    أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم
    بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ) آية 83،
    (وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ
    رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا
    نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ) آية 86، (رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ
    الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ) آية 87


    تهديد شديد: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ
    اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي
    سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ
    جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) آية 81،
    (فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ
    يَكْسِبُونَ) آية 82


    بعد التهديد يعود سياق السورة للتوبة وتعطي كل صنف من أصناف البشرية
    التوبة الخاصة به قبل الوداع الأخير وهذا أجمل ختام للثلث الأول من القرآن
    بعد السور السبع الطوال بفتح باب التوبة:


    1. توبة المنافقين والمرتدّين: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ
    وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ
    وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ
    أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ
    خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا
    أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن
    وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) آية 74


    2. توبة المترددين: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ
    عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
    إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 102


    3. تذكرة للجميع بالتوبة: (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ
    التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ
    التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) آية 104


    4. توبة على النبي والمهاجرين والأنصار: (لَقَد تَّابَ الله عَلَى
    النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي
    سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ
    مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) آية117


    5. توبة أخيرة: (وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا
    ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ
    أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ
    ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ
    الرَّحِيمُ) آية 118
    للثلاثة الذين خلّفوا وتقاعسوا عن غزوة تبوك.

    وتأتي آيات رائعة في ختام السورة (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ
    أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم
    بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) آية 128 و (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ
    حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ
    رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) آية 129
    ، ختام رائع مع الرسول فإن الله
    تعالى إن حرم الكفار والمنافقين من الرحمة في أول السورة بعدم ذكر البسملة
    فإنه أعطاهم في آخرها رحمة ورأفة وهذه الختام مع رسول الله .

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة يونس

    سهام
    سهام
    ملحن قدير
    ملحن  قدير


    انثى
    المشاركات : 409
    العمر : 36
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 1210
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Profes10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Travel10
    تاريخ التسجيل : 21/06/2009
    نقاط التميز : 6099
    السٌّمعَة : 15

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف سهام الجمعة سبتمبر 04, 2009 1:20 pm

    حقيقيي رائع ....... مجهود عظيم يا دكتور ........ جزاك الله كل خير
    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الجمعة سبتمبر 04, 2009 11:39 pm

    10
    سورة يونس
    هدف السورة: الإيمان بالقضاء والقدر

    سورة يونس من السور المكية التي تعنى بأصول
    العقيدة الإسلامية، الإيمان بالله تعالى وبالكتب والرسل والبعث والجزاء
    وبخاصة الإيمان بالقضاء والقدر.فالكثير من الناس مشككين في هذا الأمر
    ويحتارون ويجادلون في القضاء والقدر وهل الإنسان مسيّر أم مخيّر ويشككون
    في عدل الله تعالى وحكمته ويسألون أسئلة مشككة فيقولون مثلاً لو هداني
    الله لاهتديت أو أن الله يعلم المؤمنين من الكافرين في علمه الأزلي فلن
    يفيد المرء ما يعمل إن كان الله تعالى قد كتبه في النار وهذا كله من ضعف
    الإيمان ومن التشكيك بأن الله تعالى هو الحكيم العدل وأنه ليس بظلاّم
    للعبيد. تأتي هذه السورة بآياتها ومعانيها لتثبت حقيقة الأيمان بوحدانية
    الله جلّ وعلا والإيمان بالقضاء والقدر تارة عن طريق قصص الأنبياء وتارة
    عن طريق تذكير الله تعالى للناس بقدرته وحكمته وعدله في الكون. وفي حديث
    للنبي r أن جبريل سأله أخبرني عن الإيمان فقال: الإيمان أم تؤمن بالله
    وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره. والذي يحدد
    ما إذا كنا مؤمنين بالقضاء والقدر سؤال واحد نطرحه على أنفسنا: هل الله
    تعالى عادل حكيم أم ظالم والعياذ بالله وإجابتنا هي التي تحدد موقفنا.


    تبدأ السورة بكلمة تثبت الحكمة لله تعالى (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ
    الْحَكِيمِ ) آية 1
    وتدل على أن الحكمة موجودة ثم تليها الآية (أَكَانَ
    لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ
    النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ
    رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ) آية 2

    وكأن الذين يتعجبون من اختيار محمد r للرسالة كأنما لا يؤمنون بالقضاء
    والقدر لأنهم لو آمنوا لما شككوا وتعجبوا ولعلموا أن هذا بأمر الله تعالى.

    · تدبير الله وحكمته في الكون: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ
    السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
    الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ
    ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ* إِلَيْهِ
    مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ
    ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ
    بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ
    وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ* هُوَ الَّذِي جَعَلَ
    الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ
    عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ
    بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * إِنَّ فِي
    اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ
    وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ) آية 3، 4، ،5، 6.
    والآيات (قُلْ
    مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ
    والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ
    الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ
    فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ
    فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) 31 و32

    تأتي الآيات تستعرض لحكمة الله تعالى في الكون وفي كل ما خلق وتدعونا
    للتفكر في هذا الكون الذي لم يخلق عبثاً ولا صدفة إنما خلقه الحكيم العدل
    وإثبات ذلك واضح في تكرار كلمة (الحق) في هذه السورة فقد تكررت في السورة
    (23 مرة) لأن الحق عكس العبث والصدفة وكل شيء في الكون خلق ويحيا بحكمة
    الله تعالى لذا علينا أن نسلّم بالله ونتوكل عليه ولا نشكك بقدرته وتدبيره
    سبحانه. وكذلك ترددت كلمة (يدبر) في السورة كثيراً فكيف نشكك بقضاء الله
    وقدره (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ
    لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ) آية 53 و (أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا
    فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ
    أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) آية 55
    وكل هذه الآيات تؤكد أن الله حق وأن
    إدارة هذا الكون حق، وعرّفت الآيات بصفات الإله الحق بذكر آثار قدرته
    ورحمته الدالة على التدبير الحكيم وأن ما في هذا الكون المنظور هو من آثار
    القدرة الباهرة التي هي أوضح البراهين على عظمة الله وجلاله وسلطانه.

    · تنبيه للغافلين الذين يشككون ولا يؤمنون بالقضاء والقدر فهؤلاء بفقدون
    الجدية والإيمان الحق (إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ
    بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ
    آيَاتِنَا غَافِلُونَ) آية 7
    والله تعالى لا يظلم الناس ابداً لكن الناس
    يظلمون أنفسهم نتيجة ذنوبهم ومعاصيهم لأنه حاشا لله أن يظلم أحدا
    (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ
    وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ
    كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ * ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ
    خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) آية
    13، 14، و (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ
    النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) آية 44


    إذن فليس في الكون صدفة ولا عبث فالحكمة واضحة والحق واضح فلا يجب أن نشكك
    بالقضاء والقدر والله تعالى لا يظلم أحداً ولا يجبر أحدا على فعل ما لأنه
    سبحانه لو أجبرنا على أعمالنا لما حاسبنا لذا فالناس مخيّرون في أفعالهم.


    · أفعال الناس تجاه قضاء الله تعالى: الآيات تواجه المتعجبون من قدر الله
    ولكن أفعالهم أشد غرابة (فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي
    الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ
    عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا
    مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) آية 23
    . فبعد أن
    نجاهم الله تعالى بغوا في الأرض بغير الحق فكيف يلجأ الناس إلى الله تعالى
    فقط في ساعة الشدة ويعرفون أن لهم رباً يلجأؤون إليه ثم يتكبرون بعد
    النجاة وكأن نجاتهم كانت من عند أنفسهم,

    · قصص الأنبياء عن التوكل على الله: عرضت السورة قصص ثلاث من الأنبياء
    الذين توكلوا على الله فنجاهم الله تعالى وقد عرضت السورة الجزئية الخاصة
    بالتوكل في كل قصة من القصص المذكورة وهذا لخدمة هدف السورة. وهذه القصص
    تؤكد أن المؤمنين بقضاء الله وقدره يتكلون على الله والذين لا يؤمنون هم
    المشككون والمجادلون في حكمة الله وعدله:


    o قصة نوح الذي توكل على الله تعالى فأنجاه الله ومن معه (وَاتْلُ
    عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ
    كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ
    تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ
    أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ)
    آية 71


    o قصة موسى مع فرعون (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم
    بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ * فَقَالُواْ
    عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ
    الظَّالِمِينَ) آية 84 و 85
    .

    o قصة قوم يونس (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا
    إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ
    عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى
    حِينٍ) آية 98.


    وقد يتبادر الى الذهن لماذا أغرق الله تعالى فرعون بعدما قال أنه آمن
    ونجّا قوم يونس والحالتان متشابهتان نوعاً ما؟ نقول أن الله تعالى علم وهو
    علاّم الغيوب أن فرعون إنما قال آمنت أضطراراً لا إختياراً ولو عاد إلى
    الدنيا لضلّ وأضل ولم يكن كلماته صادقة بأنه آمن (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي
    إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا
    وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا
    إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ
    الْمُسْلِمِينَ * آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ
    الْمُفْسِدِينَ) آية 90 و91
    . وقال الإمام الفخر: آمن فرعون ثلاث مرات
    أولها قوله (آمنت) وثانيها (لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل) وثالثها
    (وأنا من المسلمين) فما السبب في عدم قبول إيمانه؟ والجواب أنه إنما آمن
    عند نزول العذاب والإيمان في هذا الوقت غير مقبول لأنه يصير الحال حال
    إلجاء فلا تنفع التوبة ولا الإيمان قال تعالى: (فلم يك ينفعهم إيمانهم
    لمّا رأوا بأسنا). أما قوم يونس فقد علم الله تعالى أنهم سيكونون مؤمنين
    حقاً فعفا عنهم وكانوا على وشك الهلاك بعذاب الله لكنهم حسن إيمانهم وقد
    أثبت التاريخ ذلك فأصبحوا قوماً صالحين طائعين مؤمنين، والله تعالى يريد
    من عباده إيمان الإختيار لا إيمان الإكراه والاضطرار (فَلَوْلاَ كَانَتْ
    قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ
    آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
    وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) آية 98
    فمن كان ليعلم هذا إلا الله الحكيم
    العليم ولهذا علينا أن نؤمن بقضاء الله وقدره لأنه ليس عبثاً ولكن لكل أمر
    حكمة قد نعلمها وقد يخفيها الله تعالى عنا وهذا ليمتحن صدق إيماننا به فلو
    علمنا الحكمة من كل شيء فما قيمة إيماننا بالغيب إذن؟

    · ختام السورة: (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ
    تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ
    يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ
    الظَّالِمِينَ) الآيات 105 – 106
    : كيف نتعامل مع قضاء الله بالجديّة
    والتوكل على الله ثم تأتي الآية فيها توجيه للرسول r المؤمنين بالتوكل على
    الله واللجوء إليه والصبر على ما يلقوه من الأذى في سبيل الله والإستمساك
    بشريعة الله تعالى فهو سبحانه الحكيم العدل (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى
    إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
    ) آية 109.


    سميّت السورة بـ (سورة يونس) لذكر قصته فيها وماتضمنته من العبرة والعظة
    برفع العذاب عن قومه حين آمنوا بعد أن كاد يحل بهم العذاب والبلاء وهذه من
    الخصائص التي خصّ الله تعالى بها قوم يونس لصدق توبتهم وإيمانهم وأن الله
    لا يظلم الناس فلو علم صدق إيمان أي عبد من عباده ينجيه في الدنيا والآخرة
    لأنه هو الحكيم العدل.


    وفي خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله لما سئل عن ورود قصة نوح
    وموسى مع فرعون ويونس مجتمعين في هذه السورة قال أن الذي يجمع بينهم هو
    الماء فالله تعالى أغرق قوم نوح بالماء ، وأغرق فرعون بالماء أما يونس فقد
    نجاه الله من بطن الحوت بعد أن قذف في الماء. فالماء كان مرة مصدر هلاك
    ومرة مصدر نجاة فسمّى الله تعالى السورة باسم من نجّاه من الماء وهو يونس
    عليه السلام، والله أعلم.


    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة هود

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy السبت سبتمبر 05, 2009 12:41 am

    11
    سورة هود


    هدف السورة: الإستمرار في الإصلاح دون تهوّر أو ركون

    هذه السورة وأخواتها سورتي يونس السابقة وسورة يوسف هي أول ثلاث سور
    لأسماء أنبياء وكلما كان اسم السورة على اسم نبي كانت قصة هذا النبي هي
    محور السورة وفي ختام السورة تأتي أية تلخّص للقصة وكأنها قاعدة في كل
    السور المسماة بأسماء أنبياء. وهذه السور الثلاث نزلت في وقت واحد وبنفس
    الترتيب التي ورد في المصحف ونزلت السور الثلاث بعد وفاة السيدة خديجة رضي
    الله عنها ووفاة عم الرسول r أبو طالب وما لاقاه r من أذى في الطائف
    والرفض دعوته ونصرته من قبائل العرب وكانت تلك الفترة عصيبة جداً على
    الرسول r وعلى المسلمين في مكة لما لاقوه من أذى المشركين فمنهم من أمره
    الرسول r بالهجرة الى الحبشة ومنهم من بقي في مكة يتعرض للأذى والتضييق من
    قبل كفار قريش، فكأنما أنزل الله تعالى هذه الآيات تسلية للنبي r وتسرية
    عنه لأنها تقصّ عليه ما حدث لإخوانه الرسل من أنواع الإبتلاء ليتأسّى بهم
    في الصبر والثبات.

    وجاءت السورة لتوضح لنا أن من يمر بهذه الأزمات والمحن
    قد يتصرف وفق احد هذه التصرفات:

    1. يفقد الأمل والعمل

    2. يتهور ويلجأ إلى العنف والتصرفات غير المحسوبة وتدمير الغير

    3. يركن للقوي ويعيش في ظله ويترك قضيته وينتهي أمره على هذا النحو.


    لكننا نرى أن الرسل لم يأخذوا أي واحد من هذه التصرفات وكذلك جاءت الآيات
    تدعو الرسول r لعدم التصرف بهذه التصرفات وإنما جاءت آية محورية التي هي
    أساس السورة والتي تدور الآيات حولها: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن
    تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) آية
    112 و(وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ
    النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ
    تُنصَرُونَ) آية 113.
    وهذه الآيات تضمنت التوجيه للرسول r والمسلمين كيف
    يتصرفون في هذه المحنة وفي أي محنة قد تصيبهم في أي زمن وفي أي مكان. إن
    هذه الآية تعالج حالة نفسية لأناس في وضع صعب للغاية فجاءت بالأمر الأول
    (استقم) أي اصبر واستمر بالدعوة، ثم جاء الأمر الثاني: (لا تطغوا) أي
    اياكم والتهور والطغيان وجاء الأمر الثالث: (ولا تركن) بمعنى إياك أن تعيش
    في ظل القوي وتستسلم له. وهذه الأوامر الثلاث هي على عكس التصرفات
    المتوقعة ممن أصابته المحن كما أوردنا سابقاً. وقد قال الحسن رضي الله
    عنه: سبحان الذي جعل اعتدال الدين بين لائين: لا تطغوا ولا تركنوا.

    وجاءت آيات السورة تتحدث عن نماذج من الأنبياء الذين أصابتهم المحن ولاقوا
    من المصاعب ما لاقوا خلال دعوتهم لأقوامهم ومع هذا كله صبروا واتبعوا هذه
    الأوامر الثلاث. وهذه السورة هي في غاية الأهمية للمسلمين لذا قال الرسول
    r : شيّبتني هود وأخواتها.

    تبدأ السورة بتمجيد القرآن العظيم الذي أحكمت آياته (الَر كِتَابٌ
    أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) آية 1

    وتدعو إلى توحيد الله تعالى (أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي
    لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) آية 2.
    وعرضت الظروف الصعبة التي كان
    يعيشها المسلمون (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ
    مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ
    وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) آية 5.
    ويدعو الله
    تعالى رسوله للثبات والاستمرار في الدعوة رغم كل الظروف (فَلَعَلَّكَ
    تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن
    يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ
    إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) آية 12
    ،
    وعرضت لعناصر الدعوة الإسلامية في ظل كل الظروف الصعبة عن طريق الحجج
    العقلية مع الموازنة بين فريقي الضلال والهدى وفرّقت بينهما كما تفرق
    الشمس بين الظلمات والنور ( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى
    وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً
    أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) آية 24
    ويتحدث الربع الأول من السورة (أول 30 آية)
    عن هذا المعنى: التكذيب شديد وتأثيره شديد على المسلمين.

    ثم تنتقل الآيات تتحدث عن سبع نماذج من الرسل الكرام وصبرهم على ما لاقوه من قومهم:

    · قصة نوح u أبو البشر الثاني وقد وردت قصة نوح في هذه السورة بتفصيل لم
    تذكره أية سورة أخرى من السور حتى سورة نوح نفسها. وتشرح كيف صبر نوح على
    قومه فقد لبث فيهم عمراً طويلاً أطول من أي نبي آخر 950 عاماً يدعوهم وهم
    على تعنتهم ويسخرون منه ولمّا طلب الله منه أن يصنع الفلك استمرت هذه
    العملية سنوات عديدة حتى زرع الشجر ثم أخذ منها الخشب وصنع السفينة وكان
    يمكن لله تعالى ان يهلك قوم نوح من غير انتظار هذه المدة الطويلة لكن
    حكمته أرادت أن يظهر طول معاناة نوح وصبره كل هذه السنوات على الأذى حتى
    نتعلم منه الصبر مهما طال الأذى وعدم اليأس والاستمرار بالدعوة. ولم يكن
    رد نوح u على قومه انفعالياً ولا غاضباً إنما قال: (قَالَ إِنَّمَا
    يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ) آية 33.

    فكأنه استقام كما أمره الله وصبر على الدعوة واستمر فيها ولم يتهور في ردة
    فعله وإنما كان ينصح لهم (الآيات28،29،30،31،32،33،34،35 ) ولم يركن حتى
    الى ابنه الذي كان من المغرقين ولم ترد قصة ابن نوح u إلا في هذه السورة
    لمناسبة ورودها لهدف السورة وتحقيق معنى لا تركن ولو كان الكافر الظالم من
    أهله (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي
    وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) آية 45 وآية
    47 (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ
    عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ)

    وتأتي العبرة في نهاية قصة نوح u (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ
    لِلْمُتَّقِينَ) آية 49.

    · ثم تأتي قصة هود u مع قومه وقد سميت السورة باسمه تخليداً لجهوده
    الكريمة في الدعوة إلى الله فقد كان قومه من العتاة المتجبرين الذين
    اغتروا بقوتهم وقالوا من أشد منا قوة؟ فواجههم هود u وكان رجلاً فرداً بين
    الجمّ الغفير من عتاة عاد الغلاظ الشداد وقد حقّرهم وانتقص آلهتهم وحثّهم
    على التصدي له وهي من أعظم الآيات أن يواجه بهذا الكلام رجل واحد أمة
    عطاشاً إلى إراقة دمه وذلك لثقته بربه وقد قال لهم هود u كلاماً جامعاً في
    أية واحدة ما قالها نبي ولا رسول لقومه أبداً اشتملت كل المعاني الثلاثة
    التي ذكرناها سابقاً (إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا
    بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ
    مِّمَّا تُشْرِكُونَ * مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ
    تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن
    دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ
    مُّسْتَقِيمٍ * فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ
    بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ
    تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) الآيات
    54-55-56 - 57
    . فكأنما جمعت هذه الآيات (استقم واصبر واستمر بالدعوة ولا
    تطغى ولا تركن الى الذين ظلموا) فلم يتحدث أحد بقوة وعدم ركون واصرار على
    الرسالة إلا سيدنا هود u ولذا سمى الله تعالى السورة باسمه.

    · ثم جاءت قصة نبي الله صالح ثم قصة لوط وشعيب ثم قصة موسى وهارون صلوات
    الله وسلامه عليهم جميعاً ثم التعقيب المباشر بما في هذه القصص من العبر
    والعظات التي تدور حول محور السورة وتخدم أهدافها وتعرض صبر كل نبي على
    أذى قومه وعدم ركونه وطغيانه.


    · ثم ختمت السورة الكريمة ببيان الحكمة من ذكر قصص المرسلين لتثبيت قلب
    النبي r أمام الشدائد والأهوال اتي تعرض لها (وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ
    مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي
    هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) آية 120
    . ثم
    يعرض الله تعالى لنا كيفية تنفيذ الأوامر التي وصّانا بها ويدلنا أن
    العبادة هي التي تعين على الاستقامة (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ
    النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ
    السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) آية 114
    ، والصبر الآية 115
    (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، وكأنما
    الآيات كلها من الآية 113 إلى نهاية السورة تعين عى تنفيذ الهدف. وتختم
    السورة بالتوحيد كما بدأت به ليتناسق البدء مع الختام (وَلِلّهِ غَيْبُ
    السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ
    فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا
    تَعْمَلُونَ ) آية 123.


    ومن لطائف سورة هود البلاغية أن الأوامر بأفعال الخير أفردت للنبي r وإن
    كانت عامة في المعنى (فاستقم كما أمرت، وأقم الصلاة، واصبر) وفي المنهيّات
    جمعت للأمة (ولا تطغوا، ولا تركنوا إلى الذين طلموا).

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة يوسف
    estifani
    estifani
    مشرفة القصص والروايات
    مشرفة القصص والروايات


    انثى
    المشاركات : 4168
    العمر : 30
    موقع سكنك : بين الأزهــــــــار حيث تلوح عبقها
    العمل او الترفيه : الإشتيقاق للأحباب
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 5510
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Studen10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Writin10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 15821575159115851577
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 2 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009
    نقاط التميز : 10010
    السٌّمعَة : 5

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف estifani الأحد سبتمبر 06, 2009 12:32 am

    شكرا يا د/رامي
    ومجهود رائع جدا جدا
    أستمر
    وبارك الله فيك دايما إن شاء الله
    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الأحد سبتمبر 06, 2009 6:22 am

    12
    سورة يوسف

    هدف السورة: الثقة بتدبير الله (إصبر ولا تيأس)


    سورة يوسف هي إحدى السور المكية التي تناولت قصص الأنبياء باسهاب وإطناب
    دلالة على إعجاز القرآن في المجمل والمفصّل وفي الإيجاز والإطناب (لَقَدْ
    كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا
    يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ
    شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) آية 111 .
    وقد
    أفردت الحديث عن قصة نبي الله يوسف بن يعقوب وما لاقاه من أنواع البلاء
    ومن ضروب المحن والشدائد من إخوته والآخرين في بيت عزيز مصر والسجن وفي
    تآمر النسوة حتى نجّاه الله تعالى. والمقصود بهذه السورة التسرية عن النبي
    بعدما مرّ به من أذى ومن محن في عام الحزن وما لاقاه من أذى القريب
    والبعيد فأراد الله تعالى أن يقص عليه قصة أخيه يوسف وما لاقاه هو في
    حياته وكيف أن الله تعالى فرّج عنه في النهاية لأنه وثق بتدبير الله تعالى
    ولم ييأس لا هو ولا أبوه يعقوب.



    ونلاحظ أن سورة يوسف تناولت قصة يوسف الإنسان وليس يوسف النبي إنما جاء
    ذكره كنبي في سورة غافر لذا فقصته في سورة يوسف لها ملامح إنسانية تنطبق
    على يوسف وقد نتطبق على أي من البشر. وقصة يوسف تمثل قصة نجاح في الدنيا
    (أصبح عزيز مصر) وقصة نجاح في الآخرة أيضاً (وقوفه أمام إغراءات امرأة
    العزيز رغم كل الظروف المحيطة به خوفاً من الله عزّ وجلّ).



    وقد اشتملت قصة يوسف على كل عناصر القصة الأدبية واشتملت على الكثير من
    المشاهد التصويرية بحيث تجعل القارئ يرى فعلا ما حدث وكأنه ماثل أمام
    ناظريه. وللسورة أسلوب فذ فريد في ألفاظها وتعبيرها وأدائها وفي قصصها
    الممتع اللطيف وتسري مع النفس سريان الدم في العروق وجريان الروح في الجسد
    ومع أن السور المكية تحمل في الغالب طابع الإنذار والتهديد إلا أن سورة
    يوسف اختلفت عن هذا الأسلوب فجاءت ندّية في أسلوب ممتع رقيق يحمل جو الأنس
    والرحمة وقد قال عطاء: "لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها" وقال
    خالد بن معدان: "سورة يوسف ومريم مما يتفكّه به أهل الجنة في الجنة".
    ولقد
    ابتدأت السورة بحلم (إِذْ
    قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ
    كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) آية 4
    وانتهت بتفسير الحلم (وَرَفَعَ
    أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ
    هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) آية .100


    وتسير أحداث القصة بشكل مدهش فالأصل أن يكون محبة الأب لابنه شيء جميل لكن
    مع يوسف تحول هذا الحب لأن جعله إخوته في البئر، ثم إن الوجود في البئر
    أمر سيء لكن الله تعالى ينجي يوسف بأن التقطه بعض السيّارة ثم كونه في بيت
    عزيز مصر كان من المفروض أن يكون أمراً حسناً لولا ما همّت به امرأة
    العزيز، ثم السجن يبدو سيئاً لكن الله تعالى ينجيه منه ويجعله على خزائن
    الأرض ثم يصبح عزيز مصر وكأن الرسم البياني للسورة يسير على النحو التالي:

    بيت الأب
    البئر
    قصر العزيز
    السجن
    عزيز مصر

    وقد أسهبت السورة في ذكر صبر يوسف على محنته بدءاً من حسد إخوته له وكيدهم
    ثم رميه في الجبّ ومحنة تعلق إمرأة العزيز به ومراودته عن نفسه ثم محنة
    السجن بعد الرغد الذي عاشه في بيت العزيز ولمّا صبر على الأذى في سبيل
    العقيدة وصبر على الضر والبلاء نقله الله تعالى من السجن إلى القصر وجعله
    عزيز مصر وملّكه خزائن الأرض وجعله السيد المطاع والعزيز المكرم . وهكذا
    يفعل الله تعالى بأوليائه ومن يصبر على البلاء فلا بد لرسول الله r أن
    يقتدي بمن سبقه من المرسلين ويوطّد نفسه على تحمل البلاء (فاصبر كما صبر
    أولي العزم من الرسل). وكأنما قصة يوسف مشابهة نوعاً ما لما حصل مع الرسول
    فيوسف لاقى الأذى من إخوته والرسول لاقاه من أقرب الناس إليه من أقاربه
    وعشيرته ويوسف هاجر من بلده إلى مصر وفيها أكرمه الله بجعله عزيز مصر وفي
    هذا إشارة للنبي أنه بهجرته إلى المدينة سيكون له النصرة والمنعة ويحقق
    الله تعالى له النصر على من آذوه وأخرجوه من مكة. وقد تحدثت الآيات كثيراً
    عن عدم اليأس في سورة يوسف فالأمل والصبر موجودان دائماً للمؤمن مهما بلغت
    به المحن والبلايا
    (يَا
    بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ
    تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ
    إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) آية 87 وآية 110 (
    حَتَّى
    إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ
    جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ
    الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).
    ولننظر إلى قمة التواضع عند يوسف u
    فبعد كل ما أعطاه الله تعالى إياه من ملك مصر وجمعه بإهله جميعاً ماذا طلب
    من ربه بعد هذا كله؟ قال: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ
    الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ
    السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) آية 101


    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة الرعد

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الإثنين سبتمبر 07, 2009 1:48 am

    13
    سورة الرعد
    هدف السورة: قوة الحق وضعف الباطل

    سورة الرعد من السور المدنية التي تقرر
    وحدانية الله تعالى والرسالة والبعث والجزاء. وتدور السورة حول محور مهم
    هو أن الحق واضح بيّن راسخ وثابت والباطل ضعيف زائف خادع مهما ظهر وعلا
    على الحق ببهرجهه وزيفه. وعلينا أن لا ننخدع ببريق الباطل الزائف لأنه
    زائل لا محالة وبيقى الحق يسطع بنوره على الكون كله. وعرضت السورة
    للمتناقضات الموجودة في الكون في آيات عديدة حتى الرعد هو من هذه
    المتناقضات لذا ورد ذكره في السورة وسميت السورة به.


    ولقد سميت السورة (سورة الرعد) لتلك الظاهرة الكونية العجيبة التي تتجلى
    فيها قدرة الله تعالى وسلطانه وهذا الرعد جمع النقيضين فهو على كونه
    مخيفاً في ظاهره إلا أنه فيه الخير كله من الماء الذي ينزل من السحاب الذي
    يحمل الماء والصواعق وفي الماء الإحياء وفي الصواعق الإفناء والهلاك وقد
    قال القائل:
    جمعُ النقيضين من أسرار قدرته هذا السحاب به ماءٌ به نار
    وتسير الآيات في السورة على النحو التالي:

    *
    الكتاب: تبدأ السورة بقضية الإيمان بوجود الله ووحدانيته ومع سطوع الحق
    ووضوحه إلا أن المشركين كذبوا بالقرآن وجحدوا وحدانية الرحمن،. (المر
    تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ
    الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) آية 1

    *
    مظاهر الحق في الكون: جاءت الآيات تقرر كمال قدرة الله وعجيب خلقه في
    الكون كله وكيف يدبر الأمر ويفصل الآيات ويمد الأرض ويغشي الليل النهار
    فالله هو الحق وقرآنه حق واتّباعه حق وبعد إظهار كل هذا الحق يشكك
    المشركون بالبعث بعد الموت، فليتفكروا في عظيم خلق الله في الكون. (اللّهُ
    الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى
    عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ
    مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء
    رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ * وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا
    رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا
    زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ
    لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَز* وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ
    مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ
    وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى
    بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
    الآيات 2 – 3- 4.

    *
    المتناقضات الموجودة في الكون: جمعت الآيات 32 متناقضاً في الكون وعلينا
    أن نفكر أن الذي جمع كل هذه المتناقضات هو الحق ولا يتم ذلك إلا بإرادته
    سبحانه (اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ
    الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) (سَوَاء
    مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ
    مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) الآيات 8 – 10 – 12- 15 –
    16 – 17 – 39
    وحتى الرعد فيه متناقضات أنه موجب وسالب وأنه على ظاهره
    المخيف يحمل الخير والمطر الذي ينبت الزرع ويسقي الناس والبهائم.
    *
    الكون والقرآن: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ
    قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ
    الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء
    اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ
    تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن
    دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ
    الْمِيعَادَ) آية 31
    القرآن هو الوحيد في الكون الذي يمكنه أن يحرك الدنيا
    ويحرك الأرض والكون من عظمته وقوة الحق فيه ولمّا وعى المسلمون السابقون
    هذا الأمر وصلت الأمة الإسلامية إلى أوجها وعمت الدنيا.
    *
    قوة الحق: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ
    يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء
    لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ
    إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ) آية 14 و(أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ
    أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا
    يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ
    مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا
    الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ
    فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) آية 17
    الحق قوي له
    دعوة والباطل زائف تماماً كالسيل يجرف معه على سطح الماء الأوساخ وأما
    الذي يبقى وهو الطمي هو المفيد للزرع، وكذلك عندما يصفى الذهب تصعد
    الشوائب للأعلى ويبقى الذهب الخالص في الأسفل. وهذا إشارة أن الباطل يكون
    على السطح لأنه ظاهر لكن الحق راسخ وقد يكون غير ظاهر للوهلة الأولى.
    *
    ختام السورة تشهد للرسول بالنبوة والرسالة وأنه مرسل من عند الله.
    (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ
    شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) آية 43
    .


    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة ابراهيم
    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الإثنين سبتمبر 07, 2009 2:20 am

    14
    سورة ابراهيم

    هدف السورة: نعمة الإيمان ونقمة الكفر
    تتحدث السورة عن مواجهة الرسل مع أقوامهم الرافضين لدعوتهم وتركّز السورة
    على أن أهم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإيمان وأشرّ نقمة هي الكفر. وقد
    يتخيل البعض أن النعم هي نعم الدنيا المادية ويتعلقون بها ويحرصون على
    كسبها والتنعم بها على حساب الآخرة. وتتحدث السورة أيضاً عن خطبة إبليس في
    جهنم (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ
    وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ
    لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ
    لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ
    وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن
    قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) آية 22
    وكيف يتبرأ
    ممن أغواهم. ثم تنتقل السورة إلى أعظم نعمة في الأرض (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ
    ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا
    ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء) آية 24
    وهذه الكلمة الطيبة هي كلمة
    التوحيد وهي أفضل النعم لا النعم المادية من مال وبنين. مثلما يثمر شجر
    الدنيا بأطيب الثمار نأكلها فإن التوحيد يثمر في الآخرة جنة ونعيماً
    خالداً، أما الكفر فهو كالكلمة الخبيثة أي الشرك.
    ثم تنتقل السورة إلى عرض نموذج سيدنا إبراهيم u الذي عرف أن نعمة الله
    تعالى تتجلى في نعمة الإيمان (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى
    الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء *
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا
    وَتَقَبَّلْ دُعَاء) آية 39 – 40
    ولذا سميت السورة باسمه لأنه خير نموذج
    لمن قدّر النعمة.
    ثم تختم السورة (العشر آيات الأواخر) باظهار خطورة الكفر (وَلاَ
    تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا
    يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) آية 42
    إلى نهاية
    السورة، وكأنما السورة عرضت لنموذجين أحدهما عرف قدر نعمة الإيمان والوحيد
    والآخر كفر بالنعمة فكانت نقمة عليه وهذا هو هدف السورة ومحورها الذي دارت
    حولها الآيات.
    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة الحجر
    emy
    emy
    مشرف عام
    مشرف عام


    انثى
    المشاركات : 3817
    العمر : 32
    موقع سكنك : cairo
    وطيفتك : طالب
    العمل او الترفيه : الكمبيوتر والقراءه
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Glg10
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Collec10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Writin10
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 2 : وسام مميز
    تاريخ التسجيل : 02/08/2009
    نقاط التميز : 9906
    السٌّمعَة : 10

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف emy الإثنين سبتمبر 07, 2009 7:44 am

    ميرسي يادكتور علي مجهود العظيم
    وفي انتظار القادم
    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 163212
    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الأربعاء سبتمبر 09, 2009 11:37 pm

    15
    سورة الحجر
    هدف السورة: حفظ الله لدينه
    السورة مكية ونزلت في وقت اشتد الأذى على الرسول r والمسلمين في مكة
    وتعرضوا للإستهزاء والإتهام كحال المسلمين الآن فجاءت هذه السورة وكأنها
    رسالة قرآنية من الله تعالى ليطمئن رسوله والمسلمين أن هذا الدين محفوظ من
    الله تعالى وما على المسلمين إلا الإستمرار في الدعوة والتركيز عليها وعدم
    الإنبهار بقوة اعدائهم او الإستشعار بالضعف والوهن والإنهزامية أمام
    الأعداء.

    الحجر هو مكان سكنت فيه ثمود الذين ابتعدوا عن منهج الله تعالى وكانوا قد
    نحتوه في الجبال ليختبئوا من الزلازل والصواعق بظنهم أنه مكان آمن لهم
    يقيهم ويحفظهم (وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا
    آمِنِينَ) آية 82
    ، لكن الله تعالى أهلكهم بالصيحة التي دخلت آذانهم
    فتركتهم صرعى ولم ينفعهم كل ما احتاطوا له ومكثهم في الحجر ما منع قضاء
    الله وعذابه من أن يحلّ بهم (فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ
    يَكْسِبُونَ) آية 84.
    وفي هذا دلالة على أن الله تعالى هو الحافظ ولا يتم
    الحفظ او الحجر بالوسائل المادية وهذا حجر ثمود أكبر دليل على ذلك. ولقد
    سميت السورة بسورة الحفظ لأن كل آياتها تؤكد أن الله تعالى يحفظ كل شيء،
    ولذا جاءت فيها آية 9 (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
    لَحَافِظُونَ)
    خاصة دون غيرها من سور القرآن.
    بداية السورة ونهايتها تتحدث عن حفظ الله تعالى للكون
    (الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ) آية 1 و(وَلَقَدْ
    نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ
    رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ
    الْيَقِينُ ) آية 97،98،99.
    وكأن الآيات الآخيرة هي الحل والتوجيه حتى
    يحفظنا الله تعالى.
    يحفظ القرآن (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) آية 9
    والسموات والأرض (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا
    وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ
    رَّجِيمٍ) آية 16 و 17

    والرزق (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ) آية 21
    والمؤمنون وقد تحدثت الآيات عن الشيطان كيف واجه ربه بأنه سيغوي عباد الله
    إلا الذين حفظهم الله تعالى (إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )
    آية 40
    وقال تعالى (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
    إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) آية 42

    وقد جاءت جزئية قصة إبليس عندما قال لربه (قَالَ رَبِّ بِمَآ
    أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ
    أَجْمَعِينَ) آية 39
    في هذه السورة خاصة بمعنى أنه سيحاول أن يخدع
    المسلمين ويغويهم بالباطل لذا جاءت الآية بعدها (لاَ تَمُدَّنَّ
    عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ
    تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) آية 88.

    فالسورة كلها تؤكد للمسلمين أن الله حافظهم والمؤمنون حقاً هم الذين
    يحفظهم الله تعالى من الشيطان ونزغه (إلا عبادك منهم المخلصين)

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة النحل

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الأربعاء سبتمبر 09, 2009 11:50 pm

    16
    شورة النحل
    هدف السورة: الشكر على النعم
    هي من السور المكية وهي سورة مليئة بنعم
    الله تعالى وبشكر النعم. ونعم الله في الكون إما أن تكون نعم ظاهرة يراها
    الإنسان في حياته ويدركها بحولسه وهي صور حيّة مشاهدة دالة على وحدانية
    الله تعالى وناطقة بآثار قدرته التي أبدع بها الكائنات من البحار والجبال
    والسهول والوديان والسماوات والأرض والمطر والزرع والفلك التي تجري في
    البحر والنجوم التي يهتدي بها السالكون في ظلمات الليل والأنعام والخيل
    والبغال والحمير ونعمة خلق الإنسان ونعمة الغذاء ، وإما أن تكون نعم في
    الكون لا نراها ولا ندركها بأسماعنا وأبصارنا
    لكنها موجودة في الكون
    نستفيد منها بدون أن نلمسها مثل المخلوقات الموجودة في أعماق البحار وما
    تحويه الأرض من خيرات لا ندركها وقوانين الجاذبية وغيرها من القوانين التي
    يسير بها الكون أو تعمل بها أجسادنا أو ما حولنا من مخلوقات الله تعالى
    التي لا تعد ولا تحصى (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ
    تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * ...* وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ
    يَهْتَدُونَ) الآيات من 3 إلى 16.
    وهناك نعمة أخرى هي نعمة كيف يخرج الله
    تعالى هذه النعم (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم
    مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا
    سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ)آية 66
    و (وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ
    أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ
    وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) آية 78
    . فنعم الله
    تعالى كثيرة جداً مصداقاً لقوله تعالى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)
    آية 18.
    وأهم من هذه النعم كلها وهي ما ابتدأت به السورة هي نعمة الوحي
    (يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء
    مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ
    فَاتَّقُونِ) آية 2.
    وقد جاء ترتيب نعمة الوحي ثم نعمة نزول المطر لأن
    الوحي ينزل على القلوب فيحييها والمطر ينزل على الأرض فيحييها وهذا الربط
    بين سورة ابراهيم وسورة النحل، فسورة ابراهيم تحدثت عن نعمة الوحي
    والإيمان وسورة النحل تتحدث عن باقي نعم الله في الكون. وتأتي في السورة
    آية محورية هي محور السورة (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ
    تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 18
    وفيها تذكير بأن نعم
    الله على الخلق أكبر من أن تعد أو أن تحصى. ثم تنتقل السورة إلى التحذير
    من سوء استخدام هذه النعم: فما أكثر ما يستخدم الإنسان نعم الله في معصيته
    أو فيما يعود عليه بالضر والإفساد له أو اغيره أو للكون (قَدْ مَكَرَ
    الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ
    فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ
    حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ) آية 26
    و (لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ
    فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) آية 55
    و(وَإِذَا بُشِّرَ
    أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ *
    يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى
    هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) آية 58،
    59
    و(وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ
    سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ
    يَعْقِلُونَ) آية 67
    و(يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا
    وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) آية 83
    . وتأتي فواصل في السورة دائماً تذكر
    بأن النعم هذه هي من عند الله تعالى (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ
    اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) آية 53.

    والنعمة قيدها الشكر لذا يجب أن يعرف الإنسان عظمة نعم الله عليه ثم يشكره
    عليها بأن يوجهها لطاعة الله ويحذر من استخدامها في معصيته كما في مثل
    القرية المطمئنة (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً
    مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ
    فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ
    وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) آية 112.
    سميت السورة بسورة
    النحل
    (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ
    بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ
    الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا
    شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
    لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) آية 68 - 69
    وهي نعمة من الله تعالى
    أيضاً فقد أمر الله تعالى النحل (إتخذي، اسلكي، كلي) فلمّا نفّذت النحل
    أوامر الله تعالى أخرج سبحانه من بطونها غذاء نافع مفيد هو العسل. وهذا
    توجيه للعباد بأن عليهم أن ينفذوا أوامر الله تعالى وويتبعوا الوحي حتى
    يخرج الله تعالى للمجتمع خيراً نافعاً مثلما أخرج العسل من النحل. ولهذا
    نزلت آية النحل في هذه السورة خاصة لأنها من نعم الله تعالى. فلو استعملنا
    نعم الله في مرضاته أخرج لنا من الخير كله ويزداد الخير في المجتمع.


    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة الاسراء
    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الخميس سبتمبر 10, 2009 12:33 am

    17
    سورة الإسراء
    هدف السورة: قيمة القرآن
    سورة الإسراء من السور المكية التي تعنى بشؤون الدين والعقيدة والوحدانية
    لكن تميزت هذه السورة بأنها تتكلم عن القرآن بشكل تفصيلي لم يرد في باقي
    سورة القرآن. وقد تعرّضت السورة لمعجزة الإسراء التي كانت مظهراً من مظاهر
    التكريم الإلهي لنبيه الكريم بعد ما لاقاه من أذى المشركين. وهي قصة إسراء
    النبي الكريم r من مكة إلى المسجد الأقصى حيث التقى بجميع الأنبياء من آدم
    إلى عيسى عليهم جميعاً وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام، وتقدم الرسول r
    فقال له جبريل: "تقدم يامحمد فصلّ بالأنبياء إماما". وهذه معجزة ليس لها
    مثيل في تاريخ البشرية ولم تأتي مصادفة أو عبثاً وإنما هدفها كان تسليم
    الرسالة التي تناقلها الأنبياء من قبل إلى رسولنا r وأمته الذين سيحملون
    هذه الرسالة الخاتمة إلى يوم القيامة. فكأن تسمية السورة تفيد انتقال
    الكتاب من بني إسرائيل إلى أمة محمد r وكذلك أن كل أنبياء بني إسرائيل
    صلّوا خلف الرسول r . وهذه السورة هي أكثر سورة ورد فيها ذكر القرآن (11
    مرة). وكما سبق فإن هذه السورة ركّزت على قيمة القرآن وعظمته كما لم يرد
    في أي من سور القرآن الكريم. إذن قيمة القرآن هو محور السورة وقد جاء
    الحديث الشريف ليؤكد هذا المحور :"قال الرسول r: ألا إنها ستكون فتنة فقال
    الإمام علي فما المخرج منها؟ قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر من
    بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبّار قصمه الله ومن
    ابتغى الهدى من غيره أضلّه الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو
    الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا
    يشبع منه العلماء ولا يبلى من كثرة الردّ ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم
    ينته الجنّ إذ سمعوه إلا أن قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجبا هو الذي من قال
    به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم."

    والآيات في السورة تعرض المحاور التالية:
    · انتقال الكتاب إلى الأمة الجديدة: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
    بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
    الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ
    هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) آية 1
    · إنتقال الكتاب عبر الأمم (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ
    هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً *
    ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)
    آية 2 و3.
    · تفريط بني إسرائيل بالكتاب (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي
    الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ
    عُلُوًّا كَبِيرًا ... ) آية 4
    · وصول القرآن إلى أمة محمد r (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي
    هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
    الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) آية 9
    · قيمة الكتاب وأوامره: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ
    إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ
    الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ
    تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*....* كُلُّ ذَلِكَ كَانَ
    سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا) الآيات من 23 إلى 38.ربع كامل
    تقريباً يتحدث عن هذه الأوامر التي هي أوامر الفطرة البشرية مثل: بر
    الوالدين، إيتاء ذوي القربى واليتامى، عدم التبذير وعدم البخل، عدم قتل
    الأولاد، الإبتعاد عن الزنى، عدم قتل النفس، عدم أكل أموال اليتامى،
    الوفاء بالعهود، القسط في الكيل والميزان، التواضع وعدم الخيلاء.
    · التعقيب: قيمة هذا الكتاب: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ
    مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي
    جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا) آية 39 و (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي
    هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا )
    آية 41
    · قيمة القرآن: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ
    الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا) آية 45،
    (وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ
    الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي
    الْكِتَابِ مَسْطُورًا) آية58، (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ
    أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ
    فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ
    وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا) آية 60،
    و(وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى
    وَأَضَلُّ سَبِيلاً) آية 73
    · حلاوة القرآن: هو الشفاء والرحمة (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ
    الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ
    الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ
    نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ) آية
    78 و79 (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ
    لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) آية 82
    · عظمة القرآن: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن
    يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ
    كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي
    هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ
    كُفُورًا) آية 88 و 89.
    · دور القرآن: (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا
    أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ
    لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ) آية
    105 و 106
    · ختام السورة: أحباء القرآن: (قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ
    إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى
    عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ
    رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ
    لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) الآيات من 107 إلى 109
    وكأن السورة كلها تدعو لعدم التخلي عن القرآن كما فعلت الأمم السابقة،
    لمّا تخلوا عن الكتاب استبدلهم الله بأمم أخرى تحافظ على الكتاب. وهذا
    القرآن هو الذي يخرج من الظلمات إلى النور وعلينا أن نتمسك به كما وصّانا
    r: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"
    والحرف فيه بحسنة لا أقول ألم حرف وإنما أقول ألف حرف، لام حرف وميم حرف.
    وهذه السورة تقع في وسط القرآن وكأنما هي تذكير أن القرآن هو كتاب هذه
    الأمة التي جعلها تعالى أمة وسطا. وآخر السورة فيها سجدة حتى نسجد ونستشعر
    قيمة هذا القرآن العظيم الذي كان الذين أوتوه من قبلنا إذا سمعوه يخرّون
    للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا وفي هذا توجيه للمسلمين أن يحافظوا على هذا
    القرآن ويستشعروا عظمته ويحرصوا على تطبيق تعاليمه حتى لا ينزع من هذه
    الأمة كما نزع ممن سبقها.

    سورة الإسراء تحدثت عن القرآن وتبدأ سوة الكهف مباشرة بعدها بقوله تعالى
    (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) فسبحان الله العلي القدير.

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة الكهف

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الجمعة سبتمبر 11, 2009 12:40 am

    18
    سورة الكهف
    هدف السورة: العصمة من الفتن
    سورة الكهف هي من السورة المكية وهي إحدى
    خمس سورة بدأت بـ (الحمد لله) (الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر) وهذه
    السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي أهل الكهف، صاحب الجنتين، موسى u والخضر
    وذو القرنين. ولهذه السورة فضل كما قال النبي r : " من قرأ سورة الكهف في
    يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء" وقال" من
    أدرك منكم الدجال فقرأ عليه فواتح سورة الكهف كانت له عصمة من الدجّال"
    والأحاديث في فضلها كثيرة.


    وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في
    الحياة: فتنة الدين (قصة أهل الكهف)، فتنة المال (صاحب الجنتين)، فتنة
    العلم (موسى u والخضر) وفتنة السلطة (ذو القرنين). وهذه الفتن شديدة على
    الناس والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزيّن هذه الفتن ولذا جاءت
    الآية (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا
    إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
    أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ
    عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) آية 50
    وفي وسط السورة أيضاً.
    ولهذا قال الرسول r أنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال
    لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن الناس بها. وقد جاء في الحديث
    الشريف: "من خلق آدم حتى قيام ما فتنة أشدّ من فتنة المسيح الدجال" وكان r
    يستعيذ في صلاته من أربع منها فتنة المسيح الدجال. وقصص سورة الكهف كل
    تتحدث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن:

    1. فتنة الدين: قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم فآووا إلى
    الكهف حيث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمئة سنة وازدادوا تسعا وكانت
    القرية قد أصبحت كلها على التوحيد. ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة من
    هذه الفتنة (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم
    بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ
    عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ
    أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ
    فُرُطًا * وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن
    شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ
    بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ
    يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا) آية 28 – 29.

    فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكر الآخرة.

    2. فتنة المال: قصة صاحب الجنتين الذي آتاه الله كل شيء فكفر بأنعم الله
    وأنكر البعث فأهلك الله تعالى الجنتين. ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة
    (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ
    السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا
    تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا *
    الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ
    الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) آية 45

    و46. والعصمة من فتنة المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة.

    3. فتنة العلم: قصة موسى u مع الخضر وكان موسى r ظنّ أنه أعلم أهل الأرض
    فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه فلم
    يصبر على ما فعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها
    فقط. وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة (قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ
    صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) آية 69
    . والعصمة من فتنة العلم هي
    التواضع وعدم الغرور بالعلم.

    4. فتنة السلطة: قصة ذو القرنين الذي كان ملكاً عادلاً يمتلك العلم وينتقل
    من مشرق الأرض إلى مغربها عين الناس ويدعو إلى الله وينشر الخير حتى وصل
    لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم وما
    زال السدّ قائماً إلى يومنا هذا. وتأتي آية العصمة (قُلْ هَلْ
    نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ
    فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ
    صُنْعًا) آية 103 و104
    . فالعصمة من فتنة السلطة هي الإخلاص لله في الإعمال
    وتذكر الآخرة.

    5. ختام السورة: العصمة من الفتن: آخر آية من سورة الكهف تركّز على العصمة
    الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ
    مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن
    كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا
    يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) آية 110
    فعلينا أن نعمل عملاً
    صالحاً صحيحاً ومخلصاً لله حتى يَقبل، والنجاة من الفتن إنتظار لقاء الله
    تعالى.

    ومما يلاحظ في سورة الكهف ما يلي:

    1. الحركة في السورة كثيرة (فانطلقا، فآووا، قاموا فقالوا، فابعثوا،
    ابنوا، بلغا، جاوزا، فوجدا، آتنا،) وكأن المعنى أن المطلوب من الناس
    الحركة في الأرض لأنها تعصم من الفتن ولهذا قال ذو القرنين: (فأعينوني
    بقوة) أي دعاهم للتحرك ومساعدته ولهذا فضل قراءتها في يوم الجمعة الذي هو
    يوم إجازة للمسلمين حتى تعصمنا من فتن الدنيا.

    2. وهي السورة التي ابتدأت بالقرآن وختمت بالقرآن: (الْحَمْدُ لِلَّهِ
    الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا)
    آية 1 و (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي
    لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا
    بِمِثْلِهِ مَدَدًا) آية 109.
    وكأن حكمة الله تعالى في هذا القرآن لا
    تنتهي وكأن العصمة من الفتن تكون بهذا القرآن والتمسك به.

    3. الدعوة إلى الله موجودة بكل مستوياتها: فتية يدعون الملك وصاحب يدعو صاحبه ومعلّم يدعو تلميذه وحاكم يدعو رعيته.

    4. ذكر الغيبيات كثيرة في السورة: في كل القصص: عدد الفتية غيب وكم لبثوا
    غيب وكيف بقوا في الكهف غيب والفجوة في الكهف غيب، وقصة الخضر مع موسى u
    كلها غيب، وذو القرنين غيب. وفي هذا دلالة على أن في الكون أشياء لا
    ندركها بالعين المجردة ولا نفهمها ولكن الله تعالى يدبّر بقدرته في الكون
    وعلينا أن نؤمن بها حتى لو لم نراها أو نفهمها وإنما نسلّم بغيب الله
    تعالى.

    سميت السورة بـ(سورة الكهف): الكهف في قصة الفتية كان فيه نجاتهم مع إن
    ظاهره يوحي بالخوف والظلمة والرعب لكنه لم يكن كذلك إنما كان العكس
    (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا
    إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم
    مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا) آية 16 .
    فالكهف في السورة ما هو إلا تعبير
    أن العصمة من الفتن أحياناً تكون باللجوء إلى الله حتى لو أن ظاهر الأمر
    مخيف.وهو رمز الدعوة إلى الله فهو كهف الدعوة وكهف التسليم لله ولذا سميت
    السورة (الكهف) وهي العصمة من الفتن.

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة مريم

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الجمعة سبتمبر 11, 2009 5:15 am

    19
    سورة مريم
    هدف السورة: أهمية توريث الدين للأبناء

    فطر الله تعالى الخلق على حبّ الأبناء ولكنه
    كما في كل الرزق الذي يرزقنا به يحب أن نستعمله في طاعة الله ومرضاته
    والله تعالى يريد من عباده أن يجعلوا أولادهم حفظة للدين حتى تتوارثه
    الأجيال كما نورث أبناءنا المال من بعدنا. فحبّ الأبناء أمر فطري ولكن
    للذرية هدف أسمى من المتعة الفطرية بهم ألا وهو حفظ الدين للأجيال. ولذا
    فإن أكثر كلمتين تكررتا في السورة هما (الولد والورائة).

    وراثة الدين: تبدأ هذه السورة المكية بالحديث عن وراثة الدين التي تمثلت
    في دعوة سيدنا زكريا (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي
    وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا*
    يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) آية 5
    و 6
    إلى (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ
    صَبِيًّا) آية 12
    نتيجة الدعاء. والسبب الذي من أجله طلب زكريا الولد هو
    ليرث الرسالة والكتاب، كما هي الحال في آل عمران فزوجة عمران وهبت ما في
    بطنها لله وزكريا يريد ابناً يرث الدين من بعده ومريم وعيسى ثم ابراهيم
    واسحق ويعقوب ثم اسماعيل وأولاده فكل هؤلاء آباء تورث أبناءهم هذا الدين.
    الأمر واضح صدق سيدنا زكريا ربه بدعائه وعلم الهدف حقاُ فاستجاب له تعالى
    بأن وهبه سيدنا يحيى الذي آتاه الحكم صبيا.

    عيسى r: النموذج الثاني في القصة و سيدنا عيسى u (قَالَ إِنِّي عَبْدُ
    اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * ...* وَبَرًّا
    بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) آية 30و 32.
    وجاءت
    كلمة البر على لسان عيسى u ويحيى u وهذا لأن أهلهم ربّوهم ليرثوا هذا
    الدين فكان الأبناء بارّين بأهلهم وهذا دليل حسن الخلف لخير السلف.

    ابراهيم عليه السلام: قصة ابراهيم الخليل هي نموذج عكسي لما سبق إذ أن
    ابراهيم هو الذي كان ينصح أباه المشرك برفق وأدب ورقة (تمررت كلمة با أبت
    اربع مرات) ولمّا لم يستجب له أبوه واعتزلهم وهب الله تعالى له اسحق
    ويعقوب ليكونوا من ورثة دينه الحنيف (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا
    يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ
    وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) آية 49 .


    ثم تصل الآيات إلى سيدنا اسماعيل (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ
    وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ) آية 55
    وكيف كان يأمر
    أهله بالصلاة والزكاة.

    التعقيب: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
    النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن
    ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا
    وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا
    سُجَّدًا وَبُكِيًّا) آية 58
    وتذكر الآية الذرية الصالحة الذين يتوارثون
    الدين والرسالة جيلاً وراء جيل. (نلاحظ تكرار كلمة ذرية) ويأتي مقابل هذا
    الإرث من لم يطبق هذا الأمر (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا
    الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) آية 59

    كيف سيحلّ عليهم عذاب الله. ونرى بديع سياق الآيات القرآنية ووكأنها بناء
    متماسك يطلب توريث الأبناء الرسالة والمنهج الحق ويعرض عقوبة الذي يخالف
    هذا المنهج.

    ومن سياق الآيات نلاحظ أن ثلاثة أرباع السورة تقريباً تحدثت عن حاجة البشر
    للولد ونماذج مختلفة بأسلوب رقيق فجاءت فواصل الآيات رقيقة عذبة لأن الولد
    نفسه يمثل الرقة والحنو والعطف وقد وردت كلمة الرحمن في السورة 16 مرة.
    أما الربع الأخير من السورة فجاءت الآيات تنفي حاجة الله تعالى للولد وهو
    خالق الخلق كلهم وجاء أسلوب الآيات قاسياً وفواصل الآيات شديدة لأن هذا
    الأمر تخر الجبال له وتكاد السموات يتفطرن وتنشق الأرض منه فالله تعالى
    واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد لا إله إلا هو لا شريك له وما اتخذ
    صاحبة ولا ولدا سبحانه وتعالى عما يقولون ويفترون.


    سميت السورة بـ (مريم) تخليداً لمعجزة خلق إنسان بلا أب ولأن الأم التي
    تمثلت في مريم عليها السلام هي المؤسسة والمورثة الحقيقية للأبناء وهي
    تمثل نموذجاً للمصاعب والمحن التي يواجهها توريث الدين للأبناء وهي سيدة
    نساء العالمين الطاهرة العذراء البتول
    .

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة طه

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الجمعة سبتمبر 11, 2009 5:32 am

    20
    سورة طه
    هدف السورة:
    الإسلام سعادة لا شقاء
    سورة طه مكية أيضاً ومحور السورة يتمثل في
    الآية الأولى من السورة (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
    لِتَشْقَى ) آية 1 و 2
    وكأنما سبحانه يريد أن يطمئن رسوله r وأمته من بعده
    أن هذا المنهج لم يأت حتى يشقى الناس به إنما هو منهج يضمن السعادة لمن
    تبعه وطبّقه وإنما هو تذكرة وهوسبب السعادة في الدنيا والآخرة فلا يعقل أن
    يكون المؤمن شقياً كئيباً مغتمّاً قانطاً من رحمة الله مهما واجهته من
    مصاعب ومحن في حياته وخلال تطبيقه لهذا المنهج الربّاني فلا بد أن يجد
    السعادة الأبدية بتطبيقه. وهذا هو هدف سورة طه. وهذا المنهج الذي أنزله
    الله تعالى لنا إنما جاء من عند (الرحمن) فكيف يعقل أن يكون فيه شقاؤنا.
    وكلنا يعلم معنى كلمة الرحمن. وقد تكررت في السورة كثيراً فهو رحمن الدنيا
    والآخرة ورحيمهما يرحم خلقه أجمعين. وهذه الآية تؤكد وجود مصاعب في الحياة
    ومحن وتذكر لنا قصة موسى u وتعرض لنا ما واجهه لكن دائماً تأتي الآيات
    فيها رحمة الله تعالى بين آيات الصعوبات والمحن (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ
    مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) آية 39
    آية فالمؤمن
    والقائم على منهج الله تعالى في سعادة ولو كان في وسط المحن فالسعادة
    والشقاء مصدرها القلب وقد يعتقد البعض أن من سيلتزم بهذا المنهج والدين
    سيكون شقياً لا يخرج من بيته ولا يضحك ولا يخالط الناس وهذا هو السائد في
    أيامنا هذه وقد يكون هذا السبب الوحيد الذي يمنع الكثير من المسلمين من
    تطبيق المنهج لأن عندهم فكرة مغلوطة عن حقيقة السعادة والشقاء في تطبيق
    منهج الله.

    سيدنا موسى u عرف هذا المعنى فكان دائماً يدعو ربه ليشرح له صدره مهما
    كانت الصعوبات التي سيواجهها (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) آية 25،
    حتى سحرة فرعون لمّا آمنوا بالله ورغم أنهم تعرضوا للأذى من فرعون إلا
    أنهم علموا أنهم سيحصلون على السعادة الحقيقية بتطبيق المنهج في الدنيا
    والآخرة (قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
    وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ
    الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) آية 72
    و(وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ
    الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى) آية 75
    مع أن
    الموقف كان شديداً في مواجهة فرعون لكنهم أحسوا بالسعادة التي تغمرهم
    باتباع الدين. أما فرعون فكان في شقاء حياً وميتاً وعندما تقوم الساعة
    أدخوا آل فرعون أشد العذاب. إذن موسى والسحرة كانوا سعداء وفرعون هو الشقي
    وذلك لأنهم استشعروا السعادة في قربهم من الله تعالى وتطبيق منهجه الذي
    فرضه.

    التعقيب على القصة: (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ
    الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ
    الْقِيَامَةِ حِمْلًا ) آية 100 و101
    : تعلّق الآيات على مفهوم السعادة
    وتعطي نموذج لمن لا يطبق منهج الله تعالى كيف سيكون في شقاء (وَعَنَتِ
    الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا *
    وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا
    وَلَا هَضْمًا ) آية 111-112


    قصة آدم وحواء : السعادة في المنهج: تعرض الآيات نموذج آدم u وكيف أن
    السعادة الحقيقية هي في طاعة الله تعالى فلا شقاء (فَقُلْنَا يَا آدَمُ
    إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ
    الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) آية 117.


    الشقاء بترك المنهج: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ
    لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ
    هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) الآيات 123
    إلى (قَالَ كَذَلِكَ
    أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) آية 126.

    ونلاحظ تكرار كلمة يشقى في السورة كثيراً. فالله تعالى يقول أن (فمن اتبع
    هداي فلا يضل ولا يشقى) وهذا كلام الله أفلا نصدقه؟ يجب أن نصدقه لأنه
    القول الحق وأنه من يَعرض عن ذكر ربه سيكون شقياً في الدنيا والآخرة.
    فعلينا أن نتبع هدى الله تعالى لنحظى بسعادة الدارين فالمؤمن في سعادة في
    الدنيا وسعادة في الآخرة.

    التعقيب الأخير: رضى الله تعالى هو أعلى درجات السعادة التي علينا أن
    ندركهها (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
    قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ
    فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى) آية 130.

    سميّت السورة (سورة طه) وهو اسم من أسماء المصطفى الشريفة تطييباً لقلبه
    وتسلية لفؤاده عما يلقاه من صدود وعناد ولهذا ابتدأت السورة بملاطفته
    بالنداء (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) آية 1 و 2.

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة الانبياء

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الجمعة سبتمبر 11, 2009 1:04 pm

    21
    سورة الأنبياء

    هدف السورة: دور الأنبياء هو تذكرة البشربة

    سورة الأنبياء مكية تتحدث عن قصص الأنبياء كما هو واضح من اسمها وفيها عرض
    لقصص الأنبياء عليهم الصلاة و السلام ودورهم في مواجهة أقوامهم ومحاولة
    إصلاحهم ودعوتهم إلى الله تعالى وإلى رسالة التوحيد. والناس ينقسمون في كل
    العصور إلى أنواع ثلاثة لا رابع لهم: إما التقاة المؤمنون بالمنهج وإما
    العصاة المشركين وإما الفئة الغافلة الذين هم بين الفئتين فهم مؤمنون
    بالمنهج إلا أن أعمالهم وتطبيقاتهم لا تدل على ذلك. وهذه الفئة هي التي
    تحتاج إلى المجهود الأكبر لما في الغفلة من خطورة. ولهذا بدأت السورة
    بالآية (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ
    مَّعْرِضُونَ) آية 1
    لتدل على خطورة الغفلة وأهمية الذكر ودور الأنبياء
    عليهم الصلاة و السلام يكون في تذكير الغافلين بخطورة غفلتهم ودعوتهم
    للذكر والتذكر.

    ثم تأتي الآية 18 (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ
    فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)

    في السورة التي ترّكز على أن الحق ظاهر والباطل زاهق وهذا ما يجب أن نعيه
    حتى ننتبه من الغفلة.

    وتنتقل آيات السورة للحديث عن نماذج الأنبياء عليهم الصلاة و السلام الذين
    هم بمثابة قدوة لنا نقتدي بهم. والملاحظ في الآيات أنها تحدثنا عن نماذج
    الأنبياء عليهم الصلاة و السلام في دعوتهم لأقوامهم وهذا لتعلمنا كيف
    نقتدي بهم في الدعوة إلى الله وتأتي كذلك بنموذج هؤلاء الأنبياء عليهم
    الصلاة و السلام في عبادتهم لربهم حتى نقتدي بهم كذلك في عبادتنا لربنا
    وتقربنا إليه. فتأتي قصة النبي ثم كيف يدعو ربه ويأتي الرد من الله تعالى
    أنه استجاب لهم في قصة ابراهيم ولوط ونوح عليهم الصلاة و السلام (وَنُوحًا
    إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ
    مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) آية 76
    أيوب عليه الصلاة و السلام
    (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ
    أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى
    لِلْعَابِدِينَ) آية 84
    وأسماعيل وادريس وذا الكفل عليهم الصلاة و السلام
    (وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ) آية 86
    وذا النون عليه الصلاة و السلام (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ
    الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) آية 88.
    ثم بعد كل هذه القصص
    للأنبياء عليهو الصلاة و السلام تأتي الآية 92 (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ
    أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)
    تذكرة بأن هذه الأمة
    هي أمة واحدة أمة التوحيد والرسالة وفي هذا دلالة على أن الربّ واحد
    والرسالة واحدة والرسل جميعاً يتوارثون هذه الرسالة جيلاً بعد جيل ومهما
    اختلف الرسل إلا أن الرسالة هي واحدة تدعو لعبادة رب واحد لا إله إلا هو؟


    ختام السورة تبيّن للناس أن من سار على نهج الأنبياء عليهم الصلاة و
    السلام وخطاهم سيفلح في النهاية (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن
    بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ **
    إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ) آية 105 و106
    وأن القوم
    العابدين الصالحين هم الذين سيرثون هذه الأرض. وتأتي الآية الأخيرة (وَمَا
    أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) 107
    بتوجيه الخطاب للرسول
    الكريم عليه الصلاة و السلام بأن كل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و
    السلام السابقين جاء إلى قومه فقط وأما الرسول عليه الصلاة و السلام فقد
    جاء رحمة للعالمين جميعاً.

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة الحج

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الجمعة سبتمبر 11, 2009 1:18 pm

    22
    سورة الحج
    هدف السورة: دور الحج في بناء الأمّة
    سورة الحج هي من أعاجيب سور القرآن الكريم
    ففيها آيات نزلت في المدينة وأخرى نزلت في مكة ، وآيات نزلت ليلاً وأخرى
    نهاراً، وآيات نزلت في الحضر وأخرى في السفر وجمعت بين أشياء كثيرة. وهي
    السورة الوحيدة في القرآن كله التي سميّت باسم ركن من أركان الإسلام وهو
    الحج. فالسورة تتحدث عن مواضيع كثيرة منها يوم القيامة والبعث والنشور
    والجهاد والعبودية لله فما علاقة كل هذه الأمور ببعضها وبالحج؟ الواقع أن
    الحج هو العبادة التي تبني الأمة لما فيه من عبر لا يعلمها إلا من حجّ
    واستشعر كل معاني الحج الحقيقية.


    1. فالحج يذكرنا بيوم القيامة و**حمة ذلك اليوم والناس يملأون أرجاء الأرض
    وكلهم متجهون إلى مكان واحد في لباس واحد في حرّ الشمس (النفرة من مزدلفة
    والنزول من عرفة والتوجه لرمي الجمرات). ولذا جاءت الآيات في أول السورة
    عن يوم القيامة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ
    زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ
    كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ
    حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ
    عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) آية 1 و2
    وكم تساءلنا عند قراءتنا لسورة الحج ما
    الرابط بين يوم القيامة وسورة الحج! والآن وضحت الصورة وفهمنا مراد الله
    تعالى من هذه الآيات فما أنزل الله تعالى الآيات إلا في مكانها المناسب
    بتدبير وحكمة لا يعلمها إلا هو ولكن العبد يجتهد في تحرّي هذا المعنى حتى
    يفهم هدف الآيات التي يتلوها فسبحان الحكيم القدير.

    2. والحج يذكرنا بيوم البعث، فمنظر الحجيج في مزدلفة وهم نيام بعد وقوفهم
    في عرفة عليهم آثار التعب ويعلوهم التراب والغبار ثم يؤذن لصلاة الصبح
    فتراهم يقومون وينفضون عنهم التراب كما لو أنهم بعثوا من قبورهم يوم البعث.

    3. والحج يذكرنا بالجهاد ولذا جاءت آيات الجهاد في السورة بعد آيات الحج
    لأنّ الحج تدريب قاس على الجهاد لما فيه ارتحال من مكان لآخر وتعب والتزام
    بأوقات ومشاعر أمر بها الله تعالى وعلّمنا إياها رسولنا الكريم r.

    4. والحج يذكرنا بالعبودية الخالصة لله تعالى فالكل في الحج يدعون إلهاً
    واحدا في عرفة حتى الشجر والدواب والطير والسموات والأرض كلهم يدعو ربه
    ويسبحه لكن لا نفقه تسبيحهم. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ
    مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
    وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ
    النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا
    لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء) آية 18.


    في ختام السورة تأتي آية سجدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا
    وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ
    تُفْلِحُونَ) آية 77
    وهناك مفارقة بين هذه السجدة والسجدة في سورة العلق
    (كلا لا تطعه واسجد واقترب) فالسجدة في سورة العلق كانت أول آية سجدة في
    القرآن وهي خاصة بالرسول r وحده أما آية السجدة في آخر سورة الحج فهي آخر
    آية سجدة نزلت وهي موجهة للمؤمنين جميعاً. فسبحان الله العظيم.

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة المؤمنون

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy السبت سبتمبر 12, 2009 12:20 am

    23
    سورة المؤمنون
    هدف السورة: مقارنة صفات المؤمنين بمصير الكافرين
    سورة المؤمنون من السور المكية وهي تعرض من
    اسمها صفات المؤمنين وتشرح مصير من لا يسير على هذه الصفات فعلينا أن
    نتوقف عند هذه الصفات ونحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله تعالى ونرى أي
    نوع من المؤمنين نحن وكم من الصفات المذكورة في الآيات نتحلى بها وكم من
    الصفات ما زلنا نحتاج لأن نكتسبها.


    صفات المؤمنين: ابتدأت الآيات بذكر صفات المؤمنين العامة: من آية 1 إلى
    آية 9، (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ
    خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ
    هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ
    * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ
    غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
    الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ *
    وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)


    جزاء المؤمنين: ثم تنتقل الآيات للتذكير بجزاء من تحلى بهذه الصفات
    (أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ
    فِيهَا خَالِدُونَ ) آية 10 و11.


    تاريخ المؤمنين عبر الأجيال: تعرض السورة تاريخ المؤمنين عبر الأجيال،

    صفات إضافية للمؤمنين: ثم تستكمل الآيات صفات إضافية لمؤمنين من درجة أعلى
    في الآيات من 57 إلى 61 (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم
    مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ *
    وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا
    آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ
    أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)
    , هذه
    صفات راقية وخاصّة بمؤمنين حقا.

    ختام السورة: الدعاء. تختم الآيات بالدعاء (وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ
    وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ) آية 118
    والدعاء ضروري لأن
    المؤمنين لا بد وأن يقعوا في أخطاء ولا يغفر هذه الأخطاء إلا الدعاء
    الصادق الخالص لله تعالى الذي يغفر الذنوب.

    والملاحظ في سور القرآن الكريم أن الثلث الأول من القرآن (من سورة البقرة
    إلى التوبة) تحدثت الآيات والسور عن معالم المنهج الذي شرّعه الله تعالى
    للمستخلفين في الأرض وهذا المنهج صعب لذا فتح في نهاية هذا الثلث باب
    التوبة لأن كل من يريد تطبيق المنهج يحتاج إلى التوبة الدائمة. ثم يأتي
    الثلث الثاني تتحدث الآيات عن طرق إصلاح المسلمين المستخلفين في الأرض.
    فلو جمعنا كل هذه المفاهيم نحصل على إنسان متكامل ومعدّ خير إعداد ليكون
    المستخلف في الأرض والأخطاء واردة وحاصلة لا محالة لذا يأتي الدعاء
    والاستغفار الذي لا غنى لإنسان عنه.

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة النور
    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy السبت سبتمبر 12, 2009 1:04 am

    24
    سورة النور
    هدف السورة: شرع الله هو نور المجتمع
    سورة النور سورة مدنية تهتم بالآداب
    الإجتماعية
    عامة وآداب البيوت خاصة وقد وجّهت المسلمين إلى أسس الحياة
    الفاضلة الكريمة بما فيها من توجيهات رشيدة وآداب سامية تحفظ المسلم
    ومجتمعه وتصون حرمته وتحافظ عليه من عوامل التفكك الداخلي والإنهيار
    الخلقي الذي يدمّر الأمم. وقد نزلت فيها آيات تبرئة السيدة عائشة رضي الله
    عنها بعد حادثة الإفك (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ
    مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ
    امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى
    كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آية 11
    وكل الآيات التي سبقتها
    إنما كانت مقدمة لتبرءتها. ثم يأتي التعقيب في (لَوْلَا إِذْ
    سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ
    خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) الآية 12
    وفيها توجيه للمسلمين
    بإحسان الظنّ بإخوانهم المسلمين وبأنفسهم وأن يبتعدوا عن سوء الظن
    بالمؤمنين، وشددت على أهمية إظهار البيّنة (لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ
    بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ
    عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) آية 13
    ويأتي الوعظ الإلهي في الآية 17
    (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم
    مُّؤْمِنِينَ).
    فالسورة بشكل عام هي لحماية أعراض الناس وهي بحقّ سورة
    الآداب الإجتماعية.

    تبدأ السورة بآية شديدة جداً (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا
    وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) آية 1

    وفيها تنبيه للمسلمين لأن السورة فيها أحكام وآداب هي قوام المجتمع
    الإسلامي القويم.

    تنتقل الآيات إلى عقوبة الزناة (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا
    كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا
    رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
    وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ
    الْمُؤْمِنِينَ) آية 2
    ، والأصل في الدين الرأفة والرحمة أما في أحوال
    الزناة فالأمر يحتاج إلى الشدة والقسوة وإلا فسد المجتمع جرّاء التساهل في
    تطبيق شرع الله وحماية حدوده، لذا جاءت الآيات تدل على القسوة وعلى كشف
    الزناة . لكن يجب أن نفهم الدلالة من هذه الآية، فالله تعالى يأمرنا بأن
    نطبق هذه العقوبة بعد أن نستكمل بعض الضمانات لحماية المجتمع التي تتحدث
    عنها بالتفصيل الآيات التالية في السورة. والملاحظ في هذه السورة تقديم
    الزانية على الزاني وكما يقول الدكتور أحمد الكبيسي في هذا التقديم أن
    سببه أن المرأة هي التي تقع عليها مسؤولية الزنا فهي لو أرادت وقع الزنا
    وإن لم ترد لم يقع فبيدها المنع والقبول، وهذا على عكس عقوبة السرقة
    (والسارق والسارقة) فهنا قدم السارق لأن طبيعة الرجل هو الذي يسعى في
    الرزق على أهله فهو الذي يكون معرضاً لفعل هذه الجريمة هذا والله أعلم.

    ضمانات لحماية المجتمع:

    1. الإستئذان: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا
    غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا
    ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) آية 27
    تعلمنا الآيات
    ضرورة الإستئذان لدخول البيوت وحتى داخل البيت الواحد للأطفال والخدم في
    ساعات الراحة التي قد يكون الأب والأم في خلوة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
    آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ
    لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ
    الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ
    صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا
    عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى
    بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
    حَكِيمٌ) آية 58
    ومن آداب الإسلام أن لا يدخل الأبناء على والديهم بدون
    استئذان.

    2. غضّ البصر وحفظ الفرج: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
    أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ
    اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) آية 30
    وهذا توجيه للرجال والنساء
    معاً فهم جميعاً مطالبون بغض البصر.

    3. الحجاب:
    (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ
    وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا
    ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا
    يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ
    آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ
    أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ
    أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ
    غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ
    لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ
    بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا
    إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
    آية 31

    4. تسهيل تزويح الشباب (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ
    مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ
    اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) آية 32
    وتسهيل هذا
    الزواج لحماية الشباب الذي بلغ سن الزواج وبالتالي حماية المجتمع كاملاً.

    5. منع البغاء: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا
    حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ
    الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ
    فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا
    تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا
    لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ
    اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 33

    6. منع إشاعة الفواحش بإظهار خطورة انتشارها: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ
    أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
    فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا
    تَعْلَمُونَ) آية 19 و(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ
    الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
    وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ
    وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) آية 23 و24.
    فلقد
    لعن الله تعالى الذين يشيعون الفاحشة أو يرمون المحصنات وحذرهم من عذابه
    في الدنيا والآخرة.

    نعود للآيات الأولى في حدّ الزنى ونرى أنه لا تطبيق لهذا الحدّ إلا إذا
    تحققت هذه الضمانات الإجتماعية أولاً وبعدها لو حدثت حادثة زنا لا يقام
    الحد حتى يشهد أربع شهود ومن غير الشهود لا يطبق الحدّ فكأن إقامة الحد
    مستحيلة وكأنما في هذا توكيد على أن الله تعالى يحب الستر ولا يفضح إلا من
    جهر بالفاحشة ولنا أن نتخيل أي إنسان يزني أمام أربع شهود إلا إذا كان
    فاجراً مجاهراً عندها هذا هو الذي يقام عليه الحدّ حتى لا يفسد المجتمع
    بفجوره وتجرئه على الله وعلى أعراض الناس في مجتمعه. فلو كان قد وقع في
    معصية ولم يكن له إلا ثلاث شهود لا يقام عليه الحد ويجب عليه التوبة
    والاستغفار ولهذا جاءت في السورة آيات التوبة والمغفرة .
    (وَلَوْلَا
    فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ
    حَكِيمٌ) آية 10 و(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ
    وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 5 و (وَلَوْلَا
    فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
    لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آية 14
    و(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه
    رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) آية 14.


    حد القذف: حذّرنا الله تعالى في هذه السورة من قذف المحصنات وبيّن لنا
    العقوبة التي تقع على هؤلاء وهي لعنة الله وعذابه في الدنيا والآخرة.

    آية النور: هذه الآية التي سميّت السورة باسمها فيها من الإعجاز ما توقف
    عنده الكثير من العلماء. ووجودها في سورة النور هو بتدبير وبحكمة من الله
    تعالى، فلو طبّق المجتمع الإسلامي الضمانات التي أوردتها الآيات في السورة
    لشعّ النور في المجتمع ولخرج الناس من الظلمات إلى النور، وشرع الله تعالى
    هو النور الذي يضيء المجتمع ولذا تكررت في السورة (آيات مبيّنات وآيات
    بيّنات) 9 مرّات لأن هذه الآيات وما فيها من منهج تبيّن للناس طريقهم
    والنور من خصائصه أن يبيّن ويَظهر ويكشف. هذا النور الذي ينير المجتمع
    الإسلامي إنما مصدره (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ
    نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ
    الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ
    مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ
    زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ
    يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
    لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) آية 35
    ، وينزل هذا النور في
    المساجد (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا
    اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) آية 36
    وينزل
    على (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ
    وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا
    تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) آية 37
    والذي لا يسير على
    شرع الله يكون حاله كما في الآية (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ
    كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ
    يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
    وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ
    يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ
    بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
    وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ) آية 39
    و 40


    وسميّت سورة النور لما فيها من إشعاعات النور الربًاني بتشريع الأحكام
    والآداب والفضائل الإنسانية التي هي قبس من نور الله على عباده وفيض من
    فيوضات رحمته.وتشبيه النور بمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة الزجاجة
    كأنها كوكب دريّ يوقد من شجرة مباركة، هذا التشبيه كأنه يدلّ على أن النور
    حتى نحافظ عليه مضيئاً يجب أن نحيطه بما يحفظه والفتيل الذي به نشعل النور
    إنما هو الآية الأولى في السورة هذه الآية الشديدة التي تحرك الناس لإضاءة
    مصباح مجتماعاتهم الصالحة بتحقيق الضمانات الأخلاقية حتى يبقى النور
    مشعّاً.


    إضافة: بعد أن سمعت هذا الشرح كنت أصلّي العصر فجاءني خاطر بهذا التفسير:
    أنه من الممكن أن يكون القصد من الآية والله أعلم أن الإنسان هو المصباح
    والزجاجة هي المجتمع والمشكاة هي الأمة والفتيل هو تطبيق شرع الله الذي
    ينير أولاً الأنسان ثم ينعكس نوره على مجتمعه ثم على أمته فتكون مضيئة
    ومنيرة لغيرها من الأمم في أخلاقها وفي التزامها بشرع الله فلو صلح الفرد
    يصلح المجتمع وفي أخلاق الناس انعكاس على بعضهم البعض وعلى مجتماعاتهم هذا
    والله أعلم
    .
    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة الفرقان

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy السبت سبتمبر 12, 2009 5:52 am

    25
    سورة الفرقان
    هدف السورة: سوء عاقبة التكذيب
    سورة الفرقان سورة مكيّة وقد سميّت بهذا الإسم لأن الله تعالى ذكر فيه
    الكتاب المجيد الذي أنزله على عبده ورسوله محمد وكانت النعمة الكبرى على
    الإنسانية وهو الذي فرق الله تعالى به بين الحق والباطل والكفر والإيمان
    فاستحق هذا الكتاب العظيم أن يسمّى الفرقان وتسمى السورة بهذا الإسم
    تخليداً لهذا الكتاب الكريم. والسورة تدور آياتها حول إثبات صدق القرآن
    وبيان سوء عاقبة المكذّبين به.


    والآيات في هذه السورة تسير بسياق متميّز فتبدأ بآيات فيها ما قاله
    المكذبون (وقالوا) ثم تأتي آيات تهدئة الرسول وتعقيب على ما قالوا، ثم
    تأتي آيات تتحدث عن عاقبة التكذيب ويستمر هذا السياق إلى في معظم آيات
    السورة الكريمة. وهذا التسلسل والسياق في الآيات مفيد جداً للمسلمين في كل
    زمان ومكان لأنها تعرض عليهم عاقبة التكذيب فيرتدعوا عن التكذيب بالفرقان
    وبدين الله الواحد.


    الآيات من 4 (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ
    افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا
    وَزُورًا) إلى 9 (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا
    فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا)
    تعرض ما قاله المكذبون، ثم تأتي آيات
    التهدئة للرسول الكريم (تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا
    مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ
    قُصُورًا) آية 10
    ثم آيات اظهار عاقبة التكذيب (بَلْ كَذَّبُوا
    بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا * إِذَا
    رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا *
    وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا
    هُنَالِكَ ثُبُورًا * لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا
    ثُبُورًا كَثِيرًا ) من الآية 11 إلى 14 .
    ثم يتكرر السياق نفسه (وَقَالَ
    الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا
    الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ
    وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا)آية 21
    ثم عاقبة التكذيب (وَيَوْمَ يَعَضُّ
    الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ
    الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا
    خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ
    الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا) الآيات 27 إلى 29
    ، وآيات
    التعقيب(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا
    الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) آية 30
    والطمأنة للرسول (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ
    يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) آية 24.
    وكذلك في
    الآية32 (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ
    جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ
    تَرْتِيلًا)
    ثم التهدئة للرسول (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا
    جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) آية 33
    ثم عاقبة التكذيب
    (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ
    شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا) آية 34.
    وهكذا حتى نصل إلى آية
    محورية في هذه السورة (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
    أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) آية 43
    وهي تعرض لماذا يكذب
    المكذبين؟ لسبب واضح جليّ هو أنهم يتّبعون أهواءهم فالمشكلة إذن تكمن في
    اتّباع الهوى وهذا هو أساس تكذيب الناس للحق.

    بعد كل الآيات التي عرضت للتكذيب بالقرآن، تأتي آيات إثبات قدرة الله
    تعالى في الكون وقد نتساءل لماذا تأتي هذه الآيات الكونية هنا في معرض
    الحديث عن التكذيب؟ نقول إنه أسلوب القرآن الكريم عندما يشتّد الأذى على
    الرسول وعلى المسلمين تأتي الآيات الكونية تطمئنهم أن الله الذي أبدع في
    خلقه ما أبدع وخلق الخلق والأكوان كلها قادر على نصرتهم فكما مدّ الله
    تعالى الظل للأرض سيمدّ تعالى الظلّ للمؤمنين ويذهب عنهم ضيقهم والأذى
    الذي يلحقهم من تكذيب المكذبين فسبحان الله الحكيم القدير (أَلَمْ تَرَ
    إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا
    ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا) آية 45.
    وفي استعراض هذه
    الإشارات الكونية تبدأ الآيات بجوّ السكينة أولاً (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ
    لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ
    نُشُورًا * وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ
    رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا) آية 47 و48.

    فاختيار الآيات مناسب لمعنى الطمأنة التي أرادها تعالى لرسوله وهي تخدم
    هدف السورة تماماً.

    ثم تنتقل الآيات من تكذيب المكذبين بالقرآن إلى ما هو أعظم وهو التكذيب
    بالرحمن سبحانه (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا
    وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)
    آية 60
    ، والرد على هؤلاء المكذبين بالرحمن يأتي بصيغة هي غاية في العظمة
    فالله تعالى ردّ عليهم بعرض صفات عباد الرحمن (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ
    الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ
    الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) آية 63
    إلى (خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ
    مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) آية 76
    ، ولم يعرض صفاته جلّ وعلا، فهم لا
    يستحقون الرد على سؤالهم من الرحمن؟ فكأنما يقول لهم أن هناك أناس أمثالكم
    لكنهم صدقوا القرآن وآمنوا بالله الرحمن وعبدوه حق عبادته فاستحقوا وصفهم
    نسبة إليه سبحانه نسبة تشريف وتكريم بعباد الرحمن. وفي صفات الرحمن صفة
    هامة هي دعاؤهم بأن يكونوا للمتقين إماماً وهكذا يجب أن يكون المسلم
    إماماً وقدوة لغيره من الخلق لأنه على الحق القويم وعلى الصراط المستقيم.
    وتختم السورة بآية تلّخص فيها رد الله على هؤلاء المكذبين (قُلْ مَا
    يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ
    يَكُونُ لِزَامًا ) آية 77.


    وقد قال القرطبي: وصف الله تعالى عباد الرحمن بإحدى عشرة خصلة هي أوصافهم
    الحميدة من التحلي، والتخلي وهي التواضع، والحلم، والتهجد، والخوف، وترك
    الإسراف والإقتار
    ، والبعد عن الشرك، والنزاهة عن الزنى والقتل، والتوبة،
    وتجنب الكذب، وقبول المواعظ، والابتهال إلى الله.
    ثم بيّن جزاءهم الكريم
    وهو نيل الغرفة أي الدرجة الرفيعة وهي أعلى منازل الجنّة وأفضلها أعلى
    مساكن الدنيا.

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة الشعراء

    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الإثنين سبتمبر 14, 2009 2:42 am

    26
    سورة الشعراء
    هدف السورة: أسلوب تبليغ رسالة الله تعالى
    السورة
    مكيّة وقد عالجت أمراً هاماً نحن بأمسّ الحاجة إلى فهمه في عصرنا هذا،
    فالآيات في السورة تتحدث عن أساليب توصيل الرسالة بأحسن الوسائل الممكنة
    والإجتهاد في إيجاد الوسيلة المناسبة في كل زمان ومكان. بمعنى آخر السورة
    هي بمثابة رسالة إلى الإعلاميين خاصة في كل زمن وعصر وللمسلمين بشكل عام.
    والسورة ركّزت على حوار الأنبياء مع أقوامهم فكلّ نبي كان يتميّز بأسلوب
    خاص به في حواره مع قومه مختلف عن غيره من الأنبياء وهذا دليل أن لكل عصر
    أسلوب دعوي خاص فيه يعتمد على الناس أنفسهم وعلى وسائط الدعوة المتوفرة في
    أي عصر من العصور وعلى مؤهلات الداعية وإمكانياته.

    والسورة تتحدث عن الإعلام والشعراء الذين هم رمز الإعلام خاصة في عصر النبي r
    كان شعراء الإسلام وسيلة تأثير هامّة في المجتمع آنذاك خاصة أن العرب
    كانوا أهل شعر وفصاحة فكانت هذه الوسيلة تخاطب عقولهم بطريقة خاصة. أما في
    عصر موسى فكان السحر هو المنتشر فجاءت حجة موسى
    r
    بالسحر الذي يعرفه أهل ذلك العصر جيداً وهكذا على مرّ العصور والآزمان.

    وفي كل العصور فإن وسيلة الإعلام سلاح ذو حدين قد تستخدم للهداية (كسحر
    موسى وشعراء الإسلام)
    وقد تستخدم للغواية والضلال والإضلال (كسحرة فرعون
    وشعراء قريش الكفّار).

    سميّت السورة بالشعراء كما أسلفنا لأن الشعراء في عصر النبّوة كانوا من أحد وسائل الإعلام ولم يكونوا جميعاً كما وصفتهم الآية 226 (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) يقولون ما لا يفعلون إنما كان منهم (إِلَّا
    الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
    وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا
    أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
    ) آية 227 وسيلة للدعوة والهداية.
    وقد ختمت السورة كما ابتدأت بالرد على افتراء المشركين على القرآن الذي أنزله الله تعالى هداية للخلق وشفاء لأمراض الإنسانية.
    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة النمل

    سهام
    سهام
    ملحن قدير
    ملحن  قدير


    انثى
    المشاركات : 409
    العمر : 36
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 1210
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Profes10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Travel10
    تاريخ التسجيل : 21/06/2009
    نقاط التميز : 6099
    السٌّمعَة : 15

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف سهام الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 9:15 pm

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 112324
    مجهود طيب
    dr.ramy
    dr.ramy
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    المشاركات : 4149
    العمر : 39
    موقع سكنك : المنصورة
    وطيفتك : صيدلى
    مزاجى اليوم : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 8010
    المهنة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Pharma10
    الهواية : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Sports10
    الأوسمة : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 1 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    وسام 3 : الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty
    تاريخ التسجيل : 01/04/2007
    نقاط التميز : 9582
    السٌّمعَة : 17

    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 Empty رد: الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله)

    مُساهمة من طرف dr.ramy الأربعاء سبتمبر 16, 2009 4:50 am

    27
    سورة النمل
    هدف السورة: التفوق الحضاري مع تذكر الله تعالى

    سورة
    النمل سورة مكيّة وهي سورة خطيرة عن التفوق الحضاري لتثبت أن الدين ليس
    دين عبادة فقط وأنما هو دين علم وعبادة ويجب أن تكون الأمة المسلمة
    الموحّدة متفوقة في العلم ومتفوقة حضارياً لأن هذا التفوق هو سبب لتميّز
    أمة الإسلام كما حصل في العصر الذهبي للإسلام الذي انتشر من الشرق إلى
    الأندلس بالعلم والدين الحنيف وقد تميّز فيه العلماء المسلمون في شتى
    مجالات العلوم.


    وفي سورة النمل خطة محكمة لبناء مؤسسة أو شركة أو مجتمع أو أمة غاية في
    الرقي والتفوق من خلال آيات قصة سيدنا سليمان مع بلقيس ونستعرض عناصر قوة
    هذه المملكة الراقية التي يعلمنا إياها القرآن الكريم:

    أهمية العلم: ابتداء القصة من الآية 15 (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ
    وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا
    عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)
    فقد كان عند داوود وسليمان
    تفوق حضاري بالعلم الذي آتاهم إياه الله تعالى وهم مدركين قيمة هذا العلم.

    توارث الأجيال للعلم (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا
    النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ
    إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) آية 16
    والإهتمام باللغات
    المختلفة (لغة الطير) وأهمية وجود الإمكانيات والموارد والعمل على زيادتها
    (وأوتينا من كل شيء)

    وجود نظام ضبط وربط ووجود تعدد في الجنسيات والكائنات (وَحُشِرَ
    لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ
    يُوزَعُونَ) آية 17.


    أهمية التدريب الميداني للأفراد: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ
    لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ) آية 20
    بدليل أن
    الهدهد كان في مهمة تدريبية

    تفقد الرئيس ومتابعيه لعمّاله (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ
    لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) آية 21

    إيجابية الموظفين في العمل الإستكشافي وتحري المعلومات الصحيحة: فالهدهد
    كان موظفاً غير عادي وكان عنده إيجابية وجاء بأخبار صحيحة ودقيقية
    (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ
    وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) آية 22

    مسؤولية الموظفين تجاه الرسالة: (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ
    لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
    أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) آية
    24
    فالهدهد استنكر أن يجد أقواماً يعبدون غير الله وهذا حرص منه على رسالة
    التوحيد.

    أهمية تحرّي الأخبار والتأكد من صحتها وتحليلها: (قَالَ سَنَنظُرُ
    أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) آية 27
    لم يصدق سليمان الهدهد
    بمجرد أن أخبره لكنه أراد أن يتحرى صدقه فيما أخبر به وهذا حرص المسؤول
    على صدق ما يصله من معلومات من عمّاله.

    تجربة تحرّي الأخبار: (اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ
    ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) آية 28
    إرسال الكتاب
    مع الهدهد إلى بلقيس وقومها.

    أهمية الشورى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا
    كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ) آية 32
    مشاورة بلقيس لقومها.

    سياسية جس النبض: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ
    بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) آية 35
    بلقيس أرسلت هدية لسليمان لترى ردة
    فعله.

    إمتلاك قوة عسكرية هائلة: (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ
    بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً
    وَهُمْ صَاغِرُونَ) آية 37
    وهي ضرورية لأية أمة تريد أن تنشر دين الله في
    الأرض وتدافع عنه.

    التكنولوجيا الراقية: (قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي
    بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ
    الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي
    عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ
    الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ
    فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي
    لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ
    لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) آية 38 إلى آية
    40
    نقل عرش بلقيس في زمن قياسي من مكانه إلى قصر سليمان وهو ما يعرف في
    عصرنا الحاضر بانتقال المادة

    الذكاء والديبلوماسية في السياسة: (فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا
    عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا
    وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) آية 42
    أجابت بلقيس كأنه هو حتى لا يظهر أنها لا
    تعرف.

    الإستسلام أمام تكنولوجيا غير عادية: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ
    فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ
    إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ
    نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) آية
    44
    جعل الزجاج فوق الماء كانت تكنولوجيا غير عادية في ذلك الزمان فلم
    تستطع بلقيس إلا أن تسلم. وهنا نلاحظ الفرق بين ردّ بلقيس التي كانت تقدّر
    العلم فقد بهرتها هذه التكنولوجيا التي رأتها بأم عينها فأسلمت مباشرة بلا
    تردد، أما في الآية (فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا
    هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) 13
    في قصة سيدنا موسى u اعتبر قومه الآيات المعجزة
    التي جاء بها سحر لأنه لم يكن لديهم علم أو تكنولوجيا.

    نلخّص عناصر التفوق الحضاري بالنقاط التالية:

    1. الهدف السامي (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ
    أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى
    وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي
    بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) آية 19

    2. العلم (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
    عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا
    لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) آية 16

    3. التكنولوجيا (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ
    حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ
    مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
    وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) آية 44

    4. القوة المادية والعسكرية (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ
    بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً
    وَهُمْ صَاغِرُونَ) آية 37

    5. إيمان أفراد الأمة بغايتهم (قصة الهدهد)

    تتحدث الآيات بعد هذا التفصيل عن عناصر التفوق الحضاري عن قدرة الله في
    الكون من الآية 59 إاى آية 64 (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى
    عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ *
    أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ
    السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ
    لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ
    يَعْدِلُونَ * أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا
    أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ
    حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ *
    أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
    وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا
    تَذَكَّرُونَ * أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
    وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ
    مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّن يَبْدَأُ
    الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ
    أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ
    صَادِقِينَ)
    وكأن هذا الإنتقال يحذّر من أن يلهينا التفوق الحضاري عن تذكر
    الله تعالى وقدرته في الخلق والكون وفي ملكه فهو الذي سبب الأسباب لكل
    عناصر التفوق فلا يجب أن ننشغل بالأسباب عن المسبب، فنلاحظ تكرر كلمة
    (ءإله مع الله) بمعنى إياكم أن تنسوا رب الكون أو أن تجعلوا له شركاء في
    تفوقكم.

    وتختم السورة بنموذج من نماذج التفوق الحضاري ألا وهي النملة هذه الحشرة
    الصغيرة قد أودع الله تعالى فيها من مقومات التفوق ما لا نحصيه فالنمل
    يعيش في أمة منظّمة تنظيماً دقيقاً وعندهم تخزين وعندهم تكييف في أجسادهم
    وعندهم جيوش وإشارات تخاطب وعنده تكنولوجيا لا نعلمها والعلماء يكتشفون
    يوماً بعد يوماً أشياء لا يمكن للعقل تصورها عن هذه الحشرة الضغيرة الحجم.
    فعلينا أن نتعلم من هذه الحشرة التفوق الحضاري فهي التي قالت مخاطبة النمل
    (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا
    أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ
    سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) آية 18
    حفاظاً عليهم من
    خطر قادم وكأن لديها جهاز إنذار، وقولها (وهم لا يشعرون) دلالة وإشارة
    واضحة أنه حتى النمل يعرف أن عباد الله المؤمنين لا يمكن أن يظلموا غيرهم
    أو يحطمونهم حتى ولو كان مجموعة من النمل. ولهذا تبسم سليمان ضاحكاً من
    قولها ثم دعا ربه وشكره لأنه فهم معنى ما قالته النملة.

    وسميّت السورة بـ(النمل) دلالة على أن النمل هذه الحشرات نحجت في الإداء
    وحسن التنظيم والتفوق فكيف بالبشر الذين أعطاهم الله تعالى العقل والفهم
    فهم أحرى أن ينجحوا كما نجح النمل في مهمتهم في الأرض وفيها دلالة عظيمة
    على علم الحيوان.
    الهدف من كل سورة فى القرءان الكريم (متجدد باذن الله) - صفحة 2 130169
    دمتم بخير والى لقاء مع سورة القصص


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 4:01 am