تليف كبدي يطلق عليه تشميع الكبد عندما يصاب الكبد بأضرار حيث التليف يحل محل الأنسجة السليمة به مما يعوقه عن العمل جيدا .
وهذا التليف يظهر بعد عدة سنوات من إلتهاب الكبد حيث تحيط الأنسجة
المتليفة بالخلايا السليمة مما يجعل الأنسجة تصبح كالعقد . وهذه الأنسجة
العقدية يمكنها إغلاق القنوات المرارية وجعلها متورمة مما يجعل السائل
المراري يرتد للكبد ومجري الدم . كما أن هذه الأنسجة العقدية يمكنها منع
تدفق الدم من الأمعاء للكبد مما يزيد الضغط في الأوردة التي تتصل بهذه
المنطقة وتمدها بالدم ولاسيما منطقة الوريد البابي. وهذه الحالة يطلق
عليها إرتفاع الضغط البابي
portal hypertension
مما يجعل الماء يتراكم في
الجسم ويحدث نزيفا دمويا من الأوردة المنتفخة في القناة الهضمية . وأسباب
تليف الكبد عديدة وقد يكون لأسباب غير معلومة وقد يستغرق تليف الكبد لمدة
20 عاما .
ومن الأسباب التي تعجل بظهوره ،شرب الخمر لسنوات أو بسبب إلتهاب
كبدي فيروسي مزمن (بي أو سي) . وهناك أدوية كالآسيتوفينون
acetaminophen
بانادول وأبيمول وبارامول
والأيبوبروفين والكيتوبروفين ونابروكسين
تتسبب في تعجيل تدمير الكبد لو كان متليفا وتزيد مكن مخاطر النزيف الوريدي
لوكانت الأوردة متضخمة في القناة الهضمية. وأعراض تليف الكبد الحاد ،كف
اليد تصبح حمراء لتمدد الشعيرات الدموية بها وتجمعات دموية تحت الجلد
وتبدو الشعيرات عنكبوتية وتظهر في الصدر والكتفين وظهور الإستسقاء حيث
تتجمع السوائل بتجويف البطن وتورم القدمين والساقين .
والمريض يظهر عليه الاستسقاء
(إمتلاء البطن بالماء ) وقد يهدد حياة المريض ، إذا لم يضبطه ويتغلب عليه,
بالإقلال من الملح وتناول مدرات للبول spironolactone وfurosemide
أو
إتباع البزل
Paracentesis
بإبرة خاصة لتصفية الماء من تجويف البطن في حالة
عدم الإستجابة لمدرات البول.أو الطعام يكون خاليا من الملح ، مع تناول حقن
مضادات حيوية في حالة وجود عدوي بكتيري بالغشاء البريتونى بالبطن. وقد يلجأ المريض لشق البطن للتخلص من الماء الزائد .وقد يحدث
لمريض التليف نزيف وريدي في الجهاز الهضمي مما يهدد حياته . لهذا عليه
تجنب تناول الأسبرين وأدوية المسكنات كالبروفين والكيتوفان والنبروكسين .
وللتغلب علي إحتمال وقوع النزيف الوريدي نتيجة لإرتفاع الضغط البابي
portal hypertension
يمكن للمريض تناول مغلقات بيتا
(propranolol and
nadolol)
. كما يمكن للمريض تناول أدوية قابضة للأوعية الدموية
Vasoconstrictor medications
لوقف النزيف الفجائي حيث تقلل تدفق الدم من
الأوردة البابية وتضييقها مؤقتا .ومن بين هذه الأدوية
Somatostatin,
octreotide, and vapreotide.
وهناك عمليات جراحية بالمناظير لوقف النزيف
.وفي حالة ظهور خلل في التفكير نتيجة لتراكم السوم بالدم ونفايات البكتريا
بالأمعاء الغليظة وعدم تمكن الكبد من التخلص منها, حيث تؤثر علي وظائف
المخ . ولعلاج هذه الحالة يتناول المريض لاكتلوز لمنع تكوين الأمونيا
وسموم البكتريا بالأمعاء الغليظة مع الإقلال من تناول البروتينات في حالة
سوء حالة الكبد. لأنه لن يستطيع إستغلالها علي الوجه السليم وقد يحولها
لسموم .
كما يمكن تناول
metronidazole or neomycin,
لمحاربة السموم بالدم
.مع تجنب المهدئات أو المنومات فقد تزيد التشوش العقلي سوءا . وأهم ما
يتبعه مريض الإلتهاب الكبدي هو الإقلاع عن شرب الخمر حتي ولو كانت ليست
السبب في التليف .والإقلال من تناول ملح الطعام الذي يتعارض مع مرض
الإستسقاء يعتبر أحد مضاعفات التليف الكبدي .والإقلاع عن التدخين يساعد
علي تحسن الصحة لو أن المريض سوف يزرع له كبد . وقد ينصحك الطبيب بتناول
الفيتامينات المتعددة مع تجنب تناول عنصر حديد زائد.ومطلوب لمريض التليف
الكبدي تنظيف الأسنان يوميا حتي لايصاب بالعدوي (خراج) . والمريض يأخذ
جرعة وقائية سنوية من مصل الإنفلونزا .لأن الإصابة بالبرد تزبد الحالة
سوءا .ولقد وجد أن خلاصة عشب
milk thistle
موجود بمصر حاليا
تحمي الكبد
من الإلتهاب. لكنها لاتصلح التلف ولا يعالج العدوي بفيروسي
B أو C.
وعلي
المريض تجنب تناول الأعشاب من العطار فقد تجعل الحالة أكثر سوءا ولاسيما
نبات كافا
Kava
الذي له تأثير سيء علي أمراض الكبد. فلاشك أن تليف الكبد
يهدد حياة الشخص بشدة ولاسيما عندما يلتهب الكبد ويحدث به تلفا ،لايمكن
علاجه.