طفل منطو ولا يحب أن يندمج مع أصدقائه
وقليل الكلام عالى التربية، هكذا وصفه المدرسون حينما كان فى مدرسته
الابتدائية بمحافظة الدقهلية.ظل السيد العيسوى ـ ٢٢ عاماً ـ
محافظاً على هذه الصفات حتى الابتدائية، ليفقد بعد ذلك صفة الانطوائية
ويصبح أكثر تفاعلاً مع أصدقائه خاصة الذين عرفوه طريق صالات الجيم والتى
كانت محور التحول فى حياته.١٥ عاماً كان عمره عندما اكتشف أن لديه
قوة خارقة بعد أن مرت سيارة نقل كبيرة على قدمه دون أن يحدث له شىء، وقتها
عاد إلى والدته ليزف لها الخبر، فقامت أم السيد وفزعت فيه قائلة «متقولشى
الكلام ده لحد، وقول سبحان الله».ظل السيد يعرف أن بداخله قوة ما،
لا يستطيع أن يبوح بها لأحد حتى اكتشفها أقرانه عندما كانوا يتدربون معه
فى إحدى صالات كمال الأجسام، حيث كان يتفوق عليهم ويستطيع رفع أوزان أكثر
من التى حطمها الأبطال على مستوى العالم.انشغل كثيراً بتدريبات
بناء الجسم وقوته الخارقة واكتفى بأن يحصل على دبلوم صنايع قسم كهرباء،
وظل بعدها يبحث عن عمل دون أن يجد شيئاً.حصل على بطولة القاهرة والإسكندرية لألعاب القوى حينما كان عمره ١٥ عاماً، وكان يأكل الزجاج واللحمة «النيَّة».كثيراً ما عرض عليه رجال الأعمال العمل لديهم فى وظيفة حارس خاص، لكنه يرفض أعمال البلطجة وإيجار قوته.نقطة
التحول فى حياته عندما كان فى زيارة لدى أخيه الذى يعمل فى أبوظبى فى دولة
الإمارات، وقتها حدث حريق هائل فى أحد الأبراج وصعد السيد إلى الشقة التى
اشتعلت فيها النيران فى الدور الـ١٤ وأنقذ من فيها ثم قفز من نفس الدور
بعد أن اشتعلت النيران فى السلالم.حاكم الشارقة علم بما فعله السيد، وطلب منه أن يعمل مدرباً فى القوات الخاصة، وهناك حصل على فرق غوص وإنقاذ تحت المياه.بالرغم
من كل ذلك، فإن السيد رفض أن يكمل حياته فى الإمارات وعاد إلى مصر ليحصل
على الشهرة والمجد فى بلده، ليلعب فى أى فريق باسم مصر.٧ شهور فقط
مرت على عودة السيد إلى مصر، عمل خلالها عرضاً واحداً فى نادى مدينة نصر
منذ عدة أيام فقط، حيث قام السيد بتركيب شنكلين فى كتفيه واحداً فى ذراعه
الأيمن والآخر فى الأيسر، هذان الشنكلان مصنوعان من الأستانلس، بردهم بآلة
حادة لسهولة دخولهما فى جسده، وربط فيهما حبلاً وجر عربية مقطورة لمسافة
أكثر من ٢٠ متراً.والدة السيد أكدت أنها ولدته وهو «مختن» طبيعى ومنذ أن كان صغيراً كان يأكل فرختين على الغداء وكنا نقول إن شهيته مفتوحة.سيد الآن يأكل ثلاث وجبات يومية تحوى كميات كبيرة من اللحوم والفراخ والسمك والفواكه بكميات كبيرة.حلم
السيد هو أن يصبح من أشهر المصارعين، فهو يشعر بأن القوة التى بداخله
ستجعله بطل العالم فى وقت قصير، حيث قال: أملى أن أشترك فى فرق المصارعة
الحرة وأن أحترف فى أمريكا باسم «السيد المصرى» لكن مع الأسف هذا حلم بعيد
المنال، فهنا فى مصر لا نعترف بمثل هذه الألعاب ونصب كل اهتمامنا على كرة
القدم فقط، بالرغم من أن هناك لاعبين كثيرين يمارسون ألعاباً أخرى وحاصلين
على بطولات عالمية لكن لا يعرفهم أحد.