مرة أخري وجه فريق الزمالك لطمة جديدة لجماهيره وواصل هزائمه وفقدانه للبطولات.. خرج أمس من بطولة دوري أبطال العرب بعد خروجه من بطولة افريقيا وضياع أمله في الدوري المصري.. بعد خسارته أمام الفيصلي الأردني علي أرضه ووسط جماهيره بهدفين مقابل هدف واحد في ستاد القاهرة ليخرج من الدور قبل النهائي بعد ان كان قد تعادل سلبياً بدون أهداف في لقاء الذهاب بالأردن.
قدم الزمالك مباراة متواضعة للغاية أشبه بمباراة العودة أمام الهلال السوداني في بطولة افريقيا حيث انطلق للهجوم العشوائي تاركاً شوارع في دفاعه "الشوربة" الذي تسبب مرة جديدة في الهزيمة التي كان يمكن ان تكون مضاعفة لولا استهتار لاعبي الفيصلي في الهجمات في نهاية المباراة واهدار أكثر من فرصة محققة.
وقع الزمالك في كل الاخطاء التي يمكن لفريق ان يقع فيها في مباراة واحدة بداية من التشكيل الهزيل الذي يعتمد علي ليبرو في خط الوسط دون الحاجة لذلك واخطاء دفاعية قاتلة نتيجة عدم ترابط تحركات المدافعين وخلفهم حارس المرمي المرتبك محمد عبدالمنصف الذي كاد بخروجه غير السليم ان يتسبب في المزيد من الأهداف لولا رأفة لاعبي الفيصلي أنفسهم بلاعبي الزمالك في نهاية المباراة.
اما أهم الاخطاء فهي النزعة الفردية لكل اللاعبين وكان كل منهم يلعب لنفسه أولاً قبل الفريق فضاعت جهود الجميع هباء وضاعت من الزمالك بطولة أخري كان يمكن ان يضيفها لرصيده الخاوي من الألقاب للموسم الثالث علي التوالي.
في المقابل طبق عدنان حمد مدرب الفيصلي خطة تعتمد علي استغلال المساحات والهجمات المرتدة التي نجح في اقتناص الفوز بها.
وأدار المباراة الحكم التونسي عواز الطرابلسي الذي تضاربت قراراته أكثر من مرة وتسبب بسوء تحركاته في تحطم هجمتين للزمالك بعد ان اصطدمت به الكرة وعوض ذلك للزمالك باحتساب ضربة جزاء غير صحيحة.
الشوط الأول
كالعادة كان الدفاع نقطة ضعف الزمالك بسبب الثغرة الواسعة بين خط الوسط والدفاع من ناحية وعدم ترابط تحركات قلبي الدفاع تامر عبدالوهاب ويامن بن ذكري مع ليبرو الوسط وائل القباني من ناحية أخري.
بدأ الزمالك المباراة بتشكيل مكون من محمد عبدالمنصف لحراسة المرمي وأمامه تامر عبدالوهاب ويامن بن ذكري قلبي الدفاع بدون ليبرو خلفي حيث لعب القباني كليبرو للوسط بجوار لاعبي الوسط أحمد عبدالرءوف وعلاء عبدالغني وأمامهما حازم إمام ثم رأس الحربة عمرو زكي ومصطفي جعفر.
أما فريق الفيصلي فلعب بطريقة 4/5/2 ومثله لؤي العمايرة لحراسة المرمي وأمامه رباعي الدفاع حيدر الأمير ومحمد منير ومحمد زهير وخالد سعد ثم في الوسط عبدالهادي المحارقة وقصي أبو عالية وحاتم عقل وخالد نمر ومحمد خميس وأمامهم رأس الحربة الأوحد سراج التل.
بداية هجومية
بدأ الزمالك المباراة بداية هجومية وقام ثلاثي محور الارتكاز عبدالرءوف وعبدالغني والقباني بالدور الهجومي المكثف خلف الثلاثي عمرو زكي ومصطفي جعفر وحازم مما ترتب عليه تولد ثغرة دفاعية هائلة استغلها تماماً فريق الفيصلي في تنظيم الهجمات المرتدة عن طريق التمريرات الطولية إلي قصي أبو عالية أو سراج التل في الثلث الهجومي.
هدف الثغرة
وظهر أثر هذه الثغرة الدفاعية سريعاً عندما انطلق الظهير الأيسر خالد سعد بدون رقابة من خط الوسط ووجد الفرصة سانحة للتسديد من مسافة بعيدة فسدد مستريحاً تماماً كرة لولبية خدعت محمد عبدالمنصف ودخلت الزاوية اليمني مسجلاً الهدف الأول للفيصلي بعد 7 دقائق فقط.
والعجيب أن هذا الهدف لم يحرك لاعبي الزمالك أو يدفع فيهم الحماس.. بل زاد الأداء ارتجالاً واضطراباً حتي أن فريق الزمالك لم يسدد كرة واحدة بين الثلاث خشبات طوال الشوط الأول الأول.
كانت أول محاولة هجومية بتسديدة لوائل القباني في الدقيقة 9 مرت بجوار القائم وبعدها حاول تسديد كرة أخري بلسينج فوق رأس حارس الفيصلي ولكنها وصلت سهلة للحارس في يده.
حاول عمرو زكي ومصطفي جعفر فتح الثغرات في دفاع الفيصلي بالتحركات السريعة والمراوغة لكن عمرو زكي ركز علي اللعب لنفسه بينما تفرغ جعفر للسقوط بهدف الحصول علي ضربة جزاء فضاعت كل الهجمات هباء.
حاول خط الوسط بقيادة حازم إمام المساندة الهجومية لاختراق دفاع الفيصلي المتكتل لكن لم يسفر الهجوم عن شيء.
هدف قاتل
ووسط هجوم الزمالك لعب خالد سعد ضربة ركنية للفيصلي الأردني علي القائم القريب فحولها حيدر الأمير بضربة رأس في حراسة علاء عبدالغني ومرت الكرة أمام أسامة حسن الذي ظهر كأنه يحرس الكرة وهي تدخل المرمي بمباركة من الحارس المسكين محمد عبدالمنصف مسجلاً الهدف الثاني في الدقيقة .23
ارتباك
ارتبك فريق الزمالك تماماً بعد الهدف الثاني وزاد الأمر بهتافات الجماهير ضد اللاعبين ومجلس الإدارة في المقصورة وبدأت شتائم الجماهير للجهاز الفني وإدارة النادي مما انعكس علي اللاعبين في الملعب ولعب حازم إمام وأسامة حسن أكثر من كرة عرضية ولكن تفوق فيها دفاع الفيصلي.
كاد فريق الفيصلي أن يسجل هدفاً ثالثاً عن طريق عبدالهادي المحارمة المنفرد والذي لعب الكرة في المرمي أثناء تقدم عبدالمنصف من مرماه ولكن الكرة أخطأت المرمي لينتهي بعدها الشوط بتقدم الفيصلي 2/صفر.
الشوط الثاني
ومع بداية الشوط الثاني أجري هنري ميشيل المدير الفني للزمالك تغييرا بنزول جمال حمزة بدلا من تامر عبدالوهاب وغير طريقة اللعب إلي 4/3/1/2 حيث عاد القباني كقلب دفاع بجوار يامن في الدفاع ولعب جمال حمزة كمهاجم ثالث خلف عمرو زكي ومصطفي جعفر.
وظهرت خطورة جمال حمزة الذي استغل مهاراته في الاختراق من وسط الملعب والمراوغة في العمق وبالفعل أضاع أول فرصة للزمالك في الدقيقة 7 عندما تلقي تمريرة أحمد غانم وسدد فوق العارضة.
وأجري ميشيل التغيير الثاني باستبدال حازم امام وشارك مجدي عطوة الذي انتقل إلي يمين خط الوسط لاستغلال مهاراته في الاختراق من الجانب الأيمن.
كان عمرو زكي الوحيد الذي بذل الجهد بسخاء في التحرك يمينا ويسارا وضاعت منه فرصة في الدقيقة 13 من تسديدة من الجناح الأيسر في المرمي من زاوية ضيقة فأخرجها الحارس للكورنر.
ومن كرة أخري لعمرو زكي في اليسار في الدقيقة 20 مرر إلي أسامة حسن الذي لعب كرة عرضية استقبلها مجدي عطوة من دفاع الفيصلي وسددها مباشرة بيسراه بجوار القائم مباشرة.
حاول عدنان حمد المدير الفني اعادة الانضباط الدفاعي فلعب مؤيد أبو كشك بدلا من عبدالهادي المحارمة وانضم أبو كشك لقلب خط الوسط لزيادة القوة الدفاعية أمام قلب الدفاع.
ثم سحب المدير الفني رأس الحربة الوحيد سراج التل ولعب بدلا منه مؤيد سليم.
ضربة جزاء
حاول لاعبو الزمالك انقاذ الموقف وزادت سرعة الأداء ومن احدي الكرات تسلم أحمد غانم كرة في الجناح الأيمن وقبل خط المرمي مر من خالد سعد الذي عرقله ليحتسب الحكم ضربة جزاء للزمالك سجل منها عمرو زكي هدف الزمالك في الدقيقة .34
حاول فريق الفيصلي تهدئة حماس لاعبي الزمالك وتبادلوا الكرة في وسط الملعب لاستهلاك الوقت وأبقي المدير الفني علي الثنائي مؤيد سليم وأبو كشك في نصف ملعب الزمالك للحد من تقدم مدافعيه.
وأشرك ميشيل عبدالحليم علي كمهاجم بجوار عمرو زكي بدلا من مصطفي جعفر ومن أول كرة يلمسها عبدالحليم صنع فرصة لعمرو زكي داخل منطقة الجزاء فسددها بجوار القائم.
هجمات مرتدة
بدأ فريق الفيصلي يستغل الهجمات المرتدة وكاد يسجل هدفا في الدقيقة 42 عندما خرج عبدالمنصف من مرماه حتي وصل إلي قرب وسط الملعب وانقطعت منه الكرة بعد أن خطفها مؤيد سليم وسدد في المرمي الخالي لتنشق الأرض عن وائل القباني الذي أنقذ هدفا محققا.
ومن هجمة مرتدة أخري وصلت الكرة إلي مؤيد داخل منطقة الجزاء وراوغ أكثر من مرة وتباطأ في التسديد فشتتها علاء عبدالغني.
حاول الزمالك تكثيف هجومه في اللحظات الأخيرة للمباراة ولكن الرعونة والارتباك أضاع كل الفرص وفي نفس الوقت كان بامكان لاعبي الفيصلي زيادة غلة الأهداف لولا تهاونهم في الهجمات الأخيرة ليفوز الفيصلي 2/1 ويصعد لنهائي البطولة.