الحب . . والموت

دعينى أنظر إليكى عندما تحين ساعتى . . ولتمسك يدى الضعيفة بيدك

وإما ان اموت . . فالموت يهون إذا ما جاء وانا اتعلق براحتك

تيبالوس . . شاعر رومانى

هل يمكن للحب ان يقهر الموت ويتغلب عليه ؟

اصحيح ان الحب العظيم ..يجاوز شطئان الموت كما قال الشاعر الرومانى بروبيتوس . . هل يستطيع هذا الطفل الصغير كيوبيد "اله الحب" ..ان يتغلب على "ثانتوس " اله الموت الجبار الذى حملت فيه امه " نيكس " إلهة الليل والظلمات ودون تدخل اى إله اخر ثم اصبح العدود اللدود للجنس البشرى يمقتة الكافة حتى الخالدون

الواقع ان قهر الحب للموت كان املا يراود كل المحبين الذين كانوا يعتقدون ان الحب خالد وانه قادر على تجاوز جميع العقبات والتغلب على جميع الصعاب التى تعترضه بما فى ذلك الموت نفسه . . غير ان ذلك لم يتحقق الا فى الاساطير وحدها وسوف اروى لكم اساطير يونانية تبين لنا ان اليونانيين كثيرا ما تأملوا العلاقة الغامضة بين الموت والحب قبل صالونات العصور الوسطى فى اوربا وقبل ان تظهر ملحمة ترستان وإزولد الشهيرة التى احتوت على الكثير من ذكريات القدماء أما الاساطير فسوف اقص اليكم واحده

ــ أورفيوس

فهو شاعر وموسيقار فى الاساطير اليونانية . . كان يطرب الآلهة والناس والاشجار والحيوانات والصخور بقيثارتة السحرية التى اهداها له الإله ابوللو راعى الفنون الرفيعة . . وملهم الشعراء والفنانين ... فكان اورفيوس اذا عزف على هذه القيثارة ترنحت الموجودات طربا . . بل اقتلعت الاشجار والنباتات نفسها لتسير خلفه من فرط جاذبيتة وحلاوة ألحانه

تعرف اورفيوس على الحورية الجميلة " يوريدكى " واعد نفسه للزواج منها واستعدت الطبيعة للاحتفال بهذا الزواج المبارك ..إلا ان اورفيوس كان يشعر منذ الصباح بمسحة من الحزن الغريب وغصة من ألم لا يعرف مصدره . . ورغم ان " هيمينايوس " رب الزواج استجاب لدعوة أورفيوس لكى يشهد حفل زفافه فشق أجواز الفضاء متلفعا بردائه الزعفرانى الى ان بلغ ارض الحفل إلا ان دعوة اورفيوس للاله كانت بغير جدوى فرغم حضوره ساد الحفل سوء الطالع وقد بدا "اورفيوس " حزينا مقطب الجبين لا يعلو وجهه علامات السرور وانصرف عن شدو نشيده المألوف وذبلت الشعلة التى يحملها . . وانبعث منها دخان كثيف يهيج دموع الحاضرين . . وذهبت كل محاولة لإشعلها سدى

ووقع ما هو اكثر مما أنبأ به الفأل . . فقد اعترضت أفعى طريق العروس وهى تتجول فى المروج بين صاحباتها ولدغت كاحلها فهوت على الارض جثة هامدة . . فهال ذلك حبيبها الشاعر منشد الجبال والروابى والكائنات جميعا . . واندفع هابطا الى عالم الموتى حتى وصل الى "برسفونى وهاديس " إلهى العالم السفلى وراح ينشد لهما على انغام قيثارتة :...... " أى إلهى العالم السفلى الذى سنمضى اليه نحن البشر الفانين . . هل لى ان اصار حكما بالحقيقة من غير زيف ولا مداراة ؟ ما أتيت الى هنا لأتجول فى دروب تارتاروس المعتمة . . وانما اتيت سعيا وراء عروسى التى خبت جذوة حياتها وهى فى ربيع العمر صريعة لدغة أفعى أفرغت فى عروقها سمها الزعاف . . وكم وددت أن احتمل مرارة أحزانى باذلا جهدى لاتذرع بالصبر . .غير ان الحنين الى عروسى غلبنى والحب كما تريان إله له شهرتة بين البشر . . وما أدرى هل تكون . . له شهرته هذه بينكم . . بحق هذا الصمت المخيم على مملكتكما الشاسعة . . أتضرع اليكما ان تعيدا إلى يوريدكى الحياة التى فقدتها ... وإنى لأعلم ان مصيرنا نحن البشر ..إن عاجلا او اجلا . . الى هذا المكان . . وما أرجوه منكما ان تهبانى الفرحة بصحبتها او تتشفيا بموتى كما تشفيتما بموتها

وفيما كان اورفيوس يتغنى بكلماتة على انغام قيثارتة أجهشت الاشباح الشاحبة بالبكاء . .ولم يملك إله العالم السفلى وزوجتة إلا الاستجابة لتوسلاتة ودعيا يوريدكى فأقبلت من بين الاشباح تتهادى مثقلة بجروحها . . لكن موافقة إله العالم الاخر ان ياخذ اورفيوس زوجتة كانت مشروطة بشرط اساسى هو ان تسير وراءه ولا ينظر خلفه قط إلا بعد خروجه من العالم الاخر حتى لا يفقدها مرة اخرى وسار الزوجان حتى كاد ان يصلا الى بوابة الخروج . .غير ان اورفيوس كان يشعر بلهفة لرؤيتها . . كما كان يريد ان يتاكد انها تسير خلفه بالفعل فمال ببصره الى الوراء فإذا بزوجتة تعود لساعتها الى الاعماق وهى تمد ذراعيها نحوه لهفة وحسره محاولة ان تدفعه الى الامساك بها وان تتعلق به . . وعاد الحزن يمزق قلب اورفيوس . .لانتقال زوجته من جديد الى عالم الموت . . وهكذا كاد الحب ان يقهر الموت لولا رعونة اورفيوس وطيشه

او قلوا
لولا ان الموت لايقهر

قصة جميلة اوى

دايما اساطير اليونان بتبقى رائعة

وانا درست منها كتير فى تاريخ اليونان

رائع ساليمو