الحب باعتراف جميع الناس امتع صور التجارب الانسانية جميعا على الاطلاق . . ومع ذلك فمن الغريب حقا ان يعنى عدد قليل جدا من المفكرين ببحث نشأته ونموه
لكن ذلك فى الواقع ليس غريبا لأن الحب "يعاش" أكثر مما يعرف او يكون موضوعا للدراسة والتحليل ومن هنا فان الذين احبوا حبا صادقا على مر العصور لم يخطر فى ذهنهم مجرد خاطر ان يكتبوا عن الحب . . فى حين ان الذين كتبوا عنه بالفعل فمن المشكوك فيه أن يكونوا قد أحبوا حبا حقيقيا ذلك لان الحب ممارسة فهو احساس وشعور وليس دراسة وقراءة . . ولهذا الحب شىء والحديث عنه قولا او كتابة شىء اخر
فالكتابة عن الحب تقوم على مجموعة من الروايات والاقوال والاحاديث عن الحب
أما الحب نفسه فلابد أن يفلت من هذه الاحاديث لانه شوق ومكابدة وليس مجموعة كلمات . . ولقد ادرك الشاعر العربى هذه الحقيقة منذ زمن طويل عندما قال : لا يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يعانيها
بل ان المعاناه قد يستعذبها المحب ويسعى اليها منكرا ما تجلبه معها من ألم وكأنه يقول مع امير الشعراء
جحدتها وكتمت السهم فى كبدى ... جرح الاحبة عندى غير ذى ألم
ولما كانت صور الحب كثيرة ومتنوعة . . تبدأ من الخلايا الاولى البسيطة من الكائن الحى فى البيولوجيا ..الى إخلاص دانتى وهيام بترارك . . ووفاء هلويز لأبيلارد فى التراث الغربى إلى قيس وليلى . . وكثير عزة . . وجميل بثينة فى التراث العربى فهى تروى لنا فى جميع الاداب وبكل اللغات . . فضلا عن الحب الصوفي بنوعية (حب الله للانسان . . وحب الانسانه لله) أقول لما كانت هناك هذه الصور المنوعة للحب فسوف اتحدث لكم فى المره القادمة عن انواع الحب وكما قال سقراط . .الحب جنون . . وهو انواع كما ان الجنون انواع