أنظر حولك
في احدى الأيام وعندما كنت صغيرا قال لي أبي : انظر حولك لتتعلم ,فابراهيم عليه السلام نظر حوله
وتأمل فعرف خالقه, ومحمد صلى الله عليه وسلم اعتزل الناس في غار حراء للتأمل والتعلم .
بقيت هذه الكلمات في ذاكرتي ,ومرت بي الأيام, وقبل عدة أيام, كنت في الجامعه وكان عندي اختبار في أحد
المواد, وكنت قد ذاكرت بشده لذلك الاختبار, ولكني بعد أن اختبرت وخرجت من قاعة الاختبار كنت في قمة
اليأس, خرجت ألعن الاختبار ,وألعن المجهود اللذي بذلته ,وألعن.. وألعن ...وألعن ... كنت أركل كل ما واجهته
في طريقي ,وأدفع بيدي كل باب قابلني حينها بكل قوتي , مستمرا في سخطي ومصرا على يأسي, رغم اني
لست من الناس اللتي تستسلم بسهوله, لكني يومها كنت في قمة عصبيتي, لدرجة اني قررت باصرار اني لن
أعاود دخول هذه الجامعه مجددا, أخرجت وقتها هاتفي قاصدا ارسال رساله لصديقي عن وضع الاختبار
السيئ ,عازما على كتابة كل كلمات اللعن والسخط اللتي كنت أتلفظ بها .
وأثناء وقوفي في ذلك الممر أمام بوابة الدخول, لفت انتباهي شاب عمره بين العشرين والخامسه والعشرين
عاما, يدخل ذلك الشاب من البوابه على ذلك الكرسي المتحرك مجاهدا في العبور به كل العوائق الموجوده في
طريقه, دخل ذلك الشاب وتوجه بكرسيه بكل صعوبه حيث أن حركته كانت تقارب أن تكون محدوده, فكان
يحرك كل أجزاء جسده بصعوبه, أخرج ذلك الشاب هاتفه النقال وأخذ يكتب وأنا أشاهد بكل فضول ترى ماذا
يكتب ؟؟؟ بعد تقريبا عشرة دقائق أعطى هذا الشاب الهاتف النقال الى حارس الأمن ليقرأ ما كتب فيه, وبعد أن
قرأ حارس الأمن الكتابه قال له : اسف لا أعرف مواعيد هذا الدكتور بامكانك سؤال أحد آخر .
وقتها أردت بشده أن أخبئ وجهي بين كفاي, خجلا من خالقي ثم خجلا من نفسي, فذلك الفتى لا يستطيع حتى
الكلام وأخذ عشر دقائق لكتابة ما يريده عبر الهاتف ليسأل عن مواعيد الدكتور الفلاني , أردت بشده أن أصرخ
يا الهي كم أنا تافه!!! ماذا فعلت؟ فقد أعطاني خالقي نعمة القدمين وخرجت أركل كل ما أواجه في طريقي,
وهذا الشاب أخذ يعاني بشده بذلك الكرسي فقد ليعبر البوابه!! أخذت أدفع بيدي محطما الأبواب, وهو بالكاد
يستطيع كتابة ما يريد في هذا الهاتف!! أخذت ألعن وأتوعد وهو حتى سؤال لا يستطيع أن يسأل .
أراهن انه يتمنى قدماي فقط ليمشي وصولا لقاعة الاختبار, وأراهن أنه يتمنى لساني فقد ليسأل عن مواعيد ذلك
الدكتور , ألست أنا فعلا تافه ؟ تساألت وقتها ترى لما لم ييأس ذلك الشاب؟؟؟؟ ولما أنا رغم كل ما أنعم علي
خالقي قررت الاستسلام!!! تمر علينا بعض العقبات أحيانا فنقرر ونعلن الاستسلام, رغم أننا لو نظرنا حولنا ولو
تأملنا قليلا سنلاحظ مدى تفاهة قرارنا ,وقتها كل ما كتبته في هاتفي لارساله الى صديقي سأبذل مجهودا أكبر
ولن أستسلم .
بقلمي
rocky chan