في يوم مشرق من أيام الربيع و نور الشمس ساطع حيث تلقي بأشعتها الدافئة على ربوع مزارع مترامية الأطراف
لأحد القصور الفارهة التي تحمل في نفس الوقت إسلوبا رائعًا من البساطة ، ومزارع تحمل
من الثمار ما لذ وطاب ، يشقها طريق ترابي طويل تظله أشجار عتيقة من شجر الصند ،والتي تحتضن بظلالها طيات
الطريق كأنها ام حنون تحضن ولدها لتحميه من أشعة الشمس .
من بعيد ترى تطاير غبار الخيول التي تركض مسرعة كأنها تسابق الزمن لكي تصل إلى القصر
اقتربت الخيول فنادى أحد الفرسان :
(( إفتحوا البوابة ))
لم تمر لحظات حتى تزحزحت ضلفتي البوابة العملاقة و ظهر منها رجلين عملاقين
يكاد يشبها بعضهما البعض يزحزحان البوابة ليفسحوا الطريق ، دخل الفرسان بهدوء
.فإذا بباحة واسعة ذات جدران عالية في أركانها أبراج عالية يقف عليها بعض رماة السهام
ترجل الفرسان عن الخيول ، و بدؤوا بالتقدم إلى باب أصغر من البوابة الرئيسية
فتح الخادمان الباب و دخل أحد الفرسان إلى القصر بينما بقي الآخرون في الساحة لترك الخيول إلى خادمي الاسطبل
ليذهبوا بها الى اماكنها . دخل ذلك الفارس ذا الشعر الأسود و الذي يعلو وجهه قدر كبير من الوقار
وبادره حينما دخل أحد الخدام مسرعًا يقول له بصوت مليئ بالسعادة :
(( سيدي أراميس لقد أنجبت سيدتي طفلة في غاية الجمال ))
حينها ارتسمت على وجه أراميس إبتسامة تعبر عن الفرح الشديد و ركض مسرعا على سلالم القصر
متوجهًا إلى الغرفة الرئيسية دخل الغرفة فوجد زوجتة جالسة شبه نائمة على فراش رائع ذهبي اللون
يلمع تحت ضوء الشمس التي ترمي بأشعتها من خلال الشرفة المواجهة لفراشها
،إقترب بخطوات ثابتة وانحنى ليجلس على ركبتيه ليجد طفلة شقراء ذات عينين
زرقاوين ملئها البراءة ، نظرت إليه زوجتة وهي تقرب إليه الطفلة
و تهمس :
(( ماذا تنوي تسميتها ؟ ))
رد عليها بعد لحظات من التفكير :
(( سأسميها مون لكي تنير الليل للبشر ))
قالت زوجتة :
(( إذا فهي مون لتنير الدنيا ))
.حينها ضحكت الطفلة ضحكة ملئت أرجاء القصر بالفرح و السرور .
و كبرت هذه الطفلة لأب يعمل قائدًا للجيش و ينتظر انتقال قلائد الحكم إليه بعد رحيل الملك ،
، الذي لم ينجب وريثًا للعرش ، وحيث أنه أقرب أقرباء الملك نسبًا
كان أراميس يعمل بإخلاص على خدمة مملكتة ، ويحرز يوم بعد يوم انتصارات تزيد من رقعة المملكة
وكان أحياناً يحتم عليه أن يبتعد عن زوجتة و ابنتة أياما بل شهور في المعارك
و لكن غيابه كان يزيد من إشتياقة لزوجتة وابنتة.
كانت مون طفلة جميلة وذكية مثل والدتها ، و لكنها في نفس الوقت ورثت عن
أباها شجاعة القائد وعزة وكبرياء الفارس ، و كان لها هواية غريبة دائمًا
ما كانت تحب أن تسمع مغامرات والدها في .المعارك
مرت السنوات و في أحد الأيام حين أقترب فصل الشتاء و كان غياب اراميس عن عائلته وصل قرابة
الثلاثة أشهر لم يرسل فيها رسالة واحدة لتطمئنهم على أحواله كما هو معتادا منه ،
دق شخص البوابة حيث نظر الحارس النافذه الصغيرة و سأله :
(( من أنت وماذا تريد ؟ ))
اجاب علية الطارق :
(( أنا جندي مرسل من عند سيدي أراميس برسالة إلى سيدتي فارجو تسليمها في أسرع وقت
و سأنتظر الرد حتى أسرع في العودة ))
فتح الحارس البوابة و دخل الجندي إلى القصر بعد أن ترك جواده في الباحة
فوجد قصرًا عالي الجدران تفوح منه رائحة عطره ، مضاء بمشاعل حديدية سوداء معلقة في الأركان
و سلم يميل قليلًا بالتواء ناحية اليمين و أرضية بأحجار مختلفة الألوان تشبه
الفسيفساء في تصميمها ، لم تمر لحظات حتى وجد سيدة كأنها ملكة متوجهة و معها
شابة عمرها يكاد يناهز السابعة عشر تنزلان من على الدرج توجه الجندي إليهن وإنحنى أمامهن وقال :
(( سيدتي لقد أرسلني سيدي أراميس لأسلم هذه الرسالة لجناب حضرتكم و هو بانتظار الرد حين أعود))
قالت إذًا فلتعطني إياها و انتظر قليلاً سأسلمك الرد فور انتهائي منه
..........................
ملاحظة : هذه نسخة اوليه قابله للتعديل او قد تحوي اخطاء إملائيه
حقوق النشر محفوظة يمنع نسخ اي جزء من النص سواء كلا او جزئا او نشره بدون علم الكاتب
@@Abdullah Khalid @@
يتبع