أوضحت كثير من الدراسات أن البدانة واحدة من أسباب الأنيميا فهي سبب ونتيجة في أن واحد, فكلما انخفضت نسبة الحديد في الغذاء أصبح الشخص عرضة للإصابة بأنيميا, حيث أن مركب الهيموجلوبين مكون من حديد وجلوبيولين وهو مركب بروتيني, فالحديد يدخل بصفة أساسية في تكوين هذا المركب, والهيموجلوبين هو المركب المنوط به حمل الأكسجين لجميع أجزاء الجسم, كما أنه يحمل أيضا الغازات والمخلفات من جميع أجزاء الجسم إلي الرئة, فهو أداة التوصيل الأولي لتدعيم الجسم بالأكسجين اللازم للاحتراق, فكلما انخفضت نسبة الحديد في الغذاء أصبح الشخص بطريقة غير مباشرة بدينا وغير قادر علي مكافحة بدانته, فأنيميا الحديد هي البوابة الأخري لهلاك البشرية, لذلك كانت من أولي المشاكل الصحية بالاهتمام والمكافحة والوقاية.
وأوضحت الدراسات والبحوث التي تناولت هذا الموضوع أهمية السير في4 اتجاهات في آن واحد للسيطرة علي هذه المشكلة علي أساس اتجاه العلاج وهو عن طريق التركيبات الدوائية, وثلاثة اتجاهات للوقاية: الأول بتدعيم الأغذية بعنصر الحديد, والثاني زيادة الوعي الغذائي لتعديل العادات الغذائية الخاطئة, والثالث مكافحة الطفيليات..فالاتجاهات الأربعة تكون الإستراتيجية العالمية لمكافحة أنيميا الحديد والوقاية منها, وعليه كان الاتجاه العالمي منذ أكثر من60 عاما للعمل علي مكافحة مشكلة أنيميا الحديد والوقاية منها فأخذت جميع التدابير علي الساحة العالمية التي لم تغيب مصر عنها بتنفيذ الإستراتيجية رباعية الاتجاهات, ومنها تدعيم الخبز بالحديد كواحدة من أهم اتجاهات الوقاية لواحدة من أكبر المشاكل التي تهدد التنمية, وبالصورة التي تحقق الهدف المرجو منها,
فبدأت مصر من حيث انتهي الآخرون لتدعيم الوسيلة الأكثر شيوعا لضمان الوقاية الشاملة وبالجرعات الآمنة لجميع الفئات, حيث يعتبر هذا المشروع قوميا من الدرجة الأولي, فلم تدخر الدولة وسعا لتحقيق هذا الهدف القومي, فكلفت الأجهزة والهيئات العلمية والتنفيذية من وزارات الصحة والزراعة والتضامن الاجتماعي والبحث العلمي والتي منها المعهد القومي للتغذية بتقديم المشورة والمتابعة, كما لقي هذا المشروع دعم لجنة الصحة بمجلس الشعب لإدراكهم لأهميته وأمانه وحتميته.