من طرف سندباد الخميس سبتمبر 17, 2009 12:58 pm
شكرا لمرورك يا مروه
الحلقه 27
يَا
مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ
أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إلاَّ
بِسُلْطَانٍ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يُرْسَلُ
عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ) (الرحمن:33 ـ 35)
أولا: بالنسبة للنفاذ من أقطار الأرض:
إذا
كان المقصود من هذه الآيات الكريمة إشعار كل من الجن والإنس بعجزهما عن
النفاذ من أقطار كل من الأرض علي حدة, والسماوات علي حدة, فإن المعارف
الحديثة تؤكد ذلك, لأن أقطار الأرض تتراوح بين (12756) كيلو مترا
بالنسبة إلي متوسط قطرها الاستوائي, (12713) كيلو مترا بالنسبة إلي
متوسط قطرها القطبي, وذلك لأن الأرض ليست تامة الاستدارة لانبعاجها
قليلا عند خط الاستواء, وتفلطحها قليلا عند القطبين.
ويستحيل
علي الإنسان اختراق الأرض من أقطارها لارتفاع كل من الضغط والحرارة
باستمرار في اتجاه المركز مما لا تطيقه القدرة البشرية, ولا التقنيات
المتقدمة التي حققها إنسان هذا العصر, فعلي الرغم من التطور المذهل في
تقنيات حفر الآبار العميقة التي طورها الإنسان بحثا عن النفط والغاز
الطبيعي فإن هذه الأجهزة العملاقة لم تستطع حتى اليوم تجاوز عمق 14 كيلو
مترا من الغلاف الصخري للأرض, وهذا يمثل0,2% تقريبا من طول نصف قطر
الأرض الاستوائي, وعند هذا العمق تعجز أدوات الحفر عن الاستمرار في
عملها لتزايد الضغط وللارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلي درجة قد تؤدي
إلي صهر تلك الأدوات, فمن الثابت علميا أن درجة الحرارة تزداد باستمرار
من سطح الأرض في اتجاه مركزها حتى تصل إلي ما يقرب من درجة حرارة سطح
الشمس المقدرة بستة آلاف درجة مئوية حسب بعض التقديرات, ومن هنا كان عجز
الإنسان عن الوصول إلي تلك المناطق الفائقة الحرارة والضغط, وفي ذلك
يقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ مخاطبا الإنسان: (وَلا تَمْشِ فِى الأَرْضِ مَرَحًا إنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً) (الإسراء:37)
ولو أن الجن عالم غيبي بالنسبة لنا, إلا أن ما ينطبق علي الإنس من عجز تام عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض ينطبق عليهم.
]ثانيا: بالنسبة للنفاذ من أقطار السماوات
تبلغ
أبعاد الجزء المدرك من السماء الدنيا من الضخامة ما لا يمكن أن تطويها
قدرات كل من الإنس والجن, مما يشعر كلا منهما بضآلته أمام أبعاد
الكون, وبعجزه التام عن مجرد التفكير في الهروب منه... أو النفاذ إلي
المجهول من بعده...!!!
فمجرتنا
(سكة التبانة) يقدر قطرها الأكبر بمائة ألف سنة ضوئية (100.000*9.5
مليون مليون كيلو متر تقريبا), ويقدر قطرها الأصغر بعشرة آلاف سنة
ضوئية (10.000*9.5 مليون مليون كيلو متر تقريبا), ومعني ذلك أن
الإنسان لكي يتمكن من الخروج من مجرتنا عبر قطرها الأصغر يحتاج إلي وسيلة
تحركه بسرعة الضوء (وهذا مستحيل) ليستخدمها في حركة مستمرة لمدة تصل
إلي عشرة آلاف سنة من سنيننا, وبطاقة انفلات خيالية لتخرجه من نطاق
جاذبية الأجرام التي يمر بها من مكونات تلك المجرة, وهذه كلها من
المستحيلات بالنسبة للإنسان الذي لا يتجاوز عمره في المتوسط خمسين سنة,
ولم تتجاوز حركته في السماء ثانية ضوئية واحدة وربع الثانية فقط, وهي
المسافة بين الأرض والقمر, علي الرغم من التقدم التقني المذهل الذي حققه
في ريادة السماء.
ومجموعتنا
الشمسية تقع من مجرتنا علي بعد ثلاثين ألفا من السنين الضوئية من
مركزها, وعشرين ألفا من السنين الضوئية من أقرب أطرافها, فإذا حاول
الإنسان الخروج من أقرب الأقطار إلي الأرض فإنه يحتاج إلي عشرين ألف سنة
وهو يتحرك بسرعة الضوء لكي يخرج من أقطار مجرتنا وهل يطيق الإنسان ذلك؟ أو
هل يمكن أن يحيا إنسان لمثل تلك المدد المتطاولة؟ وهل يستطيع الإنسان أن
يتحرك بسرعة الضوء؟ كل هذه حواجز تحول دون إمكان ذلك بالنسبة للإنسان,
وما ينطبق عليه ينطبق علي عالم الجان...!!!