برشلونة الملك..والأهلي الزعيم..لقاء السحاب نقلا عن الجمهوريه

* أفضل ما يقال عن لقاء الأهلي وبرشلونة انه لقاء "السحاب".. الكروي.. تذكرني هذه المباراة بلقاء السحاب الفني يوم أن التقت أم كلثوم مع عبدالوهاب لأول مرة وأثمر عن تحفة فنية هي "أنت عمري".. ومازلنا جميعاً نتغني بها حتي الآن.. وعندما نقول لقاء السحاب فلأنه يضم نجمين كبيرين في دنيا كرة القدم وفي الساحة العالمية.. برشلونة الملك. المتوج بنجومه العالميين. بإنجازاته وتاريخه وبطولاته.. بملياراته التي تجري علي الأرض وستنساب في استاد القاهرة لتتحول إلي فن واستعراض تنتظره الجماهير.. والأهلي نادي القرن زعيم بطل إفريقيا. ثالث العالم.. نادي المئوية الذي استقطب فريقاً مثل برشلونة ليلعب في القاهرة.
عندما يلتقي أفضل فريق في العالم. مع أفضل فريق إفريقي وأصبح ثالث العالم في البطولة الأخيرة.. إذا هو لقاء السحاب!!
وعندما.. يلتقي مجموعة رونالدينيهو في مباراة ومواجهة استعراضية مع مجموعة أبو تريكة.. فهو لقاء السحاب بالنسبة لكل المصريين!!
وعندما يأتي أفضل فريق في العالم حتي آخر تصنيف.. ليلعب أمام جماهير مصر.. فهذه شهادة عالمية بأن الكرة المصرية متطورة وتضارع وتنافس الكبار.. حتي ولو كانت مجموعة ميسي ورونالدينيهو وإيتو "وجوقة" الفن العالمي!!
وعندما يلعب الأهلي مثل هذا اللقاء العالمي وتنقله 19 قناة عالمية علي الهواء فهذا يعكس ثقة كبار الكرة في العالم.. في المصريين الذين يحملون لقب كأس الأمم.. وثالث العالم للأندية وأبطال إفريقيا!!
وعندما يطلب التليفزيون الأسباني تأجيل موعد اللقاء لمدة نصف ساعة ليبدأ في التاسعة والنصف مساء اليوم.. وحتي تنتهي نشرة الأخبار الرئيسية في أسبانيا.. فهذا تأكيد علي أهمية المباراة بالنسبة للأسبان والجماهير التي تترقب وتتابع فريقها هناك. ليس هذا فقط.. لأن فريق برشلونة له ملايين المشجعين في كل أنحاء العالم.. في كل أنحاء الدنيا.. لأنه يضم كوكبة النجوم في العالم ومن مختلف الدول.. وكل نجم يجذب معه ملايين المتابعين له.. للتحول برشلونة في النهاية إلي "قبلة كروية" تتجه إليها الأنظار. وبالتالي.. سيصبح استاد القاهرة مساء اليوم هو القبلة الكروية علي الأقل لجماهير مصر والدول العربية والشرق الأوسط وأسبانيا.
وجه الشبه
وجه الشبه كبير بين العملاقين.. برشلونة والأهلي.. تماماً مثلما وجه الاختلاف كبير بينهما.. فالشبه الكبير أن كليهما صاحب الشعبية الأكبر في بلده وفي منطقته. هو البطل حامل الألقاب. يضم أكبر كم من النجوم. يخطف الأضواء والإبصار عندما يلعب.. هكذا برشلونة. وهذا هو الأهلي. لكن وجه الخلاف كبير.. لأن المقارنة ستكون صعبة بين أسعار اللاعبين هنا وهناك.. ففريق برشلونة مليارات من الدولارات تجري علي الأرض وبعملية حسابية أخري فثمن لاعب مثل رونالدينيهو البرازيلي يوازي ميزانية الأهلي بالكامل.. فكيف نقارن؟!.. هل نقارن بين ميسي الأرجنتيني الفنان ورونالدينيهو وسافيولا وإيتو القناص وجيوفاني وإيدور ورافاييل وباقي الفرقة الموسيقية الأسبانية العالمية وبين الحضري ووائل والنحاس وأبو تريكة والسعيد وبركات وفلافيو إلي آخر القائمة؟! والله المقارنة تكون ظالمة.. خاصة إذا كانت علي الورق.. لكن علي أرض الواقع كل شيء وارد وممكن. قالوها.. وقلناها يوم لقاء الأهلي وريال مدريد في القاهرة. وتوقع الجميع حتي رئيس نادي ريال مدريد أن يفوز الفريق علي الأهلي بستة أهداف. وكانت النهاية محزنة ومؤسفة وخسروا بهدف وتاه زيدان وإخوانه في استاد القاهرة. وقالوا يومها ان الأهلي "هد حيلهم" في الهرم صباح يوم المباراة.. لكن برشلونة هذه المرة هو الذي طلب زيارة الأهرام صباح يوم المباراة.. النهاردة.. رغم أن الفريق لعب مساء أول أمس مباراة في الدوري الأسباني وخسر بهدفين من فياريال ورغم ذلك سيزور الفريق الهرم صباح اليوم.. وسيلعب في المساء ويغادر القاهرة صباح غد.. بدون إرهاق أو ملل.. وياريتنا نتعلم!!
الفارق كبير جداً علي الورق.. لكن في الملعب الحسابات تختلف. فالفريق الذي خسر أول أمس من فياريال في الدوري الأسباني.. يريد أن يفوز اليوم في أول رحلة بمنطقة إفريقيا ليترك انطباعاً جيداً.. ويريد أن يفوز ليعوض ما حدث لشقيقه وعدوه اللدود ريال مدريد من قبل علي نفس الملعب وأمام نفس الفريق.. فليس من المعقول أن يتسبب الأهلي في "العكننة" الأزلية لأكبر الأندية الأسبانية ويبيح دمها أمام العالم كله.
لذلك لا أتوقعها موقعة سهلة. ولا تصدقون ما يقال.. ان الفريق الضيف. فريق النجوم الكبار. السوبر ستار.. جاء في نزهة ليشاهد الهرم. جاء للتسلية والحصول علي مليون دولار مقابل المباراة فهذا خطأ. لأن ميزانية برشلونة تصرف علي الرياضة المصرية عشر سنوات.. وثمن اللاعب عندهم.. بثمن الأهلي ومنشآته.
الأهلي هو الأهلي
* رغم ذلك الأهلي هو الأهلي. باسمه وتاريخه. ببطولاته وجماهيره. بنجومه وأبطاله. هو الأهلي نادي القرن. بطل إفريقيا. مصنع النجوم الذي عودنا علي البطولات. وعودنا علي الفوز وقهر الكبار.. والتألق وقت الأزمات.. الأهم من ذلك أنه نادي المئوية وأول من أقام هذه الاحتفالات التي أنعشت جماهير مصر وقوت الانتماء.. النادي الذي أصبحنا نعتمد عليه. اسمه علامة مميزة للانتصارات. ولونه الأحمر ينعش الجماهير ويستفذ إمكانات اللاعبين فيخرجون كل ما لديهم.
الأهلي قادر علي الفوز اليوم.. وصدقوني حتي ولو خسر اللقاء وهذا بالأرقام وارد وبنسبة أكبر من الفوز فهذا لا يقلل أبداً من اللاعبين أو من امكاناتهم. ولن يهز اسم النادي أو يفسد احتفالات المئوية لأن مجرد إقامة هذا اللقاء في استاد القاهرة إنجاز.. ووجود برشلونة وسط جماهيرنا إعجاز. وفوز الأهلي في المباراة.. تاريخ.. ومثلما صنعناه من قبل علي ريال مدريد.. يمكن أن نكرره مع برشلونة.
فرقة الفن
* كل ما نطلبه من اللاعبين.. أن يمتعونا.. نريدها حفلاً فنياً يعزف فيه كل لاعب علي آلته الموسيقية "بمزاج" .. الحضري عازف الشباك.. وائل والنحاس وأحمد السيد صناع الأمن والآمان.. طارق السعيد وبركات يعزفان العزف السريع في اليمين والشمال.. وخذ عندك.. الفنان أبو تريكة في وصلة العزف المنفرد واللعب بالتمريرات الذكية للأمام والضرب علي أوتار الكرات الثابتة ليقول بالفم المليان لرونالدينيهو.. يا أنا.. يا أنت!!
واليوم يومك يافلافيو.. هذا اللاعب الغريب العجيب الذي يسكنه الجن والشياطين.. تحول من لاشيء.. إلي كل شيء.. وسبحان مغير الأحوال.. أصبح نجماً وكأنه مايسترو يقود الفرقة الموسيقية من الخلف إلي الأمام وعلي كل الأوتار.
أما متعب.. فأراه اليوم الورقة الرابحة الخفية التي ستسجل في شباك برشلونة. وينتظر فقط مساندة الجماهير التي صبرت علي فلافيو طويلاً. هؤلاء هم أعمدة الأهلي والعمود الفقري الذي يحمل باقي أعضاء الجسم الأحمر الذي سيرفع اسم الكرة المصرية اليوم.