كثيرا ما نتعجب من حال مجتمعنا حتى ان الامور فيه تدار بقوانين غريبه وعجيبه ... فانظر حولك فى كل مكان ستجد ان الدنيا تدار باسلوب عجيب وغريب فى بلدنا المصونه
وفى المصالح الحكوميه تجد العجب ... فكلما ذهبت لقضاء مصلحه لك ينبغى ان تنتظر الموظف المسئول نصف ساعه كى ياتى من دوره المياه او من اسفل ... والعجيبه ان الموظف الذى تنشده هو الوحيد الذى لن تجده .. فسوف تجد كل الموظفين على مكاتبهم الا الموظف الذى قصدته بالفعل ...
بل وهناك الاكثر من ذلك ... فربما تذهب لقضاء مصلحه فيطالبك الموظف ان تذهب لتصوير ورقتين ... فتبحث مرارا على مكتبه تصوير حتى تصور لك الورقتين المنشودتين ... وتذهب له بعد ذلك فيخبرك ان اوراقك ناقصه
وبعد ان تتمالك نفسك ... وتحاول تهدئه اعصابك باقراص النيتروجلسرين ... ستحاول النزول من الدور التاسع وتفاجىء بان المصعد مكتوب عليه يستخدم للصعود فقط
تتجاهل هذا وتنزل على اقدامك والعرق يتصبب منك وتفاجىء بانسان لطيف ينظر اليك ويسالك عن مكتب الشخص الفلانى ... فتصف له المكان وتخرج والياس يعتريك وتذهب لمحل فول وفلافل لتتناول طعامك المفضل الذى اجبرت على تناوله لانك موظف ولا يعقل ان نجد موظفا محترما ياكل غير الفول والفلافل
وبعد ان يسالك الرجل هل تنوى الاكل بخبز بلدى ام اجنبى ... وكانه يسالك هل اضع لك كيلو لحم ام كيلو كبده ... ستحرك راسك فى لا مباله وستخبره ان يعد لك اى شىء فى اى شىء لكى تهدىء من غضبك فى المصلحه
وياتى الغد وتستكمل اوراقك ... والعجيبه انك ستجد نفس الشخص الذى كان قد سالك على مكتب فلان يسالك مره اخرى عن نفس المكتب ... والعجيب ايضا انك ستجد المصعد لا يعمل وستلجا الى الصعود على اقدامك ... ولن تهتم وستصعد لتجد الموظف المسئول فى دوره المياه ... وستجلس مره اخرى منتظرا سيادته وبعد نصف ساعه بالتحديد ستجد الموظف فى يده كوبا من الشاى ويسالك نفس السؤال الغبى ...
- طلباتك يا باشا ؟
ستنظر اليه وتحدثه عن امرك ...
فيبتسم ويقول .. ممتاز اذهب الى مكتب فلان لكى يمضى لك ثم اذهب الى مكتب فلان ليختم لك بختم النسر
وتذهب بالفعل وتفاجىء ان من سيمضى هو الاخر فى دوره المياه ... وستنظر الى دوره المياه بحقد وغل ... وستنتظر نصف ساعه حتى ياتى المسئول وبالفعل سيمضى لك
وبعدها تتنفس الصعداء وتذهب لختم اوراقك فتجد ان من معه الختم لم اتى اليوم ... لحظتها ستشعر ان البكاء هو الحل الوحيد وبعد انهيار اعصابك ستجد ان الحل هو معرفه رقم هذا الرجل وتتصل به بالفعل بعد ان يعطيك ان الموبايل خارج نطاق الخدمه سبعه مرات ... وبعد ان ترن عليه سبعه رنات بالتحديد تجد من يرد عليك والنعاس والعماص يصلك عبر الموبايل ... ويخبرك انه سياتى بعد نصف ساعه ... وبعد ان تنتظر ساعه كامله وتتصل به مره اخرى .. يخبرك ان الدنيا لم تطر وانه قادم قريبا على شاشه القناه الثانيه
وبعد ان يصل ويبحث عن الختم ربع ساعه ... ثق انه سيختم لك الاوراق
هذه المره ستاكل الفول والفلافل وانت سعيد فقد انهيت مهمتك وانت خارج لا تنسى ان تخبر نفس الشخص التائه عن مكان نفس الرجل والذى سالك عنه للمره الثالثه