عم مدبولى سواق
ميكروباص .. له فلسفته الخاصه .. معايا تباع احسن ما الناس يسرقونى ....
هكذا كانت وماتزال فلسفته البسيطه ... صحيح انه لم يصل لنيوتن فى نظرياته
.. ولكن له ايضا نظريه صائبه ... وهى حمل اكثر تكسب اكثر .. لربما كانت
النظريه غريبه على البعض ولكنها نظريه صحيحه ...
لم يشغل باله بالركاب وشغل الاغنيه الرائعه لزكى عكننا والتى تقول كلماتها
الشربنج الشربنج جارى ورا الرنج بيستخبى من العنج ... وليله ليله على المفترى العنترى اللى ماشى ترللى
ربما
لن يفهم تلك الكلمات البسيطه الا المثقفين فقط اما الركاب السذج الذين
يمسكون بجرائد ويتحدثون عن غزه وقضيه فلسطين او تطوير التعليم او القضايا
السطحيه فانه يسخر منهم بجانب شفتيه الغليظتين ..
اما
التباع ذلك الغلام الذى يكاد يكود بنطاله ماسك بالكاد ببطنه فانه كان
واقفا ينادى باعلى صوته لتشجيع وتجميع اكبر عدد من الناس الذين سيحشرون
داخل علبه السردين
وهكذا دار الحديث الشيق داخل الميكروباص
- خد جنيه اهو وهات الباقى
يرد التباع على الراكب
- يا بيه ما بخدشى الجنيه الفضه ده ... ادينى جنيه ورق
- ليه يعنى هوه جنيه برانى ؟؟
- ولابرانى ولا جوانى ولا لبانى .... الجنيه ده ما ينفعشى انا عايز جنيه ورق
- ليه يعنى ما هى الحكومه اللى عملت الجنيه ده ... يعنى بنغاص عنك هاتخده
- يا باشا الجنيه ده مش بيتصرف
- طيب اقف بقى قدام اى شرطه وورينا مش هيتصرف ازاى
وهنا هتف راكب
- ما تاخد منه الجنيه يابنى .. بلاش مشاكل
يرد التباع
- خده انته يا عم الحاج وهات جنيه ورق ... ما دمت معاه
- يابنى معييش فكه
وهنا يقول التباع للرجل الذى اعطاه جنيها فضيا
- معلش ياباشا الجنيه ده مينفعشى غيره
- مش مغيره ... انا مرتبى كله جنيهات فضه ... يعنى ايه مش هاعرف اشترى حاجه ؟؟؟
وهنا هتف شاب
- ربنا يعوض عليك يا حاج فى المرتب .. محدش هايخد منك الفلوس دى
- ليه يعنى هوه مضروووووب
- لا يا حاج التباعين مش بيرضوا ياخدوا الجنيه الفضه عشان مش يقع منهم .... فعايزين جنيهات ورق
وهنا راى الحاج صاحب الجنيهات الفضيه 25 قرشا فضيا يخرجها شاب للتباع ... فيصرخ فى التباع
- اشمعنى يعنى الربع جنيه خدته فضى
- يا باشا ده ربع جنيه مخروم .. ده بيمشى انما الجنيه الفضه لا
- ياسلام !! بص مش هتاخد الا الجنيه الفضه
وهنا اوقف عم مدبولى الميكروباص وصرخ .... نزل الراجل ده يابنى مادام مش عايز يدفع
وهنا صرخ الرجل
- ايه قله الادب دى ...؟؟
-
يابيه معاك جنيه نشيلك فوق دماغنا هتجيبلنا فضى تنزل ياباشا .... معلش
السواقه عرض وطلب واحنا مسكفين برده وبنقرا كتيييير ... يعنى اللى معهوش
ميلزموش .
صرخ احد الركاب
- هانتعطل يا اسطى ... طيب سوق بس
- مش هاسوق الا اما الراجل ده يدفع الجنيه الورق
وهنا اخرج الرجل جنيها ورقيا واعطاه للتباع وبكل قوته مى الجنيه الفضى خارج السياره فهتف فيه احد الركاب
- ليه كده بس حد يرمى النعمه
- اسكت يا حاج ونبى كل فلوسى جنيهات فضيه وهاخش فى ام المشكله دى كل يوم ... يا دى النيله
اما السواق فقد شغل الاغنيه التى واصلت كلماتها
والحاج سحلول بيمشى معلول وبيشرب بيره وشويه بليله
ولم
يرى احد ذلك المتسول الذى وقع امامه الجنيه الفضى ... ونظر اليه المتسول
ولم يهتم به وواصل نومه ... بينما صوت الاغنيه فى الميكروباص الذى ابتعد
ما يزال يرن فى الاذان
والعم تتح ما شى مانتح وواخدها سلح !!!!!!!